الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 - 19:08
مكانة المنتظر الحقيقي للإمام القائم (عجل الله تعالى فرجه) في الثقافة الشيعية

وكالة الحوزة - إذا كان الانتظار عبادةً وجهاداً، فكيف يكون حال المنتظر الحقيقي؟ وماذا تُعِدُّ النصوص الدينية له من أجرٍ ومرتبة؟

وكالة أنباء الحوزة - في التعاليم القيمة للأئمة المعصومين (عليهم السلام)، ذُكرت للمنتظرين الحقيقيين للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) منازل ومكانات تثير العجب حقاً، وتطرح سؤالاً محورياً: كيف يمكن لـ "حالة الانتظار" أن تنطوي على مثل هذه القيمة السامية؟

وهنا نستعرض بعض فضائل ومزايا المنتظرين مستندين إلى روايات المعصومين (عليهم السلام).

1. أفضل الناس (بسبب ظرفهم الزمني الخاص)

بسبب الظروف الخاصة التي تميز أهل عصر الغيبة والانتظار، فإنهم – إذا كانوا منتظرين حقيقيين – يحتلون مكانة عظيمة.

يقول الإمام السجاد (عليه السلام): «إِنَّ أَهْلَ زَمَانِ غَيْبَتِهِ وَالْقَائِلِينَ بِإِمَامَتِهِ وَالْمُنْتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ (عجل الله تعالى فرجه) أَفْضَلُ مِنْ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَعْطَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ وَالْأَفْهَامِ وَالْمَعْرِفَةِ مَا صَارَتْ بِهِ الْغَيْبَةُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُشَاهَدَةِ». (كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص319)

2. الحاضرون في فسطاطه عند الظهور

من أسمى أماني الصالحين في كل زمان، أن يدركوا العصر الذي يخلو من الفساد والظلم والانحطاط. وتكتمل هذه الفضيلة حينما يكون المؤمن عند تحقق الظهور في أقرب موقع إلى الإمام القائم (عجل الله تعالى فرجه)، أي في فسطاطه.

وفي هذا السياق يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في وصف المنتظرين الحقيقيين الذين لا يدركون زمن الظهور: «مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ مُنْتَظِرًا كَانَ كَمَنْ هُوَ فِي الْفُسْطَاطِ الَّذِي لِلْقَائِمِ». (الكافي، ج5، ص22)

3. أجرهم كأجر المصلي الصائم

تُعدّ الصلاة والصوم من أعظم العبادات. وتفيد الروايات أن من يقضي عمره في انتظار الظهور، فكأنه في صلاةٍ وصيامٍ لا ينقطعان.

يقول الإمام الباقر (عليه السلام): «وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْتَظِرَ لِهَذَا الْأَمْرِ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ». (الكافي، ج2، ص222)

4. أكرم الأمة ورفيق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

لا يُوجد في البشر أشرف من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سيد المرسلين وأحبِّ المخلوقين إلى الله. فإذا عاش المؤمن في عصر الغيبة منتظراً على الوجه الأكمل، فإنه - بحسب الوعد النبوي - سيكون أكرم أمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورفيقه في جواره، وقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «...أُولَئِكَ رُفَقَائِي وَأَكْرَمُ أُمَّتِي عَلَيَّ». (كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص286)

5. المجاهدون بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

إنّ المجاهدين في سبيل الله هم من أشرف الناس. وهذه الفضيلة تكتمل عندما تكون المجاهدة بجوار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، المثل الأعلى للإنسان الكامل.

يقول الإمام الحسين (عليه السلام): «إِنَّ الصَّابِرَ فِي غَيْبَتِهِ عَلَى الْأَذَى وَالتَّكْذِيبِ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)». (عيون أخبار الرضا، ج1، ص68)

6. أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأحد

وفي سياق الحديث عن فضل المنتظرين الثابتين على ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، ورد أن لهم أجر ألف شهيد من شهداء صدر الإسلام.

يقول الإمام السجاد (عليه السلام): «مَنْ ثَبَتَ عَلَى مُوَالَاتِنَا فِي غَيْبَةِ قَائِمِنَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَأُحُدٍ». (كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص323)

وللحديث بقية ستأتي في الأجزاء التالية إن شاء الله...والجدير بالذكر أن هذا الجزء مُقتبس من كتاب "درسنامه مهدویت" (بحوث منهجية في المهدوية) للمؤلف خدامراد سليمانيان مع بعض التعديلات.

لمراجعة المبحث باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha