وكالة أنباء الحوزة - ألقى إمام جمعة النجف الأشرف، سماحة السيد صدر الدين القبانجي، خطبتي صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية الكبرى بتاريخ 19 ديسمبر/كانون الأول 2025، وتناول خلالها جملة من القضايا المحلية والدولية.
تحذير من الاحتفالات المشبوهة وتنديد بتدنيس المصحف
وحول اقتراب احتفالات رأس السنة الميلادية، أوضح سماحته أن الفتاوى الدينية تؤكد أن "الاحتفالات إذا كانت ترويجاً لغير الإسلام فهي محرّمة"، داعياً إلى أن تتم هذه المناسبات "بما يحافِظ فيه شعبنا على القيم الإسلامية". كما وجّه تهانيه للشعب المسيحي بأعياده.
وفي شأنٍ آخر، أدان سماحته بأشد العبارات حادثة "تدنيس المصحف الشريف" من قبل مرشح أمريكي للكونغرس (1)، ووصف هذا الفعل بأنه دليل على "فشل ثقافي وحضاري لدى الغرب وعجز عن مواجهة الإسلام".
إشادة بشجاعة مسلم في أستراليا ورفض للعنف الطائفي
وتطرق الخطيب إلى الهجوم على محفل يهودي في أستراليا والذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، مؤكداً أن هذا العمل "إرهابي ومُدان". وأشاد في المقابل بـ "الموقف الشجاع" للشاب المسلم أحمد الأحمد الذي قام بتطويق أحد المعتدين والاستيلاء عليه، وهو ما حظي بتقدير رئيس الوزراء الأسترالي. وعلّق سماحته قائلاً: "هذا العمل من أخلاق الإسلام مقابل أخلاق القمع والاضطهاد (2).
نهاية بعثة الأمم المتحدة دليل على استقرار العراق
وشدد سماحته على أن "نهاية مهمة الأمم المتحدة في العراق تشير إلى الاستقرار الأمني والسياسي"، مؤكداً دخول البلاد "مرحلة جديدة انتهت فيها الصراعات الداخلية والطائفية، ومحاولات إسقاط النظام وتقسيم العراق وافشال التجربة السياسية الجديدة". (1)
دعوة لتوحيد الكلمة ورفض السبِّ ضمن مبادرة الوقف السني ونص دعاء الإمام السجاد (عليه السلام)
وأشار إمام جمعة النجف إلى توجيهات الوقف السني لأئمة الجمعات بتوحيد خطبهم حول "فضل الصحابة ونبذ ظاهرة السب". واقترح سماحته عليهم قراءة دعاء الإمام السجاد (عليه السلام) في الصلاة على أتباع الرسل والصحابة، حيث يقول الإمام (عليه السلام) في فقرة منه: "اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته... فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك... واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه."
ووضّح سماحته أن هذه الدعوة من الوقف السني جاءت إثر ضجة إعلامية حول ما نُسب لشاعر شاب، موضحاً أن الشاعر المذكور نفى ذلك وقال إن ما نُسب إليه كان مقتطعاً من قصيدة يدعو فيها إلى نبذ الطائفية والطعن بالصحابة. (4) وأوضح سماحته أنّ الأمر من شأن التحقيق مؤكداً أن موقف أئمة أهل البيت وعلماء الشيعة هو "رفض النزاع الطائفي والدعوة إلى وحدة الكلمة"، مستشهداً في ذلك بتصريحات المرجع الأعلى السيد السيستاني.
الاستعداد لشهر رجب الأصب وذكرى شهادة شهيد المحراب
وفي الخطبة الدينية، تحدث سماحته في المحور الأول عن قرب حلول شهر رجب الأصب، أول الأشهر الحُرم، داعيًا إلى الإكثار من الاستغفار والاستعداد لضيافة الله تعالى في شهر رمضان المبارك. وبيّن استحباب صيام ثلاثة أيام من هذا الشهر، والالتزام بالأدعية العظيمة الواردة فيه.
كما تناول سماحته ذكرى شهادة شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، موضحًا أنه يمثل شخصية علمية كبيرة من قلب الحوزة العلمية، وقاد المعارضة ضد نظام البعث، ودعا إلى تحرير الشعب العراقي من كابوس البعث. وبيّن أنه آمن بالانفتاح على المكونات الأخرى، وعلى المجتمع الدولي من أجل إنقاذ العراق، وطرح شعار الحرية والعدالة والاستقلال، وآمن بالانفتاح على جميع الفصائل المعارضة العراقية بغض النظر عن التزاماتها الثقافية، ودعا إلى استقلال العراق وأن يحكم أهله بعيدًا عن الأجنبي.
المصدر: المكتب الإعلامي لسماحة السيد صدر الدين القبانجي
(1) في هذا الأسبوع أقدم مرشح أمريكي - يُدعى جيك لانغ - على وضع نسخة من القرآن الكريم في فم مجسم خنزير ضمن مادة دعائية انتخابية في ولاية تكساس.
(2) وقع هجوم إطلاق نار إرهابي يوم 14 ديسمبر على احتفال يهودي في شاطئ بوندي بسيدني، أسفر عن مقتل 16 شخصًا وإصابة 40 آخرين. وأحمد الأحمد هو لاجئ سوري انتزع سلاح أحد المسلحين بشجاعة، مما ساعد بشكل حاسم في إخماد الهجوم والسيطرة على المسلح.
(3) أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش - السبت - في بغداد، انتهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بعد 22 عاماً من إنشائها، مبيّناً أن البلاد أصبحت "دولة طبيعية" مع انتقالها إلى مرحلة جديدة من الاستقرار.
(4) أثار الشاعر العراقي علي نعيم الدراجي جدلاً واسعاً هذا الأسبوع بفيديو على إنستغرام يحتوي تصريحات اعتُبرت مسيئة لبعض الصحابة. أدى ذلك إلى ردود فعل شعبية، وإجراءات قانونية من لجنة حكومية ومواطنين، وتدخّل من الوقف السني. وردّ الشاعر بنفي الإساءة مدعياً أن البيت الشعري المتداول كانت تسبقه "ديباجة" تم اقتطاعها "عمدا" حتى يظهر بهذا الشكل المسيء.





تعليقك