وكالة أنباء الحوزة - تتأسس عقلية القيادات الإسرائيلية منذ قيام دولتهم على أرض فلسطين على التوسع العسكري واحتلال الأراضي العربية بالقوة والكذب والتضليل. لقد مر الصراع العربي الإسرائيلي بعدة حروب هي: حرب 1948، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ثم حرب يونيو 1967 التي تلاها 6سنوات عجاف تخللتها حرب الاستنزاف، ثم كانت حرب أكتوبر 1973، وتلتها حروب لبنان والحرب الحالية في غزة. بالتأكيد لن تكون الأخيرة، فقد قامت إسرائيل باحتلال مساحات كبيرة من الأراضي العربية. ولم تكن عملية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي إلا محاولة لمقاومة الاحتلال وتحرير الأرض كما أن معاهدات السلام مع إسرائيل لم تغير شيئا من العقلية العسكرية العدوانية لهذه الدولة أو تثنيها عن مخططات قادتها للتوسع على حساب الأرض العربية، والسيطرة عليها عسكريا واقتصاديا وسياسيا. لقد كشفت الحرب المشتعلة في غزة عن أن القوة العسكرية الإسرائيلية لها الدور الأقوى والأهم ومصدر الخطر الرئيسي الذي يستوجب علينا مواجهته والاستعداد له عسكريا وسياسيا كدول عربية. في هذا السياق نتذكر بكل تقدير أحد ابطال انتصار أكتوبر المجيد المرحوم المشير عبدالغني الجمسي نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية الأسبق حتى عام 1978 الذي أشار في مقدمة مذكراته يوميات مقاتل في حرب أكتوبر 1973 إلى أننا: نحن العرب ـ لا نتعمق في دراسة جذور الصراع العربي الإسرائيلي، ولا نعطي الأهمية الواجبة لما قامت به الصهيونية العالمية والدول الكبرى من تخطيط وما نفذته من أعمال حتى أقامت دولة إسرائيل على جزء من أرض فلسطين، وما تقوم به إسرائيل تؤيدها القوى الكبرى، وتدعمها الصهيونية العالمية منذ إنشائها حتى اليوم، وبذلك يمكننا أن نتصور ـ كعرب ـ ونتوقع ما يخبئه المستقبل لهذه المنطقة.

الكاتب: محمود النوبي

المصدر: الأهرام