وكالة أنباء الحوزة - (نقلا عن وكالة الاجتهاد في تقرير خاص) في کلمة ألقاها عصر الیوم خلال المؤتمر الدولي بمناسبة الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم، والذي أقيم في مدرسة الإمام الكاظم (عليه السلام) العلمية، أشار آية الله العظمى جعفر السبحاني إلى حديث “العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس”، قائلاً: هذه الرواية تشير إلى الصفة البارزة للعلماء والمجتهدين العارفين بأحوال زمانهم، وآية الله العظمى الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي كان مصداقاً كاملاً لهذا الحديث الشريف.
وأضاف سماحته، مستعرضاً تاريخ الحوزات العلمية الشيعية: أُسست أول حوزة للحديث والفقه في المدينة بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وكانت حتى واقعة فخ مركزاً لتربية علماء كبار مثل عبد الله بن عباس، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود. ومع ظهور المروانيين، تراجع هذا الازدهار، لكنه عاد في عصر الإمام الباقر (عليه السلام) والإمام الصادق (عليه السلام)، وتابع طلابهما هذا المسار.
وتابع آية الله السبحاني: “الحوزة الثانية تأسست في مسجد الكوفة، حيث كان طلاب الإمام الباقر (عليه السلام) والإمام الصادق (عليه السلام) يدرّسون الفقه والحديث. وبعد ذلك، ومع انتقال الإمام الرضا (عليه السلام) قسراً إلى خراسان، أُسست الحوزة الشيعية الثالثة في هذه المنطقة، والتي لعبت دوراً مهماً في نشر المعارف الإسلامية.
واعتبر سماحته الحوزة العلمية في قم امتداداً لهذا المسار النوراني، مبيناً: منذ دخول الأشعريين إلى قم، أصبحت هذه المدينة إحدى أهم القواعد العلمية والفقهية للشيعة. وكان من بين كبار علمائها محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي.
وأشار آية الله السبحاني إلى فترة تراجع الحوزة في قم في القرن السابع الهجري بسبب الغزو المغولي، ثم إلى أسباب إحيائها في العصر الصفوي وازدهارها في القرن الحادي عشر بحضور شخصيات مثل الشيخ البهائي، والملا صدرا، والفيض الكاشاني، والفياض اللاهيجي.
واعتبر سماحته القرن الثالث عشر فترة تألق الميرزا القمي في قم، وعن القرن الرابع عشر قال: في هذا القرن، أدرك المرحوم الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري بعمق احتياجات عصره، فأسس الحوزة العلمية في أراك، ثم أعاد تأسيس الحوزة العلمية في قم بدعوة من علمائها.
وأضاف: أظهر الحاج الشيخ، بتجنبه الانحيازات الحزبية في فترة المشروطة، أن همه الوحيد هو الحفاظ على الحوزة وتربية علماء الدين. وكان يعتقد أنه في ظل الاضطرابات السياسية، يجب الحفاظ على حصن الدين والمرجعية من خلال تربية العلماء والمبلغين.
وفي الختام، أشار آية الله السبحاني إلى الآثار العلمية للمرحوم الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري رحمة الله عليه، ومنها كتاب الصلاة والأصول، قائلاً: كان المرحوم آية الله العظمى البروجردي يعتبر الحاج الشيخ عالماً ينقل أكبر قدر من المعارف بعبارات موجزة. كما أكد آية الله السيد محسن جبل عاملي في كتابه “أعيان الشيعة” على صفات الزهد والدقة ومعرفة الزمان لدى الحاج الشيخ، وكل هذه الصفات هي دروس قيمة لنا.
المصدر: الاجتهاد
تعليقك