الخميس 26 يونيو 2025 - 20:35
الأدعية والزيارات المهدوية

وكالة الحوزة - يُعدُّ الدُّعاءُ والارتباطُ بالإمامِ المهديِّ (عليه السلام) من أهمِّ الوسائل التي يعتمدُ عليها أتباعُه في عصر الغيبة، لئلّا ينسوه، ولِيبقوا على صلةٍ به من خلال الذِّكر والدّعاء والزيارةِ.

وكالة أنباء الحوزة - إنَّ عصرَ غيبة الإمام المهديِّ (عليه السلام) هو زمن الفتن والمخاطر والانحرافات. وعلى أتباع الإمام الغائب أن يحافظوا على عقائدِهم وسلوكياتِهم، ويحذروا من الخروجِ عن طاعَتِه، فلا يقعوا في شباكِ شياطينِ الإنسِ والجنِّ.

ومن أهمِّ الوسائلِ التي تحفظُ المؤمنينَ في هذا العصرِ هو الدُّعاءُ والارتباطُ باللّهِ تعالى وبالإمامِ (عليه السلام)، ليبقوا على ذِكرِه وولائِه.

روي عن الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) قولُه: «سَتُصِيبُكُمْ شُبْهَةٌ فَتَبْقَوْنَ بِلاَ عَلَمٍ يُرَى وَلاَ إِمَامٍ هُدًى، وَلاَ يَنْجُو مِنْهَا إِلاَّ مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ الغَرِيقِ». فسُئلَ: وما دُعاءُ الغَريقِ؟ فقالَ: «يَقُولُ: يَا اللهُ، يَا رَحْمَانُ، يَا رَحِيمُ، يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ». (كمال الدين، ج2، ص351)

هذا الدعاءُ يؤكِّدُ ضرورةَ الثباتِ على الدينِ في زمنِ غيبةِ الإمامِ الذي يحملُ رايةَ الهدى، فيجبُ أن نلجأَ إلى الدعاءِ لنثبُتَ على دينِ اللهِ ونستقيمَ عليه، وهذا يُظهِرُ المنزلةَ الرفيعةَ للدعاءِ وأهميتَه البالغة.

وقال الإمامُ العسكريُّ (عليه السلام): «وَاللهِ لَيَغِيبَنَّ غَيْبَةً لاَ يَنْجُو فِيهَا مِنَ التهَلَكَةِ إِلاَّ مَنْ يُثَبِّتُه اللهُ عَلَى القَوْلِ بِإِمَامَتِهِ، وَوَفَّقَهُ لِلدُّعَاءِ بِتَعْجِيلِ فَرَجِه». (بحار الأنوار، ج52، ص23)

إنَّ الدُّعاءَ للإمامِ المهديِّ (عليه السلام) من الواجباتِ المهمةِ للمنتظرينَ، وقد حثَّ الأئمةُ (عليهم السلام) عليه. فقد رُوي أنَّ الإمامَ الرضا (عليه السلام) كان يأمرُ بالدُّعاءِ لصاحبِ الأمرِ (عليه السلام)، ويوصي بهذا الدُّعاءِ: «اللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ... وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ... وَأَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ العَزِيزِ وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الغَالِبِ... ووَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ...». (بحار الأنوار، ج92، ص330)

فالدُّعاءُ والارتباطُ الروحيُّ بالإمامِ الغائبِ من أبرزِ ملامحِ السلوكِ الشيعيِّ في عصرِ الغيبةِ، وله فوائدُ عظيمةٌ.

تنقسمُ الأدعيةُ والزياراتُ المهدويةُ إلى قسمين:

1- أدعيةٌ وزياراتٌ منقولةٌ عن الإمامِ المهديِّ (عليه السلام) في عصرِ الغيبةِ الصغرى، والتي وصلتْ إلى الشيعةِ عبرَ النوّابِ الخواصّ، مثلُ: "زيارة آلِ ياسينَ" و"دعاء الفَرَج".

2- أدعيةٌ وزياراتٌ منقولةٌ عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) حولَ الإمامِ المهديّ (عليه السلام)، مثلُ: "دعاء العَهْد" و"زيارة صاحب الأمر (عليه السلام) في السرداب المقدَّس بسامرّاءَ".

الدُّعاءُ للإمام المهديِّ والتوسلُ به ليس له وقتٌ أو مكانٌ محدَّدٌ، فالشيعةُ والمنتظرونَ يمكنهم أن يخاطبوه في أيِّ زمانٍ ومكانٍ، ويجدِّدوا العهدَ معه، وإن كان يومُ الجمعةِ - وفقاً للروايات - من الأوقات المخصَّصةِ له (عليه السلام)، وله زيارةٌ مخصوصةٌ تُقرأُ فيه.

وقد جمعَ علماءُ الشيعةِ - مثلُ السيدِ بنِ طاووس والعلاّمة المجلسيِّ والشيخ عباس القميِّ - عديداً من الأدعية والزياراتِ المهدوية في مؤلَّفاتِهم، بعضُها حظي بتوصيةٍ خاصّةٍ من هؤلاء العلماء وشهرةٍ واسعةٍ بين المؤمنين.

وللحديث بقية ستأتي في الأجزاء التالية إن شاء الله.. والجدير بالذكر أن النص مُقتبس من كتاب "نگین آفرینش" (جوهرة الخلق) مع بعض التعديلات.

لمراجعة المقال باللغة الفارسية اضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha