الخميس 8 مايو 2025 - 17:21
آية الله العظمى جوادي الآملي: تطوير العلوم العقلية في الحوزة كان من هواجس آية الله العظمى الحائري

وكالة الحوزة - أكد المرجع الديني والمفسر البارز للقرآن الكريم، آية الله جوادي الآملي، أن الغوص في المحيط العظيم للقرآن الكريم والعترة الطاهرة هو رسالة الحوزة العلمية، وقال: لقد بذل المرحوم آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي جهوده المباركة من أجل تطوير العلوم العقلية في الحوزة العلمية.

وكالة أنباء الحوزة - في حفل افتتاح المؤتمر الدولي بمناسبة الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم وتكريم المرحوم آية الله العظمى الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري، الذي عُقد يوم الأربعاء، الموافق 7 مايو 2025م، صرح آية الله الشيخ عبد الله جوادي الآملي قائلاً: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في نهج البلاغة [بهذا المعنى]: «الكتاب الذي لا نظير له هو القرآن الكريم، والعارفون الحقيقيون به هم أهل البيت (عليهم السلام)». إن قمة الولاية وقمة درجات المعرفة هما لعلي (عليه السلام) وأولاده المعصومين، وإذا كانت الجنة درجات، فإن أعلى درجاتها مخصصة لهم.

وأضاف: القرآن الكريم كتاب العقل والعلم، وقد قال الإمام الرضا (عليه السلام) [بهذا المعنى]: «حجة الله على خلقه هو العقل». وفي مقدمات كتاب الكافي، وُضِح أن السبب في بدء الكتاب بالعقل والجهل هو أن العقل هو القطب الثقافي الرئيسي للإسلام. فبوجود العقل، يحفظ الإنسان القرآن ويفهم العترة، ويُعمر الحوزة العلمية في النجف وقم التي يزيد عمرها على ألف عام. وإذا خلت يد الإنسان من العقل، فلا يستطيع تأسيس حوزة علمية.

وأشار إلى أن المرحوم آية الله الحائري كان سببًا في إحياء الحوزة العلمية في القرن الرابع عشر الهجري، وقال: «لقد جاء إلى هذه الحوزة آيات الله العظام البروجردي والحجة والإمام الخميني، لأن أيديهم كانت مملوءة بالقرآن ومعارف أهل البيت (عليهم السلام)، وبفضل هذه الأيدي المليئة تشكل هذا المقام الرفيع».

وأكد سماحته أن سر تميز المرحوم آية الله الحائري يكمن في قدرته على إحياء القرآن والعلوم العقلية والفقه والأصول بشكل أعمق وأشمل من السابق.

وتحدث عن الظروف الصعبة التي تأسست فيها الحوزة العلمية في قم، حيث قال: «كانت أيامًا خانقة، وكان الإمام الخميني يصف تلك الفترة بقوله: "كنا نخرج من قم نهارًا ونعود ليلاً"، وفي مثل هذه الظروف الصعبة تأسست الحوزة».

وأضاف: «الدستور الإسلامي لا يسمح لنا بأن نكون مجرد خزانات جامدة تحفظ المعلومات، بل يلزمنا أن نكون ينابيع متجددة للمعرفة. وهذا ما أكده الإمام الصادق (عليه السلام) في ميثاقه للشيعة، حين قال [بهذا المعنى]: لا تتحدثوا بما يفوق علمكم».

وقال سماحته: «الخزان يحل مشكلة بستان واحد فقط، أما النبع فيحل مشكلة مدينة بأكملها. لذا يؤكد الإمام الصادق (عليه السلام) على أهمية الاجتهاد والابتكار».

وأشار إلى أن رسالة القرآن هي أنه يحتوي دائمًا على كلام جديد، ولا يمكن تعلم كلامه في مكان آخر، وقال: «اليوم يجب أن نقول للمجتمع الإسلامي إن علينا أن نتعلم من القرآن ونغوص في بحره العظيم ونستفيد من هذه النعم الوفيرة».

وأكد: «إذا اجتمع العقل والنقل، وتفكرنا كما كان يفعل المرحوم الكليني، يمكننا يوميًا إيجاد كلام جديد يناسب عالم اليوم ونقدمه».

وشدد على أن وجود العقل والعلوم العقلية في الحوزة يؤدي إلى تحقيق نجاحات عظيمة، أما غيابهما فيعرضنا للشبهات. وأضاف أن أبناء المرحوم آية الله الحائري صاروا فقهاء وفلاسفة، وأنه بذل جهدًا كبيرًا في تطوير العلوم العقلية في الحوزة.

وأضاف: «أودع الله تعالى هذه الأمانة في يد المرحوم آية الله الحائري، فصار أمين الله، وهذا المقام عظيم جدًا. فالمسؤول الذي يحكم يسمى أميرًا، أما من يحفظ الأمانة فيسمى أمين الله».

وقال سماحته: «إن أُمناء الرحمن كثيرون، فهم أولئك الرجال الصالحون الذين لا يعرفون إلا التوحيد، وهم الأمناء بحق. فلا يكون الإنسان أمين الله إلا إذا كان حافظًا لدين الله، ولا يفعل شيئًا يُبعد الناس عن الدين أو يجعلهم يظنون شيئًا مخالفًا له».

ودعا إلى الطموح العالي عند دخول حرم أهل البيت (عليهم السلام)، وقال: «علينا أن نستلهم العلم من الله في حرم أهل البيت والإمام الرضا (عليه السلام)، وأن نكون قادرين على اكتساب هذه العلوم ونشرها كما بذل المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري جهوده المباركة في ذلك».

وأردف قائلاً: «مقام الأمانة يشبه مقام الخلافة والإمارة، وله درجات، ومن أصبح أمين الله، يسلمه الله الحوزة، وقد شهد تاريخ الحوزة حضور كبار المراجع والعلماء في هذا المقام».

وختم بالقول: «إن القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) وضعوا الأساس والركيزة التي تحفظنا من الضلال، لذا يجب علينا السعي للاستفادة من القرآن والعترة لتحقيق الصلاح والنجاح».

لقراءة النص باللغة الفارسية اضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha