وكالة أنباء الحوزة - افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني، ثم كلمة لنقيب الصحافة عوني الكعكي رحب فيها بالحضور، وقال: "انه لشرف كبير لنقابة الصحافة ان يعقد هذا المؤتمر وعنوانه فلسطين لأن فلسطين هي في قلب ودم وعروق كل مواطن عربي لا فيها مسلم ولا فيها مسيحي، وانا سعيد جدا بهذه الوجوه الطيبة التي اعتبرها من نواة هذا المجتمع وخصوصا ان لبنان في هذه المؤتمرات يستيعد دوره الحقيقي الذي هو دور المحبة والوفاق.
وسأختصر الكلمة بوجود معن بشور لانه استاذنا جميعا وعندما يكون موجودا ليس هناك من كلام".
بشور
ثم تلا بشور البيان الختامي قال فيه: "بدعوة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي - الاسلامي والمؤتمر العام للاحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية واللقاء اليساري العربي والجبهة العربية التقدمية، انعقد الملتقى العربي العام (عبر تطبيق zoom) يومي السبت والأحد ۱۱ تموز و ۱۲ تموز منه، بمشاركة زهاء ۱۰۲ شخصية عربية من قادة فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان والعديد من أمناء وأعضاء الأمانات العامة للهيئات الداعية والأحزاب العربية والاتحادات والشخصيات الوطنية والقومية والاسلامية في الوطن العربي، وبالتزامن مع الذكرى الـ۱۴ لانتصارات المقاومة في لبنان على العدو الصهيوني في شهري تموز وآب ۲۰۰۶، وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة على العدو الصهيوني صيف ۲۰۱۴".
وأضاف: "بعد تهنئة المقاومة في لبنان وفلسطين بالانتصارات التي تحققت على العدو الصهيوني وشكلت تحولا نوعيا في مسار الصراع واحدثت توازن ردع مع هذا العدو، توقف المجتمعون امام الأخطار المحدقة بفلسطين، والعدوان المستمر عليها من الادارة الاميركية والكيان الصهيوني، والتي كان آخرها تبني الرئيس الاميركي ترامب لجريمة القرن القاضية بتصفية القضية الفلسطينية، من خلال اعلان القدس عاصمة "للدولة" اليهودية ونقل السفارة الاميركية اليها، واعترافه بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان العربي السوري المحتل. وشروع العدو في تنفيذ خطة ضم اجزاء من اراضي الضفة الغربية بما فيها غور الاردن الى سيادة الكيان الصهيوني، من دون اكثراث لحقوق الشعب الفلسطيني الذي طرد من ارضه منذ ۷۲ عاما، او مراعاة للمواثيق الدولية والقرارات الاممية الصادرة حيال فلسطين او لشرعة حقوق الانسان وعدم الانصياع للقانون الدولي الذي يعطي الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.
وتابع: "بحث المشاركون في الملتقى في التداعيات والاثار السلبية لجريمة القرن وخطة الضم، على مستقبل فلسطين ارضا وشعبا ومقدسات، وتهديداتها لدول وشعوب المنطقة، وأجمعوا على أن قضية فلسطين لن تموت لأنها قضية حق، وأن احدى مهمات الحركات الشعبية العربية هي مواجهة اليأس والإحباط والتمسك بثقافة المقاومة، وتوقفوا عند ممارسات العدو الصهيوني تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ومحاولات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة وتفريغها من سكانها الاصليين، ومحاولة فرض السيطرة الأمنية الصهيونية على المسجد الأقصى واقتسام الصلاة فيه، وناقشوا اساليب وطرق مواجهة هذه التهديدات والمخاطر والسبل الآيلة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته، وأكدوا الحاجة الى وضع استراتيجية شعبية عربية، لا للمشاركة برفض مخططات الضم وجريمة العصر فحسب، وأنما في التهيئة لانخراط شعبي عربي وإسلامي مع الشعب الفلسطيني في معركته المتواصلة مستفيدة من متغيرات مهمة في موازين القوى الإقليمية والدولية، ومن مظاهر ترهل وتفكك في الكيان الصهيوني وفي دعم رئيس الولايات المتحدة الأميركية له".
وقال: "جرى خلال المناقشات عرض لمجمل التحركات الشعبية داخل فلسطين وعلى مستوى الأمة، ومن خلال أحرار العالم وأكد المشاركون ضرورة أن يكون هذا الملتقى قوة دفع لوقائع جديدة على الأرض الفلسطينية والعربية وفي العالم.
وقد صدر عن الملتقى الإعلان التالي:
- يعتبر الملتقى ان خطة الضم هي استكمال لجريمة القرن التي اعلنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية واحكام قبضة العدو الصهيوني على كامل فلسطين واقامة دولته اليهودية العنصرية على اراضيها من دون مراعاة اي حق من حقوق شعبنا الفلسطيني. لذا نحذر من أخطار هذه الخطة التي تعتزم قيادة الاحتلال الصهيوني القيام بها، ونجدد رفضنا القاطع لها ولجريمة القرن، ونعتبر ان هذه الخطوة هي عدوان جديد صارخ على شعبنا الفلسطيني وامتنا جمعاء، وهي أحد فصول الاجرام ضد الإنسانية التي تدعمها وتساندها الادارة الاميركية العنصرية ضد الانسانية.
- يدعم الملتقى الموقف الفلسطيني الشجاع والموحد، الرافض لجريمة القرن وخطة الضم، ويؤكد انه المرتكز الاساسي في هذه المواجهة ويشكل الصفعة الاولى والقوية في الرد على هذا العدو الذي عمد خلال العقود الماضية الى بث الخلافات والنزاعات بين ابناء شعبنا الفلسطيني وامتنا حتى يتسنى له امرار جرائمه وخططه، والتوافق على استراتيجية وطنية موحدة، لمواجهة ومقاومة هذه الجريمة والخطة الخطيرة، ويؤكد الملتقى أن اللقاء الذي جمع حركتي "حماس" و"فتح" خطوة مباركة وفي الاتجاه الصحيح، ويدعو الى تمتينها وتوسيعها لتشمل جميع قوى المقاومة في فلسطين. يدعو إلى العمل لمساعدتها على الاستمرار من أجل العمل الوطني المشترك، فاللحظة الراهنة تستوجب فتح بوابات الوحدة على مصراعيها للاستيعاب الكامل لجهود الجميع وإطلاق انتفاضة شعبية وميدانية في إطار المواجهة الشاملة في كل الساحات، وعلى كل المستويات مقدمة لدحر الاحتلال واستعادة الحقوق والمقدسات كاملة.
- يرى الملتقى في المواقف الأردنية الأخيرة خطوة متقدمة في مواجهة مشروع الضم الصهيوني للضفة الغربية ومنطقة الأغوار. ويدعو الملتقى إلى تطوير هذه المواقف من أجل التكامل مع الموقف الفلسطيني ليشكلا معا رأس حربة في جبهة واسعة تضم الجميع وفي مقدمها دول الطوق من سوريا إلى لبنان ومصر لإسقاط هذه المخططات التي تستهدف الأمة بأقطارها كافة.
- يحيي الملتقى صمود شعبنا الفلسطيني المجاهد والمناضل في الاراضي المحتلة امام آلة العدو الاجرامية وثباته ومقاومته في الدفاع عن الارض والمقدسات ونعتز بشهدائه الابرار وعوائلهم والجرحى المضحين والاسرى الصابرين. وكلنا ملء الثقة بهذا الشعب الذي منه نتعلم الدفاع عن الاوطان في مواجهة الاحتلال.
- يحيي الملتقى شعبنا الفلسطيني في الشتات على التمسك بموقفه الراسخ برفض مشاريع التوطين والتهجير واصراره على حق العودة الى وطنه العزيز رغم كل المعاناة وشظف العيش والاغراءات، ولا شك انه سيطلق أوسع حراك شعبي مع أبناء الأمّة واحرار العالم بمختلف الأشكال.
- يثني الملتقى على المواقف العربية والإسلامية والدولية الرسمية والشعبية الرافضة لصفقة ترامب ومخطط الضم، ويدعو الحكومات والبرلمانات لاتخاذ اجراءات متقدمة في هذه المواجهة وقطع العلاقات مع الدول التي اعترفت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني تنفيذا لقرارات اتخذتها سابقا قمم عربية.
- يؤكد الملتقى سقوط الرهان على المفاوضات ومشاريع التسوية معتبرا ان خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الارض واستعادة الحقوق والمقدسات، ويقدر عاليا دور الدول والجهات العربية والاسلامية الداعمة للمقاومة في فلسطين سياسيا وماديا وعسكريا.
- يندد الملتقى بخطوات التطبيع مع العدو الصهيوني ويعتبرها جريمة وخيانة للقضية الفلسطينية والذي تورطت به بعض الانظمة والهيئات والافراد ويطالبهم بوقف التطبيع فورا وقطع كل العلاقات والاتصالات مع هذا الكيان الغاصب ويحذر من محاولات العدو خرق دول المنطقة عبر هذه البوابة.
- يدعو الملتقى الامة العربية والاسلامية، أنظمة وشعوبا، إلى نبذ خلافاتها وتوحيد صفوفها واعادة الاعتبار الى القضية الفلسطينية على انها القضية المركزية للأمة، ودعم الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية واخرها جريمة "صفقة القرن" وخطة الضم، وإسناد شعبنا الفلسطيني عبر دعم صموده وتثبيته في أرضه ووطنه ومقدساته. ويدعو الملتقى إلى استمرار العمل من أجل طرد الكيان الصهيوني من مختلف المنتديات الإقليمية والدولية.
- يندد الملتقى بالحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية والاعلامية التي تشنها الولايات المتحدة الاميركية على بعض دول المنطقة وشعوبها بهدف ارباك هذه الدول واشغالها لتمكين العدو من التفرغ لانجاز مخطط تهويد ما تبقى من ارض فلسطين.
يؤكد الملتقى شجبه الحصار الظالم والعقوبات الاقتصادية الجائرة على دول المقاومة
وقواها، بهدف تجويع شعوبها وكسر ارادتها، معتبرا أن قوانين الحصار وإجراءاته ضد سوريا وفلسطين ولبنان واليمن وإيران وفنزويلا وغيرها، إنما هي مخرجات لجريمة القرن وتمهيد لتنفيذها، وهي مخالفة للقانون الدولي الذي لا يعطي أي دولة أن تكون شرطي العالم وتنزل العقوبات بالدول التي تخالفها، وهذا يتطلب فتح الحدود بين بلداننا وبناء استقلالنا الاقتصادي وتنميتنا المستدامة.
- يدعو الملتقى الدول الصديقة واحرار العالم الى رفض "صفقة القرن" وخطة الضم ومخرجاتهما والعمل على اسناد الشعب الفلسطيني ودعم صموده ونضاله.
-يؤكد الملتقى ضرورة وضع خطط تفصيلية مع المؤتمرات العربية والدولية، وإشراك المنظمات الشعبية والنقابية كافة في تنفيذها، ووضع برنامج هادف لانماء ثقافة المقاومة وممارسة أعلى درجات الضغط الشعبي على النظام الرسمي العربي.
- توجيه نداء إلى الإعلاميين العرب والمسلمين وإلى تنظيماتهم المهنية من أجل الانخراط بقوة أكبر وفضح الإرهاب الصهيوني وجرائمه وأخطاره.
- الدعوة إلى قيام مبادرات عملية مستعجلة في منطقة الأغوار لدعم صمود أهلها وتثبيتهم وفرض أمر واقع على الاحتلال.
- التأكيد أنه إذا كانت قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمّة، فأن القدس ومقدساتها هي البوابة المركزية للدفاع عن القضية المركزية والهوية في آن.
- تأليف لجنة متابعة من ممثلي الهيئات الداعية الى هذا الملتقى ممن شاركوا في التحضير له، ومن يرتأون إضافته لتنفيذ مخرجات الملتقى وتطويرها في ظل التطورات".
وختم: "إن قضية فلسطين هي قضية عربية إسلامية إنسانية عادلة، وستعود فلسطين إلى أهلها وأمتها، وإن طال الزمن، فالتحرير آت والاحتلال إلى زوال".