وكالة أنباء الحوزة - في آخر جلسة من سلسلة دروس الأخلاق الأسبوعية التي عُقدت مساء الأربعاء 28 مايو 2025 في مؤسسة الإمام الصادق (ع)، تطرق سماحة آية الله جعفر سبحاني إلى أهمية الخلق الحسن في الحياة الفردية والاجتماعية، قائلًا: "ليس كل الناس متساوين في الأموال والممتلكات، فالبعض يصبح من المحسنين بفضل ثروته، لكن هناك رأس مال مشترك يمكن للجميع اقتناؤه، وهو حُسن الخلق في القول والعمل، فهذا هو الرأس المال الحقيقي المتاح للجميع."
وأضاف سماحته: "بهذا الخلق النبيل يكسب الإنسان محبة الآخرين ومودتهم. فقد أوصى لقمان الحكيم ابنه قائلًا: «إذا لم يكن لديك مال لمساعدة أقاربك وإكرامهم، فأكرِمهم بحُسن خلقك»."
وشدد آية الله سبحاني على أن الخلق الطيب يجب أن يكون متأصلًا في سجيّة الإنسان، موضحًا: "إذا كان حُسن الخلق مصطنعًا، أي نظهره أمام الناس فقط، فلن يدوم. فالمحبة يجب أن تكون صادقة في القلب لتبقى ذات قيمة."
التبسم في وجه العصاة غير جائز
وأشار سماحته إلى أنه لا يجوز إظهار البشاشة للعصاة، قائلًا: "للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب، ومنها المواجهة الحازمة والنظرة الغاضبة تجاه المذنب. فلا ينبغي التعامل معه بوجه طلق وتساهل."
وأكد سماحته على ضرورة الحفاظ على رأس المال الأخلاقي، قائلًا: "لا يُحفَظُ هذا الكنزُ الأخلاقيُ العظيمُ إلا بالصبرِ والمُثابَرةِ، حتى يصيرَ الخُلُقُ الحَسَنُ طبيعةً ثابتةً لا تَزول. فقد كتب الخواجة نصير الدين الطوسي ردًا على من أساء إليه: «قرأتُ رسالتك، لكن ما ذكرتَه لا ينطبق عليّ»، وذلك رد عليه بأدب جم."
وتابع سماحته: "لقد تربى الخواجة نصير الدين في مدرسة الأنبياء والإسلام. لقد سمعتم قصة النبي يوسف (ع) الذي أُلقي في الجب، ثم أصبح وزيرًا، وعندما قابل إخوته الذين ظنوه ميتًا، عامَلهم بأجمل أخلاق. وكذلك قصة النبي الأكرم (ص) الذي تعرض لأذى قريش، لكنه عفا عنهم يوم فتح مكة. نعم، لقد تربى الخواجة نصير الدين في مدرسة الأنبياء."
واستشهد سماحته بسيرة الإمامين الحسن والحسين (ع)، قائلًا: "كان معاوية في الشام يذم أمير المؤمنين وأبناءه (ع)، حتى جاء رجل شامي إلى المدينة وأساء للإمام علي (ع) بكلام قاسٍ بين يدي الإمام الحسن (ع)، لكن الإمام عامله بأعلى درجات الأخلاق، حتى ندم الرجل وعرف الحقيقة."
واختتم كلامه قائلاً: "إن الأخلاق الكريمة هي الركيزة التي حافظت على مودة أهل البيت (ع) في صدور المؤمنين"، محذراً من أن الإساءة إلى الناس تفرّق الجميع وتُبعِدُهم من حولنا.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسية اضغط هنا.
المحرر: أ. د
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك