۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
نائب الامين العام لجمعية العمل الإسلامي في البحرين الشيخ «عبدالله الصالح»

وكالة الحوزة ـ صرح نائب الامين العام لجمعية العمل الإسلامي في البحرين الشيخ «عبدالله الصالح»: كان الامام الخميني قدس سره عالماً فاهماً جامعاً للشرائط المطلوبة في المراجع العظام، وبلا شك كان الامام واحداً من عظمائهم، وخاض مجالاً مهماً ونجح فيه وهو: تأسيس الدولة الاسلامية.

قال نائب الامين العام لجمعية العمل الإسلامي في البحرين الشيخ «عبدالله الصالح» خلال مقابلة مع مراسلنا: لقلع الظلم ومحاربته والوقوف بوجهه لابد من بيان وظيفة المكلف في مقارعة الظلم ورفضه والاعتراض عليه ومقاومته، فالظالم لا يستطيع لوحده إمضاء ظلمه وتبريره وتسويقه، لذلك الظالم يحتاج إلى من يقبل بظلمه، ويحتاج من يبرر له ومن يسوق ظلمه، ومن يجبر الناس على قبول ظلمه، ودون هؤلاء لا يستطيع الظالم الاستمرار في ظلمه، وكلام الامام الصادق عليه السلام هو في هذا المعنى تماماً، والامام رحمه حاول بيان هذا من خلال التجسيد العملي وتوعية الناس بضرورة القيام بدورهم كي لا يحل عليهم غضب الله عز وجل، لأن عدم قيام المؤمن بدوره ومسؤليته كفيل بأن يعاقبه الله ويبتليه بسوء ما ترك وفرط في جنبه، فقد جاء عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: "لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلط عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم"، وهو مصداق لقول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}. ولا شك فاليوم المسئولية مضاعفة وواجب المؤمن الوقوف أمام الظلم والغطرسة غاية في الأهمية وإلا فالبديل هو أن يستضعف المسلمون وتغتصب بلادهم وأراضيهم وخيراتهم ويسيطر عليهم أعداؤهم ويسومونهم العذاب.

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: فقد تفوق الامام الخميني(ره) على جميع اهل عصره في جميع الفضائل والكمالات ومكارم الاخلاق والصفات. هل كان المرجع الاعلى للعلماء ومعلمهم جميعا في عصره؟

كان الامام الخميني قدس سره عالماً فاهماً جامعاً للشرائط المطلوبة في المراجع العظام، وبلا شك كان الامام واحداً من عظمائهم، وخاض مجالاً مهماً ونجح فيه وهو: تأسيس الدولة الاسلامية، فكان قدوة ومعلماً ورمزاً للعالم المخلص الذي حقق جانباً مهماً في الفقه وهو إقامة الجمهورية الاسلامية وتثبيتها، وترك مسئولية المحافظة عليها وتطويرها مسئولية كبيرة وضخمة على بقية الفقهاء العظام رحم الله الماضين وحفظ الباقين ووفق وسدد القادمين منهم. وبلا شك هو واحد من المراجع العظام المقدمين في زمانه والمعروفين بالعلم والتقوى والتحرز.

الحوزة: كما تعلمون عاش الإمام في وقت كان المسلمون يجهلون امور دينهم واحكام شريعتهم؛ لان الحكومات انذاك اهملت الشؤون الدينية اهمالا تاما حتى لم يعد البعض يفقه امور دينه. ما هو دور الإمام في إحياء الدين في ذلك الزمن؟

كمرجع ديني كان الإمام رحمه الله كبقية المراجع الأمناء الصالحين يحرص على الدين وبيان أحكامه للمؤمنين، ويوضح لهم خبث المستعمرين والمتربصين وأعداء الدين في إبعاد الناس عن الدين وشئونه، وتقديم الدين لهم بصورة مخالفة لواقعه، تحرفه وتزيفه وتشوهه، وكان رحمه الله تعالى يفضح خطوات الاستعمار وأذنابهم في المنطقة، ولا يقبل بأن تمر ألاعيبهم ومؤامراتهم القذرة على الناس دون تصدي لها. فكان نعم العالم العامل بعلمه والذاب عن دينه والمدافع عن شرع الله وقادته الأبرار الأطهار عليهم السلام والمبلغ لما فرض الله وأمر ونهى.

