۹ آبان ۱۴۰۳ |۲۶ ربیع‌الثانی ۱۴۴۶ | Oct 30, 2024
رئيس الحوزات العلمية في إيران

وكالة الحوزة - أصدر رئيس الحوزات العلمية في إيران آية الله "علي رضا أعرافي" بيانا دعم فيه تصدي المقاومة الفلسطينية أمام العدو الصهيوني.

وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص بيانه:

بسم الله الرحمن الرحیم

يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم

(سورة محمد المبارکة الآية 7)

الحمدلله رب العالمین وأفضل الصلاة والسلام علی خاتم النبیین محمد وآله الطیبین الطاهرین واصحابه المنتجبین ؛

منذ أکثر من سبعة عقود والإحتلال الصهیوني مستمر بجرائمه الوحشية ضد الشعب الفلسطینی المظلوم وکان قد وصل تبجّح هذا الکیان الغاصب لدرجة جعله یطمح باحتلال أراضي العالم الإسلامي من النیل إلی نهر الفرات لیتحکم بمصیر البلدان الإسلامية کی یتیح لهم أن یعثوا فی الأرض فساداً ؛  و لکن ما تصدی لهذا العدوان علی العالم الإسلامی هو روح الجهاد وصحوة العلماء المؤمنین والفتاوی التی صدرت بوجوب محاربة الإحتلال في فلسطین وجمیع أنحاء العالم الإسلامي وهذا الکفاح مستمر حتی النصر النهائي واقتلاع الغدة السرطانية الصهیونية من الأراضي الإسلامية المقدسة وقد تجسدت کل هذه القیم في محور المقاومة الرشیدة ومازالت المقاومة في لبنان وفلسطین في مسارها المتقدم والمنتصر .

منذ ذلک الزمن وکل هذا الإجرام یحدث تحت أنظار العالم وبدعم من القوی الکبری وتواطيء بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع العدو الصهیوني وأصحاب نهج التطبیع والتسلیم کانوا سابقا یمارسون التطبیع تحت الطاولة إلا أنهم أظهروا حقیقتهم وبدؤوا بالتطبیع العلني والتصفیق للصهاینة وفتح السفارات في البلاد العربية والإسلامية بعدما صرحوا بدون إستحیاء بأن یجب أن یکون للصهاینة وطنهم الخاص في الأراضي المحتلة ناسین أهل فلسطین المشردین .

و لکن قریبا هؤلاء المطبعین وسادتهم سیندمون علی خیانتهم وهذا وعد الله في القرآن الکریم "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَی مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ"

لقد خطط الأمریکان والصهاینة لإضعاف محور المقاومة من خلال إغتیالهم للشهید اللواء الحاج قاسم سلیمانی باعتباره أقوی شخصیية کاریزماتیکية وعسکرية تهدد وجود کیانهم الغاصب فإذا بشهادته المبارکة تتحول لعنة تلاحقهم ونحن نری الیوم بکل وضوح ثمار دمه الطاهر وبرکات محور المقاومة لاسیما الأن وبعد الإعتداء الصهیوني علی أهل القدس وأهالی حي الشیخ جراح وبعد دخول المقاومة الباسلة علی خط الجهاد ضد العدو الصهیوني بکل وضوح نشاهد تغییر المعادلات وعودة فلسطین لتتحول إلی رمز للدعوة والمقاومة الإسلامية وقامت قوی محور المقاومة بتغییر تکتیکاتها المقاومة ضد العدو الصهیوني حیث أصبحنا علی منعطف تاریخي ملامحه تبشر بالنصر القادم عاجلا ومن علامات هذا النصر هو ضرب عاصمة الکیان الصهیوني ومستعمراته في عقر داره بینما بان فشل منظمات الباتریوت والقبب الحدیدية التي تحولت إلی قبب السخرية مقابل صواریخ المقاومة وفي الحقیقة قد تجلت کلمة ولی زمن الهزائم وأتی زمن الإنتصارات فإذا کنا سابقا نشاهد تحول دبابات الجیش الصهیوني إلتي زعموا أنه لایُهزَم إلی ناقلات رفات الجنود فالیوم باتت الصواریخ تُمطِر أماکنه الحیوية وبناه التحتية ، ولا ریب أن هذه هي بوادر إنتصارات المقاومة التي ستعید للأمة کرامتها وعزها  فالیوم تحولت کل المقاییس وأصبح الکیان الصهیوني أضعف مما سبق ونحن الیوم أقرب ما نکون إلی القدس .

ولکن لازال الیوم هناک نهج یحاول تغییر اولویات الأمة الإسلامية من خلال العمل الثقافي والإعلامي فبینما یطالب أبناء الأمة الإسلامية بتحریر کامل فلسطین إلا أن بعض الدول والمنظمات الإسلامية من باب الخیانة أو الجهل أو الغدر تعمل علی إحباط إنجازات المقاومة من خلال رفع کلفة أهل غزه وخفض مطالبات الشعب الفلسطینی وکذلک العمل علی التفرقة بین فصائل المقاومة الفلسطینية وما هذا إلا عمالة وخدمة للصهیونية الأمریکية وخذلانا للأقصی المبارک وحقوق أهل فلسطین.

أننا ومنذ إنتصار الثورة وقیام الجمهورية الإسلامية في ایران قیادة وحکومة وشعبا ننادي بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطیني وهذا النداء لم یکن إلا منبثقا عن المبادیء ومعتقداتنا وفقهنا الإسلامي الذي صرح علی نصرة المظلوم والتصدي للظالمین وهذا ما صرح علیه الدستور الایراني المنبثق عن العقیدة الإسلامية وقد أعلن الإمام الخمینی (ره) عن یوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارک وإستمر الشعب الایراني في هذا النضال وبذل أقصی جهده ونفسه ونفیسه من أجل فلسطین وإحیاء کرامة الأمة الإسلامية والشعوب الإسلامية ومن هذا المنطق ندعوا جمیع أبناء الأمة الإسلامية والعلماء وإخوتنا بما یلی :

1) نطالب جمیع إخواننا وأخواتنا بالسعي نحو الوحدة الإسلامية ونبذ الخلافات ونبذ التفرقة والتأسیس للحوار الإسلامي ورفض أنواع العصبية والعنف والتطرف کما نؤکد علی رفض أي نوع من الإهانة لرموز المذاهب والأدیان الأخری ونؤکد بأن هذا هو نوع جدید من المؤامرات التي خططت ضد وحدة الأمة الإسلامية ؛

2) ندعوا الجمیع بالمطالبة بقطع جمیع العلاقات الإقتصادية والتجارية والثقافية مع إسرائیل وحظر منتجاته وإغلاق سفاراته وقنصلیاته في جمیع البلاد وترک جمیع المفاوضات الخفية والمعلنة مع إسرائیل والتخلي عن العار الناتج عن التطبیع وفتح سفارت الصهاینة علی أرض المسلمین ؛

3) ندعوا الجمیع بالتعبیر الصریح عن رفض جمیع أنواع وأشکال التطبیع والمفاوضة والإستسلام ؛

4) ندعوا جمیع الشعوب والدول الإسلامية إلی الدعم المالي والإقتصادي السریع والمکثف للمقاومة في فلسطین ولبنان ؛

5) نحث جمیع المنظمات الجهادية في فلسطین إلی الوحدة والتکاتف من أجل التصدی للکیان الصهیوني الغاشم لیکونوا یدا واحدة في مواجهته کما نطالب إخوتنا الفلسطینیین بعدم الوقوع في فخ المطبعین والمتآمرین الذین یحاولون الإلتفاف علی إنجازات المقاومة وکسرها متلبسین بحجة حقن دماء أهل غزة وکذلک نحذر الجمیع من الوقوع في فتنة التفرقة أو الوقوع في فخ التقسیمات الجدیدة تحت مسمیات رنانة وزعم الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطیني ؛

6) نؤکد بأن القدس هي عاصمة فلسطین وأن المسجد الأقصی هو القبلة الاولی التي لایجوز ولا یمکن لأي مسلم التخلي عنها في أی حال من الأحوال ونؤمن بأنها ستعود لأحضان الأمة الإسلامية ؛

7) نؤکد بأن ضمان حقوق الشعب الفلسطینی لا یمر إلا عبر طریقین ؛ أولهما یتمثل بإجراء إستفتاء حر وشامل یشارک فیه جمیع أبناء فلسطین الأصلیین لتعیین مصیرهم من مبدأ حق تعیین المصیر المصرَّح علیه حسب مواثیق الأمم المتحدة والطریق الآخر هو خط الجهاد والمقاومة المبنی علی مبادیء العقل والفطرة وأساس الدفاع المشروع ضد المحتل لجمیع أبناء الشعب الفلسطینی ضد العدو الصهیوني المحتل.

8) باسم الحوزات العلمية وفقا لفتاوی المراجع العظام نعلن بصراحة أن دعم المقاومة في فلسطین وغزه والمساهمة في تعزیز قوی محور المقاومة واجب شرعي علی عاتق جمیع أبناء الأمة الإسلامية حکومة وشعبا وواجب إلهي لجمیع أتباع الدیانات وواجب إنساني لکل إنسان ذي ضمیر کما أن أي مفاوضة مع العدو الصهیوني وأي صداقة وعلاقة معهم حرام شرعي وإلهی وإنساني .

إن الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الایرانية وأنحاء العالم الإسلامي من منطلق التعالیم الإسلامية في القرآن الکریم والسنة النبوية الشریفة وإتباعا لإرشادات مراجعها العظام دامت برکاتهم وسماحة السید القائد الإمام الخامنئي (دام ظله) تؤمن بأن الحل هو وحدة العالم الإسلامي من أجل التصدي لمؤمرات الأعداء وفي هذا الصدد یجب علی الجمیع أن یتکاتفوا من أجل المقاومة والجهاد ونعرب عن إستعدادنا وتهیؤ جمیع الطلبة والأساتذة والعلماء في حوزة قم المقدسة والحوزات العلمية للتعاون مع محور المقاومة والعالم الإسلامي من أجل تحریر أرض فلسطین العزیزة .

و في الختام أرجوکم أرجوکم دن تقوموا بدورکم في دعم المقاومة في هذا المنعطف التاریخی ونطالب جمیع إخواننا في العالم الإسلامي بالتعبیر العلني عن إدانة العدوان الصهیوني الوحشي علی أهلنا في فلسطین وکذلک رفض جمیع أنواع التواطیء والتطبیع کما نؤکد علی ضرورة دعم محور المقاومة والشعب الفلسطیني في مسیرته المقاومة في التصدي لمؤامرات الأمبریالية الأمریکية والصهیونية حتی تحریر آخر شبر من أرض فلسطین وعلی رأسها القدس الشریف والأقصی المبارک وهذا هو الواجب الدیني والإعتقادي والأخلاقي والحضاری الکبیر الذي لن یحدّه زمان ولا مکان .

 وما النَّصرُ إلا مِن عِندِ الله
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي رضا أعرافي
رئیس الحوزات العلمیة
قم المقدسه
3 شوال 1442 هـ .ق

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .