الاثنين 9 يونيو 2025 - 19:00
"الرجعة" في القرآن والروايات

وكالة الحوزة - : وفقًا للآيات القرآنية وروايات أهل البيت (عليهم السلام)، فإنَّ مجموعة من الأموات سيعودون إلى الدنيا في زمن ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

وكالة أنباء الحوزة - ذكر القرآن الكريم في آيات متعددة موضوع عودة بعض الأموات إلى الحياة الدنيا.

النبي عُزير (عليه السلام)

بعد أن مكث النبي عزير (عليه السلام) ميتًا مئة عام، أحياه الله تعالى وأعاده إلى الدنيا، فعاش سنوات طويلة.

قال الله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ۖ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة: 259).

صفوة بني إسرائيل

ذهب سبعون من خيار قوم النبي موسى (عليه السلام) معه إلى جبل الطور ليشهدوا مناجاته مع الله تعالى واستلام الألواح، ولكنهم طلبوا رؤية الله جهرةً قائلين: {يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} (البقرة: 55)، حاول النبي موسى (عليه السلام) ثنيهم عن هذا المطلب المُجَافِي للعقل والمستحيل تحقيقه، غير أنهم تمسكوا بموقفهم بإصرار، فحاق بهم عذاب السماء فأزهقت الصاعقة أرواحهم. فاغتمّ موسى (عليه السلام) لهذا المصاب، ورأى في استمرار حالهم تبعاتٍ خطيرةً على جماعة بني إسرائيل؛ فرفع يديه بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يردّهم إلى الحياة الدنيا. فتقبّل الله سبحانه وتعالى تضرعه، وأحياهم. قال الله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة: 56).

الرجعة إلى الدنيا في المستقبل

قال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ} (النمل: 83).

تشير هذه الآية إلى يومٍ يُبعث فيه أناسٌ إلى الدنيا، وهو غير يوم القيامة، إذ إنّ القيامة تشمل حشر جميع البشر كما قال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} (الکهف: 47)

وأکد الشیخ الطبرسي في "مجمع البيان" ـ عند تفسير الآية 83 من سورة النمل ـ أنَّ روايات كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) تُبيّن أنَّ هذا الحشر خاصٌّ بزمن ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، حيث يعود إلى الدنيا مجموعة من شيعته وأعدائه.

ومن الآيات الدالة على الرجعة أيضًا قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} (الأنبياء: 95). فقد قال الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) في تفسير الآية: «فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة، لان أحدا من أهل الاسلام لا ينكر أن الناس كلهم يرجعون إلى القيامة، من هلك ومن لم يهلك فقوله: {لَا يَرْجِعُونَ} عني في الرجعة، فأما إلى القيامة يرجعون حتى يدخلوا النار.» (بحارالانوار، ج 53، ص 52)

وللحديث بقية ستأتي في الأجزاء التالية إن شاء الله.. والجدير بالذكر أن النص مُقتبس من كتاب "نگین آفرینش" (جوهرة الخلق) مع بعض التعديلات.

لمراجعة المقال باللغة الفارسية اضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha