۲۸ فروردین ۱۴۰۳ |۷ شوال ۱۴۴۵ | Apr 16, 2024
شيخ حسين غبريس

وکالة الحوزة - بين سماحة الشیخ حسین غبریس مدیر التنفيذي للإتحاد العالمي لعلماء المقاومة: من قال أن الشريعة الإسلامية تحدد أمورا دون أخرى للمشايخ او للمتدينين عموماً! اللهم إلا في بعض الأماكن التي يفسر وجود الشيخ فيها على أنه أمر يلحق الأذى بالتدين والمتدينين.

أفاد مراسل وكالة أنباء الحوزة أنه أجرى الحوار مع سماحة الشیخ حسین غبریس مدیر التنفيذي للإتحاد العالمي لعلماء المقاومة ومسؤول العلاقات العامة لتجمع علماء المسلمین في لبنان، وتحدّث معه حول تعاطي رجال دین مع التطورات الحديثة وجدیر بالذکر أن هذا الحوار أجری مع سماحته في السنوات الماضیة وفي هامش إحدی مؤتمرات الوحدة الإسلامیة، وفيما يلي نصه:

أرید مفاجئتکم بخبر؛ رجل دین ایراني لابس زيّ العلماء، ذهب الی شاطئ بحر وقام بأجراء برامج دینیة ثقافية!

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، ليست مفاجئة، كنت فوجئت لو كان الأمر سلبياً، لو كان قد فعل لا سمح الله أموراً مخلة بالشرع المقدس، لكن بما أنه قام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تعد مفاجئة إلا نسبياً بقدر أن بعض المتدينين حتى بعض غير المسلمين أو من جانب الجو المتدين قد يعتبرون هذا الأمر فيه خلل أو خطأ معين، لكن من قال أنّ في الشريعة الاسلامية السمحاء أن هناك أماكن محظورة على المتدينين دون غيرهم؟!

أنا أذكّرك بأمر أو أذكر أمامك أمر لمن يريد أن يسمع، عندنا في لبنان في منطقة من المناطق أيضاً على شاطئ البحر كانت لفترة طويلة موقوفة على غير المتدينين كباراً صغاراً رجالاً نساءً يذهبون إلى هناك، أحد إخواننا المشايخ من أهل السنة قال لجماعته في المسجد، لماذا تتركون هذه المنطقة للآخرين حتى يسرحوا ويمرحوا فيها، أليست هي لكل الناس؟! نحن من الناس، تعالوا معي بعد الصلاة لنذهب بوفدً كبير ونجول في تلك المنطقة، وبالفعل قاموا بذلك وكسروا الحاجز النفسي، الآخرون الذين كانوا يشاهدون المشهد في للوهلة الأولى استغربوا، شيخ ولحى، محجبات، الكل ذهب المرة الاولى ليشاهد، وبعد ذلك تحولت إلى أن تكون لكل الناس، عندما يذهب فضيلة الشيخ هذا الذي ذكرت أنّه بمهمة ايجابية انسانية ايمانية، هذا اولاً يدل على جرأة عند الشيخ حفظه الله كما يدل على وعي وعلى عمق وعلى بعد نظر، لماذا هؤلاء الناس متروكون لقدرهم.

ربما إذا لا يذهب أحد إليهم، سيبقون هكذا بدون توعية وبدون شرح لوجهة نظر الاسلام، وعليه فقد قام بدور يعتبر في غاية الاهمية، من خلال هذه المبادرة أدعو كل من بإستطاعته خصوصاً علماء الدين، المبلغين، كباراً او صغاراً، ولا بدّ أن يكون عنصر الشباب بارزاً على محياهم بسبب امكانية الطرح المتقدم مع هؤلاء الناس أن يذهب اليهم، هو لا يرتكب الحرام، فيجلس معهم يحدثهم يناقشهم، ليس الأمر فقط مقتصراً على شاطئ البحر بل في كل مكان يمكن الوصول اليه، هذا امر محبب ومطلوب مع الاحتراز طبعا بأن لا ندخل إلى الأماكن التي فيها شبهة وحرمات، بمعنى أن يأتي أحد المشايخ ليدخل إلى نادي كابارية  او بار فيه عراة وما شاكل ذلك هذا لا يمكن، ولكن في أماكن أخرى لا، يمكن أن يأتي وهو مشكورٌ على جهوده .

