وكالة أنباء الحوزة - في أعقاب المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب في قطاع غزّة، فقد وجّهت جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم رسالة مفتوحة تدعو فيها علماء العالم الإسلامي ومفكّريه إلى القيام بواجبهم الإنساني والإسلامي تجاه أهل غزة.
ونصّ الرسالة كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على نبينا محمد رسول الله وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: «وَما لَكمْ لا تُقاتِلُونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذينَ يقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْك وَلِيا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْك نَصيرا» (النساء، ۷۵)
يا علماءَ العالَم الإسلامي، ويا أساتذة الحوزات العلمية والجامعات في البلاد الإسلامية، أغيثوا أهل غزّة المظلومين الآن، فالساعة التالية ستكون قد فات الأوان.
إنّ العالم الإسلامي اليوم في اختبار إلهي عظيم، حيث يواجهُ شعبُ غزّةَ الأعزلُ حصارًا غذائيًّا خانقًا بينما لا تكتفي بعضُ الحكومات بالصمت إزاء هذه الإبادة الجماعية، بل تقدِّم الدعم للكيان الصهيوني حتى يشهد العالم بأسره اصطفاف قوى الكفر كلّها في مواجهة الإسلام كلّه.
لقد نبّه القرآن الكريم الأمّة الإسلاميّة إلى عداوة اليهود منذ صدر الإسلام، واعتبرهم أشدّ الناس عداوة لأهل الإيمان، فقال تعالى: «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذينَ أَشرَكوا» (المائدة، 82)
وقد فضح القرآن مكرهم وكيدهم للإسلام، وحذّر من موالاتِهم، معتبرًا الصداقةَ والولاءَ لهم انخراطًا في صفوفِهم، إذ يقول عزّ وجلّ: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمين» (المائدة، 51)
إنّ صمت كل مسلم اليوم خيانة للقرآن الكريم و تقويض لدعائم الإسلام واليوم يرنّ في أسماع الوعي الإنساني صدى نداء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) من أعماق التاريخ إذ قال: «أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْلَا حُضُورُ الحَاضِرِ، وَقِيَامُ الحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى العُلَمَاءِ أَلَّا يُقِرُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلَا سَغَبِ مَظْلُومٍ...»
إنّ هذا النداء العلويّ العميق يُجلّي حقيقةً مفادها أنّ قيمة كلّ منصب ومكانة في الإسلام إنّما تتحدّد بمدى نفعها وخدمتها للأمّة الإسلاميّة.
وإنّه من الواجب الشرعي والمسؤولية الدينية على علماء الأمّة اليوم أن يكسروا حاجز الصمت أمام هذه الجريمة السافرة، وصمت القوى السياسية في البلاد الإسلامية، وتقاعس المجتمع العالمي والمنظمات الدولية، وأن يرفعوا أصواتهم من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني المظلوم من براثن الحكّام الغاصبين، حتى تنتبه الحكومات الإسلامية من غفلتها وتضطلع بمسؤولياتها.
إنّ التخاذل اليوم عن تنفيذ الأمر الإلهي في نصرة المظلومين يعادلُ الكفرَ.
وإنّ جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم، تدين هذا الظلم الفادح وتستنكره بأشدّ العبارات، وتدعو علماء الإسلام إلى توحيد الكلمة، وتعزيز التلاحم بين المسلمين، معلنةً سخطَها واشمئزازَها من هذه الجريمةِ النكراء، ومطالِبةً بكسرِ حاجزِ الصمتِ وبذلِ الجهودِ لنصرةِ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلوم.
﴿وَسَيَعلَمُ الَّذينَ ظَلَموا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبونَ﴾
جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم
لمراجعة الرسالة باللغة الفارسية اضغط هنا.
المحرّر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك