وكالة أنباء الحوزة - هل تعلمون عمن أتحدث...؟ إنني أتحدث عن السيدة العظيمة جريس ناليدي مانديسا باندور.. وزيرة خارجية دولة جنوب إفريقيا منذ عام 2019، التي وقفت دائما بكل شجاعة وبكل قوة مع الحق الفلسطيني، ودافعت مرارا عن القضية الفلسطينية، واستحقت منحها وسام القدس في عام 2022. لقد استمرت بإصرار في موقفها ذلك - رغم الهجوم الإسرائيلي والصهيوني الضاري عليها - ودعت في 12 نوفمبر 2023 المحكمة الجنائية الدولية إلى تسريع تحقيقاتها في جرائم الحرب الإسرائيلية، في الحرب على حماس في 2023 وأعلنت أنه ينبغي إصدار أمر اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو. وفي 14 مارس الماضي (2024) أعلنت أنه سوف يتم اعتقال جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين يحملون جنسية جنوب إفريقيا فور عودتهم إليها. لم تأبه باندور أبدا لاستمرار وتصاعد الهجوم عليها، بل زادها إصرارا على موقفها، وتمسكا بمبادئها؛ قالت: إن إسرائيل تستقوي بداعميها لتجاهل الشرعية الدولية، وان لديها نية إجرامية لإبادة الشعب الفلسطيني.
أغلقت باندور السفارة الجنوب إفريقية في إسرائيل، وقطعت العلاقات معها. وكالعادة... شنت الدعاية الإسرائيلية حملات ضارية ضد باندور، ووصفتها بأنها الذراع القانونية لحماس، فضلا عن توجيه الإهانات والأخبار الكاذبة عنها. وأخيرا.. وبسبب خسارة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (الذي أسسه نيلسون مانديلا، الذي تنتمي له باندور) تكون ائتلاف حكومي جديد بقيادة حزب التجمع الديمقراطي، الممثل للأقلية الأوروبية في جنوب إفريقيا، أقيلت باندور من منصبها بسبب سياستها ضد إسرائيل. إنني هنا أحيي السيدة العظيمة الشجاعة باندور... وأقول: ألا يجدر بمؤسسات المجتمع المدني في مصر الاحتفاء بباندور..؟ ألا تفكر الجامعة العربية في تكريم هذه السيدة العظيمة..؟ أتمنى ذلك!
الكاتب: أسامة الغزالي حرب
المصدر: الأهرام