قضیة أخری؛ رجل دین معمم هو حکم في مباریات کرة القدم؛ ما هي وجهة نظرکم بالنسبة إلی هذا؟

بنفس المستوى الذي كنت أشير إليه، من قال أن الشريعة الإسلامية تحدد أمورا دون أخرى للمشايخ او للمتدينين عموماً! اللهم إلا في بعض الأماكن التي يفسر وجود الشيخ فيها على أنه أمر يلحق الأذى بالتدين والمتدينين، ولكن في الرياضة، كل انواع الرياضة، سواء كان لاعباً او حكماً او ادارياً..فلا إشكال.

أنا الآن مثلاً في لبنان يستضيفونني في برامج رياضية أتحدث فيها عن الرياضة وبالتحديد كرة القدم، والسبب أنّ لي علاقة بأحد الاندية المحسوبة علينا في لبنان في الدرجة الاولى لكرة القدم، وأشارك اللاعبين والإدارة همومهم ونعيش كأسرة مع بعض، نوجههم إلى الأسلوب الناجح والصحيح لممارسة هذه اللعبة، لأنه كما قال الإمام المقدس الخميني رضوان الله تعالى عليه أنا لست رياضياً لكني أحب الرياضيين، طبعاً وأنا أذهب إلى الملاعب الرياضية، أجلس في المدرج اشاهد المباريات وتأتي وسائل الاعلام تصور وتكتب ووو، حتى إني ببلد غير لبنان كنت ذات يوم في افريقيا ودعاني صديق لبناني إلى حضور مباراة في كرة القدم، ذهبت معه، والأمر كان مستغربا لدى الجمهور الإفريقي، فبدل أن يشاهدوا مباراة كرة القدم بدأوا يشاهدونني أنا على المدرج!

وحتى لا أستطرد  كثيراً فأي موقع من المواقع التي يحتك فيها بالناس؛ وهنا التحكيم بحد ذاته أمر يحتاج إلى العدالة في النظرة بين الفريقين المتخاصمين؛ وهو أقدر من غيره على أن يحكم بعدل الله وبالإنصاف،  لا يظلم فريقاً على حساب فريق او لاعباً على حساب لاعب اخر، إذن في كل موقع يمكن للمعمم أن يكون له حضور مؤثر فيه فليحضر وليتواجد، وعلى العكس فهذا المعمم ينبغي أن يُشجع ويُكافئ ويعطي فرصة للآخر ليقوموا بنفس الدور.

ما هو أکبر تحدی معاصر للحوزات العلمیة؟

بتقديري اليوم فإن أكبر تحدي معاصر هو حالة التكفير التي بدأت تسود عالمنا الإسلامي على يد أولئك الصبية والجهلة الذين امتهنوا الإجرام والدعوة بزعم أنهم جهاديون، وأقصد بذلك الدواعش وما شاكل ذلك، هؤلاء يشكلون تحدياً كبيرا جداً على انتشار الفكر الديني في الاوساط المختلفة، ربما أنتم تعلمون جزءاً وفي أماكن متعددة في هذا العالم بدأ شباب في مقتبل العمر يتخلون عن دينهم الاسلامي عندما رأوا الافعال الشنيعة التي يقوم بها هؤلاء من من يدعون الدين، يقولون نحن إذا كان هذا هو الإسلام لا نريد هذا الإسلام، يخرجون من الدين في حين وفي ظرف سابق كان الشباب يقبلون على التدين والالتزام بتعاليم الدين، بل حتى غير المسلمين كانوا ينفتحون على الاسلام ويعتنقون الدين الإسلامي، هذا هو التحدي الكبير اليوم، فعلى طالب العلم الحوزوي والمعمم أن ينجحوا في التحدي ويتبثون أن حقيقة الاسلام غير ذلك، وأن الاسلام كدين يصلح لكل العصور والازمنة.

ما هي تحدیات راهنة في الوسط الشیعي؟

طبعاً أنا عندما ذكرت قبل قليل مسألة "الدواعش" وغيرهم فالامر ليس مقتصراً على الوسط السني فقط، فهناك ساحات أخرى مهددة بالاختراق بالفكر الديني المتطرف خصوصا في المناطق التي تشهد صراعات كما في إفريقيا على سبيل المثال، لأنه اليوم وليكون ذلك معلوماً أن في إفريقيا وفي اسيا، صحوة دينية كبيرة، هناك حركة تشيع منتشرة قد يستطيع بعض الدواعش لسبب او لأخر أن يخترقوا هذه الساحة التي هي حديثة عهدٍ في التشيع ليعودوا ويأخذونهم لمكانٍ اخر، وبالتالي فالتحدي هو نفسه لكن مع الفارق الذي ذكرت أنه في وسط السنة أكبر بكثير، أما في وسط الشيعة فعلينا أن نبيّن ونبرز كحوزويين أن الإسلام الذي ننتمي إليه إسلام يوحّد ولا  يفرّق، ايران كجمهورية اسلامية مباركة تحمل هم الإسلام بجد وتنقل الصورة الايجابية للعالم.

هناك الآن حكومات عديدة جداً في العالم تحاول أن تزغزغ النوايا وأن تزلزل البعض عن تفكيره الذي يمكن ان يؤدي بهم إلى أن يشعروا بضعف ويتراجعوا بشكل أو بأخر. ما أريد التأكيد عليه أنّنا اليوم كما رفعنا لواء فلسطين من أيام الإمام الراحل الخميني قدس سره ومروراً بسماحة السيد القائد هذا أصبح منهجاً عند الشعب الإيراني المسلم والملتزم بقضايا أمته، وكان البعض في بدايات الثورة لا يصدق بأن المسلمين الشيعة يؤيدون فلسطين أو أن لهم أهدافا أخرى في ذلك، لكن مع مرور الوقت إتضحت الصورة على حقيقتها  اليوم.

دعني اقول لك هذا التحدي الذي هو موجود يواجهنا به الأعداء على الشبهة، خصوصاً في البلاد التي عدد المسلمين فيها قليل كما في امريكا اللاتينية في أوروبا، أمريكا الشمالية، استراليا، كندا .. أنا طبعاً على تواصل مع بعض الاخوة في هذه الدول، يذكر لنا الاخوة كيف أن الهجمة اليوم توجه نحو الشيعة بقوة، السبب أنّهم أدركوا ارتباط الشيعة بخط الإمام والثورة وبخط الممانعة.. في حرب الثمان سنوات التي فرضت على الجمهورية الإسلامية كل العالم تقريبا تآمر عليها وبقيت صامدة، لم ترضخ، الأن كل الدنيا تواجه ايران حصاراً وضغوط اقتصادية وحرب اعلامية وثقافية لكنها صامدة وتقول فلسطين فلسطين فلسطين، هم لا يخافون من الذي يبدل كل يومٍ موقفه لكن الذي يرعبهم هو الثابت ولهذا اسمع نتنياهو ماذا يقول وقادة الصهاينة والأمريكيين إنه ممكن التفاهم مع اي أحد في العالم الا مع ايران وهي ليست دولة جغرافيتها بحدود فلسطين لكن الفكر الذي حملته الجمهورية المباركة في إيران فكر الامام الاصيل الذي انتشر بين شعوب العالم وانتشر في العالم الاسلامي كله هو الذي اظعج ويزعج الاستكبار العالمي.

کیف یمکن لرجال الدین في ایران المشي مع معطیات العصر الجدید؟

أنا هنا أوافق معك أن البعض من أبناء الحوزة العلمية في إيران سواء في قم أو في أي مدينة أخرى البعض للأسف لا يتعاون أو لا يتعاطى مع التطورات الحديثة كأن هناك موروثا معينا يبقى في أذهانهم من خلال التربية البيتية او البيئية التي جعلت منهم  يتمسكون بأمور ليس من الضرورة أن تبقى هكذا وهذا لا يعني اننا ندعو إلى التفلت لا سمح الله.

فاليوم مثلاً ما الذي يمنع من مواكبة التطور وقد عاينت بعض المؤسسات في قم المقدسة كيف تجاري التطور والعلم والتكنلوجيا عبر الانترنت وما شاكل ذلك، هذه الوسيلة الآن في خدمة البشرية كلّّها لماذا لا نستفيد منها اكثر.

نحن لا نقف عند حدود طالما أنّنا واثقون من أنفسنا أنّنا لا نرتكب الحرام ولا نذهب باتجاه الحرام ولا يضعفنا شيء فلنذهب إلى كل مكان دون أن يكون هناك تردد وأن نقدم على بث الإسلام المحمدي الأصيل بالطريقة الحضارية الواضحة، الطريقة التي تجعل الانسان ينفتح على قيمنا الدينية، فعلى سبيل المثال، لماذا بعض الإخوة المشايخ وإلى اليوم لا يقبلون الجلوس مع غير المحجبة للبحث في أمور إسلامية! أنا لا أقول لك إجلس معها جوارك الى جوارها، لا، لكن يجلسون في مكان عام مكشوف ویناقشها بالإسلام، ما الذي يمنع ذلك! لا أنت صافحتها ولا قدمت تنازل على مستوى الدين والمبدأ، بالمقابل، لكنك أنت حاضر -لاحظ معي- مثلاً انا شاهدت قبل يومين هذا البطل الذي احرز الميدالية الذهبية في رفع الاثقال في امریکا، عندما اعتلى المنصة ليتوج جاءت سيدة مدت يدها لتصافح ، وضع يديه بهذه الطريقة(علی صدره)، أريد ان أقول بهذا الموضوع أنّ هذا الشاب المتدين ذهب إلى أن يكون مع كل أبناء الارض في موقع عالمي وفي رياضة عالمية إستطاع أن يثبت أنه كمسلم لا يمنعه ذلك عن الحضور ولم يصافح المرأة رغم محاولاتها الحثيثة! كم هذا يشعرك بعزٍ وفخر؟

المشايخ ايضاً بإمكانهم أن يذهبوا إلى اي نقطة في العالم ليقدموا لهم الإسلام، أنا الآن مثلاً في لبنان عندي برنامج أسبوعي في محطة غير اسلامية؛ محطة مسيحية اسمها الotv معروفة، منذ سنتين وأنا أذهب باستمرار إلى الاستوديو عندهم والحلقة تُبث مباشرة، حلقة من نصف ساعة كل اسبوع، أقدم فيها طروحات إسلامية وأفكار معينة، تجلس معي مرات سيدة تحاورني هي بدون حجاب مرة يكون شاب، فالبعض كان يسأل في البداية كيف تجلس معها وهي غيرمحجبة؟! كنت أقول بصراحة أنا أحتاج إلى هذه المنصة الإعلامية الى هذا المكان، أنا لا أستطيع أن أفرض عليهم شروطي الإ إذا جاءت إلى مكتبي أو إلى بيتي، لكن عندهم لا، أنا اتأقلم معها وأقدم هذا الاسلام، والتجربة اثبتت - طبعاً أنا أذكر الشيء حتى يكون كمادة واضحة – أنها إستطاعت أن يؤثر في أوساطهم المسيحية أكثر بكثير مما لو أنا كنت أتكلم على محطة اسلامية! إذن علينا أن نخرج من العباءة التي تبقينا أسرى في إطار ضيق وأن نخرج إلى العالم ونحن نجاهر بديننا وبإسلامنا وبقوة هذا الدين لنطرحه في كل الميادين ونقربّه من كل الساحات وكل الاوساط.


أجری الحوار: محمدجواد حسین زاده

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .