الثلاثاء 12 أغسطس 2025 - 10:55
آية الله الأعرافي يدعو الأمة الإسلامية إلى وحدة الصف لمواجهة المخطط الصهيوني في غزة

وكالة الحوزة - أصدر آية الله الأعرافي مدير الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بياناً أدان فيه العدوان الصهيوني الغاشم على غزة ومخطط احتلالها، ودعا إلى وحدة الصف لدعم الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته.

وكالة أنباء الحوزة - في ظل التصعيد الخطير للعدوان الصهيوني على قطاع غزة ومحاولات الاحتلال الجارية، أصدر سماحة آية الله الشيخ علي رضا الأعرافي مدير الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بياناً أكّد فيه موقف الحوزات العلمية الثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة مواجهة هذا العدوان الجائر.

وفيما يلي نص البيان كما أصدره مكتب سماحته باللغة العربية:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾

صدق الله العلي العظيم

الحمد لله قاصم الجبارين، ومبير الظالمين، وناصر المستضعفين، والصلاة والسلام على سيد الكائنات وخاتم المرسلين، نبينا محمد المصطفى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعداء الدين ومنكري الحق إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين.

يا أبناء أمتنا الإسلامية الغيورة، ويا أحرار العالم وضمائره الحيّة!

إننا لنشهد اليوم فصلاً من فصول الظلم الأكثر سواداً في تاريخنا المعاصر، حيث تمادى الكيان الصهيوني الغاصب في غيّه، متجاوزاً كل حدٍّ في وحشيته، ليكشف عن مخططه الآثم لاحتلال قطاع غزة بالكامل، في محاولة يائسة لاستئصال شعبٍ أبيٍّ من جذوره التاريخية، وطمس هويته المتجذرة في كل ذرة تراب من أرض فلسطين المقدسة.

إن هذا العدوان لا يمثل مجرد تجاوزٍ عسكري، بل هو مشروع إبادةٍ ممنهج، وعدوانٌ سافر على جوهر الإنسانية، وصفعةٌ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الأرضية، يتم تحت سمع وبصر العالم، وبمظلةٍ من الدعم المخزي من قوى الاستكبار العالمي التي شرعنت للظالم ظلمه.

ومن منطلق مسؤوليتنا الشرعية، واستناداً إلى محكمات الفقه الإسلامي، فإن الدفاع عن بيضة الإسلام، وصون كرامة المسلمين، ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، هو واجبٌ عينيٌّ وفريضةٌ إلهيةٌ لا تقبل التأويل، تقع على عاتق كل مسلم ومسلمة، وكل حرٍّ وشريف. كيف لا، والله تعالى يقول في كتابه الكريم:

﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا...﴾ [النساء: 75]

أما على الصعيد الدولي، فإن هذا الكيان يمعن في تمزيق ميثاق الأمم المتحدة، ويدوس بأقدامه اتفاقيات جنيف، ويسخر من كافة القرارات الدولية. إن أفعاله هذه، من القتل الممنهج والتجويع والحصار والتدمير الشامل، ترقى دون أدنى شك إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية المكتملة الأركان، وفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وعليه، فإننا من منبر الحوزات العلمية، نهيب بكافة الحكومات والشعوب، والعلماء والمفكرين، والمنظمات الحقوقية والهيئات الدولية، إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية، عبر الخطوات التالية:

1- إعلان رفضٍ قاطع لمخطط احتلال غزة، واعتباره عملاً باطلاً من أساسه، وتجريمه بكل اللغات وفي كل المحافل.

2- تفعيل كافة أشكال الضغط القانوني والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي، واستخدام وسائل الردع المشروعة، لإجبار الكيان الغاصب على وقف عدوانه فوراً ودون شروط.

3- العمل الفوري على كسر الحصار اللاإنساني المفروض على غزة، وفتح كافة المعابر لضمان تدفق المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية بشكل كامل وغير مقيد.

4- الملاحقة القضائية الجادة لقادة هذا الكيان ومجرمي الحرب فيه، وتقديمهم إلى العدالة الدولية لينالوا جزاءهم العادل على ما اقترفت أيديهم من فظائع.

إن الحوزات العلمية، إذ تجدد عهدها مع فقه المقاومة المستلهم من مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، لتؤكد وقوفها الراسخ الذي لا يتزعزع مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وتعلن أن راية الجهاد ستبقى خفاقة حتى تحرير كامل تراب فلسطين من بحرها إلى نهرها، وعودة القدس الشريف درةً للتاج الإسلامي، وصون كافة المقدسات الإسلامية والمسيحية.

فلا يغرّنكم جبروتهم، فإنهم يكيدون كيداً، والله من ورائهم محيط.

﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: 15-17]

والعاقبة للمتقين.

علي رضا أعرافي

مدير الحوزات العلمية

لمراجعة البيان باللغة الفارسية اضغط هنا.

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha