بحسب مراسل وكالة الحوزة، قال آية الله محمود رجبي، خلال لقائه مع عدد من أساتذة جامعة فردوسي مشهد في قاعة اجتماعات معهد الإمام الخميني (ره) التعليمي و البحثي، و بمناسبة أعياد شعبان و أيام الله في عشرة الفجر: إن قادة الدول الغربية الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان و الحرية غير قادرين على حل مشاكل مجتمعاتهم، فكيف لهم أن يفرضوا حلولهم على باقي الأمم؟! لا شك أن معظم الأزمات التي يواجهها المجتمع اليوم تنبع من العلوم الإنسانية السائدة.
و أضاف: إنّ إحداث تحول في العلوم الإنسانية أمر حيوي و مصيري، و هو مسؤولية الحوزة و الجامعة، و لا يمكن توقع ذلك من سائر الفئات، إذ كان الإمام الراحل (ره) يؤمن بأن إصلاح الحوزة و الجامعة سيؤدي إلى إصلاح المجتمع ككل.
و أشار عضو جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولية إسلامية العلوم الإنسانية على أفضل وجه، مؤكداً أن ذلك لا يعود بالنفع على العلم فحسب، بل على المجتمع البشري أيضاً، إذ أنّ من شأنه أن يُحدث تحولاً جذرياً في حياة البشر، و ما أجمل أن يكون لنا نصيب في هذا المسار!
و شدد آية الله رجبي على أن العلم لا ينبغي أن يكون لمجرد العلم، قائلاً: إذا اقتصر عملنا على اكتشاف المعلومات و وضع نتائج الأبحاث و الدراسات العلمية على رفوف المكتبات، فلن يكون لذلك أي تأثير حقيقي، فبحسب رؤية قائد الثورة الإسلامية، لا تنتهي مسؤولية الباحث و المحقق بمجرد إنجاز البحث ووضعه في المكتبة، بل تكتمل مهمته عندما يتمكن من إيصال أثره إلى أعماق وجدان المتلقي.
و أشار عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية إلى ضرورة توجيه المجتمع الإسلامي والسعي في هذا المجال، قائلاً: يؤكد القرآن الكريم أن النبي الكريم (ص) مكلف بالحفاظ على استقامة أتباعه، حيث يقول الله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَ لَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. و قد قال الرسول الأكرم (ص): 'هذه الآية شيّبتني'".
و تابع رئيس معهد الإمام الخميني (ره) التعليمي و البحثي: إن أول من تحدث عن ضرورة إحداث تحول في العلوم الإنسانية هو الإمام الراحل (ره)، فقد كان قلقاً بشأن العلوم الإنسانية، و كان يؤمن بضرورة إحداث تغيير جذري فيها. واليوم، نحن أيضاً نحمل على عاتقنا مسؤولية ثقيلة في هذا المجال، وهذه مسؤولية عظيمة تستوجب منا الشكر والامتنان.
و أضاف عضو مجلس خبراء القيادة: من واجبنا أن نشكر الله تعالى على النعم الكثيرة التي منحنا إياها، أولاً بالشكر القلبي و اللساني، و أخيراً بالشكر العملي، و الذي يتمثل في الاستفادة القصوى من هذه الفرص. فالاشتغال بالعلوم الإنسانية نعمة كبيرة يجب أن نكون ممتنين لها.
و أكد آية الله رجبي قائلاً: لدينا رصيد غني في مجال العلوم الإنسانية، و نحن في هذا الميدان متفوقون، لأن هناك نقصاً شديداً في الدراسات المتخصصة و العلمية المستندة إلى مصادرنا الدينية. و إذا تم إنجاز عمل علمي دقيق في هذا المجال، فسيكون له قيمة كبيرة. و يجب علينا أن نستفيد من الإنجازات البشرية، و لكن في الوقت نفسه نسترشد بالوحي.
و في ختام كلمته، أشار عضو مجلس خبراء القيادة إلى الإخلاص في العمل والتوسل بأهل البيت (ع) كوصيتين دائمتيْن للعلامة مصباح اليزدي (ره)، واصفاً إياهما بأنهما من أهم عوامل النمو و التكامل، و قال: إن التوسل بأهل البيت (ع)، حتى و لو كان بمجرد إلقاء التحية عليهم و لكن مع التوجه القلبي، كفيل بحل المشكلات. و في آخر حديث لي مع آية الله مصباح (ره)، قال لي: في أي موضع عملنا فيه لله تعالى، لم نخسر أبداً'. لقد كان يؤكد دائماً أن السنّة الإلهية تقتضي أن تُمنح النعم لنا من خلال أهل البيت (ع)، و لذلك فإنّ الطريق الأكثر ضماناً و سهولةً و فائدةً نحو السعادة هو التوسل بالأئمة المعصومين (ع).
تعليقك