وكالة أنباء الحوزة - قال المرجع الديني آية الله حسين نوري الهمداني، في رسالة وجّهها إلى بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر: إنّ ما يجري اليوم في غزة لا ينسجم مع أي من المبادئ الدينية أو الإنسانية أو الأخلاقية، مضيفًا أن عشرات الأطفال يسقطون يوميًا ضحايا للجوع والمعاناة.
وتساءل آية الله نوري الهمداني: "لو كان الأنبياء حاضرِين اليوم، هل كانوا سيقفون موقف المتفرج إزاء ما يجري في غزة؟"
وأكّد سماحته في رسالته أن جميع الأديان الإلهية تؤمن بمبادئ المساواة، والحرية، وتحمل المسؤولية، والحقوق الإنسانية، وترفض بشدة كافة أشكال التمييز العنصري، والعرقي، والطبقي.
وأضاف أن الأديان الإلهية، رغم تباينها العقائدي، تتفق على مبدأ الكرامة الإنسانية، مشددًا على أن العودة إلى هذا المبدأ المشترك، في عالم يتزايد فيه العنف والتمييز، يمكن أن تشكل سبيلًا مرجوًّا للعيش السلمي والتفاهم بين أتباع الديانات.
وتابع: "كما تعلمون، فإن غزة باتت محاصرة، وتحولت اليوم إلى رمز لظلامة الإنسان في مواجهة الظلم وغياب العدالة، فيما يشهد العالم يوميًا موت الأطفال والنساء والرجال الأبرياء بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء."
وأوضح أن الكيان الصهيوني، من خلال مواصلة الحصار التام على غزة ومنع دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، تسبب في كارثة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، مؤكدًا أن هذا السلوك مرفوض ومدان، ليس فقط من المنظور الإنساني، بل أيضًا من الزاوية الدينية والأخلاقية ومن منظور القانون الدولي.
وأكد أن أي إنسان بريء، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو عرقه، يستحق حياة كريمة، وأن الحرمان المتعمد لمجتمع بأسره من الطعام والماء والدواء يشكل جريمة بحق الضمير الإنساني، وانتهاكًا صارخًا للمبادئ الأساسية للعيش الإنساني.
وأشار إلى أن سلوك الكيان الصهيوني تجاه أهالي غزة ليس فقط غير أخلاقي وغير إنساني، بل يمثل أيضًا جريمة حرب وفقًا للمواثيق والأعراف الدولية والقانون الدولي.
وقال سماحته: إن ما يجري لا يستحق الإدانة العالمية فحسب، بل يجب أن تتم ملاحقته ومعاقبته دوليًا، مشددًا على أن من واجب جميع الأحرار، ومنظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات الدينية، وشعوب العالم، ألا تلتزم الصمت تجاه هذه الجرائم، وأن ترفع صوتها نصرةً لمظلومي غزة.
وأشاد في ختام رسالته بمواقف البابا الأخيرة من القضية الفلسطينية، والتي عبّر فيها عن قلقه من الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، لا سيّما ما يعانيه الأطفال، والمسنون، والمرضى، ودعوته المجتمع الدولي إلى الالتزام بالمعايير الإنسانية، والقيام بواجبه في حماية المدنيين، ومنع العقاب الجماعي، والاستخدام العشوائي للقوة، والترحيل القسري.
ودعا آية الله نوري الهمداني في ختام رسالته إلى أن تستنكر الأديان الإبراهيمية استغلال الدين لتبرير الفظائع التي تُرتكب، وأن توظف طاقاتها كافة في الحدّ من استخدام القوة والعنف والتنديد بهما من جهة، والعمل على إنماء السلام وترسيخ المبادئ الإنسانية من جهة أخرى.
المصدر: العالم
تعليقك