وكالة أنباء الحوزة - ذكر موقع "ايبوك" الاسرائيلي، ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "غيّر مكانه بعد تلقيه تحذيرا من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تنوي قتله. وانه رفض عرضا إيرانيا بالانتقال مؤقتا إلى طهران حتى نهاية الحرب".
-حاولنا تجاهل هذا الخبر جملة وتفصيلا، كما تجاهلته اغلب المواقع والمنابر الاعلامية الاخرى، لتضمنه اكاذيب في غاية السخف، الا اننا اردنا ان نتوقف قليلا امامه، فقط من اجل بيان مدى اليأس والاحباط، الذي وصل اليه "الجيش" الذي "كان لا يقهر"، فاذا به اليوم بحاجة الى جرعات من الاكاذيب المضحكة والسخيفة، من اجل رفع معنوياته المنهارة، وكذلك ضخ بعض الثقة لدى الصهاينة، بعد ان فقدوها اثر ارباك وتخبط قيادتهم، التي ورطتهم في اطول حرب في عمر كيانهم المشؤوم، وتكبدوا خلالها خسائر لم يتكبدوها منذ اكثر من 76 عاما.
-اكاذيب الصهاينة ليست محصورة في هذا الخبر، ان صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ذكرت ان "الموساد يعرف على ما يبدو الموقع الدقيق لنصر الله في جميع الأوقات حتى لو غير أماكن تواجده، وان نصر الله نفسه يعرف أن إسرائيل يمكن أن تصل إليه ولكنها تحجم عن ذلك".
-لا حاجة لسرد ادلة لنثبت بها هذه الاكاذيب المخزية، يكفي ان نقول ان مجاميع الجواسيس، والمسيرات، والرادارات والطائرات الاسرائيلية والامريكية والغربية، ترصد كل شاردة وواردة في غزة، على مدار الساعة، ومنذ 9 اشهر، ولم تعثر على اثر للقائد يحيى السنوار ولرفاقه في المقاومة الاسلامية في غزة، رغم صغر مساحتها، وانها محاصرة منذ 17 عاما، لاسيما ان قوات الاحتلال دخلت الى جميع مناطق غزة، بعد ان سوتها بالتراب، ترى هل بامكان هذا الكيان الفاشل معرفة مكان السيد نصرالله في لبنان؟!
-بعد معركة "طوفان الاقصى" التي كشفت زيف اسطورة هيمنة الاستخبارات الاسرائيلية، وكذبة علمها بكل شيء وفي كل مكان، بعد ان عجزت عن معرفة ما تحضره المقاومة من مفاجأة لقوات الاحتلال على بعد امتار من غلاف غزة. بل مازالت لا تعرف شيئا حتى عن انفاق غزة، التي يخرج منها المقاومون كالموت لازهاق ارواح الصهاينة. رغم انهم يسيطرون على الارض التي فوقها!!
-حقيقة الجانب الاستخباراتي الصهيوني لم يتكشف في هذا الجانب فقط، بل بان عاجزه وبشكل واضح، في عدم قدرته على تحديد مواقع المئات من اسراه، الذين مازالوا في غزة، رغم ان قوات الاحتلال تسيطر على ارض وسماء ومياه غزة!
-من المؤكد ان الكيان الاسرائيلي، بكل ما يملك من قدرات عسكرية واستخباراتية، ودعم امريكي غربي كبير، قد تعرض الى ضربة قاسية، بعد ان طار "هدهد حزب الله" فوق مناطق شاسعة من فلسطين المحتلة، وجاء بصور في غاية الدقة، قد تكون من بينها غرف نوم نتنياهو وباقي جنرالاته ووزرائه، لم يعرضها حزب الله "احتراما للخصوصية"!، وعجزت "اسرائيل" وامريكا من اصطياده، وهو ما يضيف خيبة الى خيبات اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية الامريكية الغربية. لذلك قررت "اسرائيل" ان ترد على ما جاء به هدهد حزب الله، باستخدام طريقة غوبلز القائمة على مبدأ كلما كانت الكذبة اكبر كلما كانت اكثر قابلية للتصديق، عبر ادراج هذا الخبر الكاذب على موقع "ايبوك" عن السيد نصرالله، عسى ان يمسح بعض العار، الذي تعرضت له استخباراتيا اولا، وعسكريا ثانيا، ولكنها بدلا عن ذلك غرقت بالعار اكثر مما هي غارقة.
-اخيرا، نقول لنتنياهو ورهطه: بالموت تهدد رجال الله، ايها المتصهين الجبان، ان الموت لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة، فلو كان ابنك الجبان يائير يتسكع على شواطىء ميامي في امريكا هربا من الحرب، فقائد رجال الله، سماحة السيد حسن نصرالله، قدم ابنه الشهيد هادي قربانا في معارك الشرف، دفاعا عن لبنان واللبنانيين، بجميع طوائفهم واعراقهم.. وشتان بين الثرى والثريا.
المصدر: العالم