وكالة أنباء الحوزة - خليفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - الذي يضمن استمرار حياة الدين ويستجيب لحاجات البشر - شخصية مميزة تتوفر فيها صفات تتناسب مع منزلته الرفيعة في القيادة والهداية، وأهم هذه الصفات هي:
التقوى: وهي القدرة على إدارة المجتمع البشري وتسييره وفق التعاليم الدينية.
والعصمة: وهي امتلاك مَلَكةٍ إلهيةٍ تمنع صدور أيّ خطأٍ -ولو صغيرًا- عنه.
والعلم: وهو المعرفة الواسعة المستمدة من علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المتصل بالعلم الإلهي، مما يجعل الإمام قادرًا على الإجابة عن كلّ التساؤلات في المجالات المادية والمعنوية
وبناءً على هذه الصفات، فإن اختيار مثل هذا الشخص ليس في قدرة الناس، بل هو من اختصاص الله تعالى الذي يمتلك العلم اللامحدود، ولذلك فإن من أهم خصائص الإمام أن يكون معينًا من قبل الله.
ونظرًا لأهمية هذه الصفات، سنتناولها بإيجاز:
علم الإمام:
يجب على الإمام، بوصفه قائدًا ومرشدًا، أن يكون ملمًا بجميع تفاصيل الدين وقوانينه، وقادرًا على تفسير آيات القرآن وفهم السنة النبوية بشكل كامل، ليتمكن من شرح معارف الدين والإجابة على جميع استفسارات الناس في مختلف المجالات، وتوجيههم بأفضل السبل.
ومن الواضح أن مثل هذا المرجع العلمي يمكن أن يكون موثوقًا به ومصدر ثقة للناس، وهذا المستوى من العلم لا يتأتى إلا بالاتصال بالعلم الإلهي، ولذلك يعتقد الشيعة أن علم الأئمة والخلفاء الحقيقيين للرسول صلى الله عليه وآله وسلم مستمد من العلم الإلهي اللامتناهي.
وفي هذا الصدد، يقول الإمام علي عليه السلام عن علامات الإمام الحق:
"الامام أعلم الناس بحلال الله وحرامه وضروب أحكامه وأمره ونهيه وجميع ما يحتاج إليه الناس." (ميزان الحكمة، ج١، ح٨٦١) (1)
يُتبع هذا البحث في الأجزاء التالية بمشيئة الله تعالى.. والجدير بالذكر أن النص مُقتبس من كتاب "نگین آفرینش" (جوهرة الخلق) مع بعض التعديلات.
لقراءة النص باللغة الفارسية اضغط هنا.
المحرر: أ. د
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
(1) يبدو أن هذا البيان لم يُنقل بشكلٍ مباشر عن أمير المؤمنين الإمام علي (ع)، بل هو استنتاج حر من المفاهيم الحديثية ذات الصلة. وبالرجوع إلى نسخة من كتاب "نگين آفرينش" بصيغة PDF، وجدنا أن مصدر هذا المضمون يُحال إلى كتاب «بحار الأنوار» (المجلد 25، الحديث 32، الصفحة 165). إلا أنه بعد التحقق من هذا المرجع، تبيّن أن النص المذكور يندرج ضمن سياق حديث منقول عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام).

تعليقك