الحوزة: كان من اهم ما عني به الامام هو نشر الفقه الاسلامي الذي يحمل روح الاسلام وجوهره وتفاعله مع الحياة. كيف ترى موقع الامام بين الشيعة والسنة؟

كان الإمام رضوان الله تعالى عليه كبقية الفقهاء الأعلام العاملين بعلمهم التابعين لسادتهم الأئمة عليهم السلام شغلهم الشاغل وعملهم الدؤوب هو التبليغ عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وأئمته الأطهار عليهم السلام بتفاني وتفاعل وأمانة تامة، حتى يبلغ عن الله ما حمل ويحفظ لله ما أمر، ولا تأخذه في الله لومة لائم. وكان يحرص على مصالح الاسلام والمسلمين، ويعمل لوحدتهم وتوعيتهم من المؤامرات التي تحاك ضدهم وضد دينهم وبلادهم، وكان شديد الحرص على إزالة نقاط الخلاف والتباعد وإزالة أسباب القطيعة والعداء ما كان لذلك سبيل؛ لذلك كان الامام الخميني رحمه الله تعالى محبوباً من جميع المسلمين ومقبولاً منهم ومحط إقتداء ورضا وقدوة.

الحوزة: كيف ترى سيرة الامام في المجال السياسي والتعامل مع الحكام من جهة ومع الثوار من جهة أخرى واستلهامها في الزمن الحالي؟

كان الامام الراحل رضوان الله تعالى عليه كما قال جده أمير المؤمنين عليه السلام؛ للظالم خصماً وللمظلوم عوناً، وجسد هذا المفهوم بكل معانيه، فوقف أمام الظالمين وفي مقدمتهم الاستكبار والصهاينة وعملائهم، ودعم المجاهدين والعاملين الرساليين للخلاص من ظالميهم، فقام بذلك بإخلاص وأمانة، فرحمه الله ورضي عنه وأسكنه الجنان الفسيحة والغرف العالية الواسعة مع جده محمد صلى الله عليه وآله وأوصيائه المعصومين عليهم السلام، وعوضه عناء ما تعب وجاهد وأعطى وبذل بالجنان والرضا والرضوان مع النبيين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيرا.

الحوزة: وعن الإمام الصّادق(عليه السَّلام): (العامِل لظلم والمُعين له والرّاضي به شُركاء ثلاثتهم). [الكافي ج2: 333.] كيف يمكن التحذي الى هذا الحديث وكلام الإمام في الظروف الراهنة؟

لقلع الظلم ومحاربته والوقوف بوجهه لابد من بيان وظيفة المكلف في مقارعة الظلم ورفضه والاعتراض عليه ومقاومته، فالظالم لا يستطيع لوحده إمضاء ظلمه وتبريره وتسويقه، لذلك الظالم يحتاج إلى من يقبل بظلمه، ويحتاج من يبرر له ومن يسوق ظلمه، ومن يجبر الناس على قبول ظلمه، ودون هؤلاء لا يستطيع الظالم الاستمرار في ظلمه، وكلام الامام الصادق عليه السلام هو في هذا المعنى تماماً، والامام رحمه حاول بيان هذا من خلال التجسيد العملي وتوعية الناس بضرورة القيام بدورهم كي لا يحل عليهم غضب الله عز وجل؛ لأن عدم قيام المؤمن بدوره ومسؤليته كفيل بأن يعاقبه الله ويبتليه بسوء ما ترك وفرط في جنبه، فقد جاء عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: "لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلط عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم"، وهو مصداق لقول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}. ولا شك فاليوم المسئولية مضاعفة وواجب المؤمن الوقوف أمام الظلم والغطرسة غاية في الأهمية وإلا فالبديل هو أن يستضعف المسلمون وتغتصب بلادهم وأراضيهم وخيراتهم ويسيطر عليهم أعداؤهم ويسومونهم العذاب.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .