۱۷ مهر ۱۴۰۳ |۴ ربیع‌الثانی ۱۴۴۶ | Oct 8, 2024
جنایت های وحشیانه رژیم اسرائیل در نوار غزه

وكالة الحوزة - بعث أئمة الجمعة في إيران رسالة إلى أئمة الجمعة والجماعة في العالم الإسلامي، وذلك تنديدا بجرائم الصهاينة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني المظلوم.

وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)

حضرات أئمة الجمعة والجماعة في العالم الإسلامي (دام عزّهم)

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتقدم لكم بمزيد من التقدير والاحترام ونتمنى للشعوب المسلمة القوة والشوكة والعظمة ونسأل الله تعالى قبول خالص عباداتكم وطاعاتكم في شهر رمضان الكريم.
 أيها العلماء الكرام يا من تمثلون صوت العزة والعظمة ويا سفراء الغربة والمظلومية للمحرومين والمظلومين
سادتنا الأعزاء الأكارم
تعلمون جيداً أنّ "الأرض المقدسة" في فلسطين و "المسجد الأقصى" الذي وصفه الباري تعالى بقوله: "باركنا حوله"، بعدما اجتازت سنوات من الغربة والوحدة والمقاومة إزاء جرائم الأعداء ومحاولات التخريب والظلم والاضطهاد وتحمّل آلام الفرقة وصمت المسلمين والنخب الإسلامية وحكام البلدان المسلمة وهرولة بعضهم إلى التطبيع مع الأعداء، نرى أنّها اليوم تمرّ بأوضاع حساسة وخطيرة ومصيرية.
فمن جهة تشهد هذه الأرض جرائم بشعة وهمجية من قبل المحتلين الصهاينة، واستهداف للمواطنين المشردين- لا سيما النساء والأطفال الأبرياء- و هدم البنية التحتية والأبنية العامة والخاصة في قطاع غزة البطلة، ما أدى إلى جرح مشاعر جميع الأحرار في العالم. ومن جهة أخرى، فإنّ ملحمة المقاومة والثبات التي صنعتها أيدي المجاهدين الأبطال في أرض الأنبياء المقدسة، وكذلك العمليات البطولية الناشئة من اتحاد سكان مناطق القدس الشريف والضفة الغربية وقطاع غزة، أثلجت الصدور وأسرّت القلوب وخلقت ملحمة مقدسة تدعو إلى الفخر والاعتزاز.
وعلى الرغم من أنّ صمت الأوساط والمحافل الدولية ودعاة حقوق الإنسان مقابل الهجمات الشعواء للمحتلين الخبثاء وعدم اكتراثهم بما يحدث هناك ليس بالأمر المستغرب، لكنّه في الوقت ذاته يبعث على التأسف العميق.
وما يثير الاستغراب والتعجب هو اكتفاء بعض الدول والمنظمات والأوساط الدولية والإسلامية بإصدار بيانات إدانة وشجب لفظية فقط حيال الجرائم الوحشية للمحتلين، وعدم اتخاذ أيّ خطوة عملية وميدانية مؤثرة لإنهاء الحرب التي يشنها الكيان الغاصب للقدس.
هذا في الوقت الذي تعدّ القضية الفلسطينية أهم مواضيع العالم الإسلامي على الإطلاق، ولا ينبغي أن يطويها النسيان أبداً، ففلسطين القصة الأكثر حزناً في العالم الإسلامي، وهي تمثل الساحة الأولی لجهاد المسلمين أجمع، خصوصاً العلماء الأعلام في البلدان الإسلامية، وهذا يضع على عواتقهم أن تكون فلسطين موضع مطالبتهم الدائمة الشاملة وبشتى السبل.
إنّ تحرير القدس وطرد الصهاينة الغاصبين منها وتسليم مقدرات هذه الدولة العزيزة لأهلها كي يقرروا مصيرهم عبر الانتخابات، كما أشار قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، يجب أن يصبح محوراً لوحدة المسلمين واتحاد العالم الإسلامي وعلماء البلاد ومشاعل هداية الناس، وركيزةً لتغيير موازين القوى لصالح البلدان الإسلامية؛ ولهذا السبب فإنّ أكثر ما يخشاه الاستكبار العالمي هو يوم القدس العالمي الذي تأسس بأمر الإمام الخميني الراحل.
من هنا، نؤكد- نحن أئمة الجمعة في إيران الإسلامية- إدانتنا الشديدة لجرائم الكيان الصهيوني الغاشم على عزة المسلمين وعظمتهم، ونستنكر دعم أمريكا والاستكبار العالمي لهذا الكيان المحتل، ونعلن الدعم الشامل للشعب الفلسطيني العزيز من قبل علماء الدين الإعلام والشعب الإيراني المقاوم، والوقوف إلى جانب المجاهدين الغيارى في المقاومة الإسلامية في فلسطين الحبيبة وتلك الديار المباركة، كما ندعو أئمة الجمعة والجماعة العظماء في جميع البلدان الإسلامية إلى الإعراب عن استيائهم من هذه الجرائم وإدانتها ببيان صريح  و موقف حاسم عملي في خطب صلاة الجمعة وفي جميع المحافل والمجالات المتاحة؛ لأنّنا نؤمن بأنّ نصرة الشعب الفلسطيني المسلم مصداق لنصرة الدين الإلهي القويم.
وفي هذا السياق ندعوكم أيها الأحبة إلى التحرك السريع والمنسجم لتوحيد صفوف جميع الأحرار في العالم ومطالبة الأوساط الدولية والإسلامية لتمهيد الأرضية اللازمة لإرسال مساعدات إنسانية فورية وإرسال طواقم طبية وفرق إغاثة إلى هذا البلد المظلوم والمقاوم وشامخ الرأس، لا سيما في ظل الأوضاع الصعبة الناجمة عن شيوع جائحة كورونا.
كما نرى من الضروري توفير الأجواء المناسبة لتفتح البلدان الإسلامية مستشفياتها لاستقبال ومعالجة الجرحى والمصابين من الشعب الفلسطيني المظلوم نتيجة القصف الوحشي للعدو الصهيوني الخبيث.
ويدعو أئمة الجمعة في جمهورية إيران الإسلامية إلى إعادة بناء ما هدمته آلة الحرب الصهيونية والتعويض عن الخسائر التي لحقت بهذا البلد بعد وقف الاعتداءات وهزيمة الصهاينة في القريب العاجل، وذلك من خلال تأسيس "صندوق الدعم والتضامن" تحت إشراف الاتحاد البرلماني الإسلامي.
كذلك يترقب أئمة الجمعة أن تبادر منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد البرلماني الإسلامي إلى عقد اجتماع افتراضي فوري لبحث السبل العملية لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم بصورة عاجلة.
لقد آن الأوان أن يستيقظ المسلمون والشعوب الحرة في العالم لمقاومة المستكبرين في العالم ولطيّ صفحتهم من الوجود نهائيا وتطهير الحياة الإنسانية من أعداء البشرية.
اِنَّهم یَرونَهُ بعیداً ونَراهُ قَریباً

والسلام علیکم وعلی عباد الله الصالحین
أئمة الجمعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .