بحسب وكالة حوزة، فإنّ الخامس من شعبان، وفقًا للرواية المشهورة، هو يوم ميلاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام).
والدة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
تُعتبر والدة الإمام زين العابدين (عليه السلام) من العائلات الفارسية الأصيلة، حيث ذُكر اسمها في المصادر التاريخية بـ شهربانو أو شاه زنان. وقد وردت رواية تقول إنّها توفّيت أثناء ولادة الإمام السجّاد (عليه السلام)، مما يعني أنه لم يرَ والدته أبدًا، و بالتالي لم تكن على قيد الحياة عام ۶۱ هـ لكي تكون حاضرة في واقعة كربلاء.
الشبهات حول نسب والدة الإمام (عليه السلام) هناك بعض الشبهات و الأسئلة التي تُطرح حول والدته، و من أبرزها الادعاء بأنّها ابنة يزدجرد الثالث آخر ملوك الساسانيين، و أنّها لجأت بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الجبال المحيطة بطهران. كما تُطرح تساؤلات حول الأسباب التي دفعت الإمام السجّاد (عليه السلام) إلى اختيار الدعاء و المناجاة كوسيلة لهداية الأمة، بدلًا من اللجوء إلى الثورة المسلحة ضد بني أمية.
رأي الشيخ المفيد (رحمه الله)
بحسب ما نقله الشيخ المفيد، فإنّ مجموعة من الفرس تمرّدوا خلال خلافة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، و تمكن الوالي المعيَّن من قبل الإمام (عليه السلام) من إخماد التمرّد و أسر بعض القادة، و كان من بينهم أختان من عائلة فارسية نبيلة، إحداهما كانت شهربانو.
عندما رأت شهربانو أخلاق الإمام علي (عليه السلام)، وعظمته، و حُسن معاملته، طلبت الزواج منه، إلا أنّ الإمام (عليه السلام) اقترح عليها الزواج من ابنه الإمام الحسين (عليه السلام)، فقبلت بذلك و تشرّفت بالزواج منه. أما أختها، فقد تزوجت من أحد كبار المسلمين في الكوفة.
يبدو أنّ هذه الرواية أوثق من غيرها، كما أنّها لا تمتّ بصلة إلى الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الثلاثة.
موضع دفن والدة الإمام السجّاد (عليه السلام) هناك أخطاء واضحة في بعض الروايات حول قبر والدة الإمام السجّاد (عليه السلام)، حيث ذكرت بعض الأساطير أنّها كانت حاضرة في كربلاء، و عندما استُشهد الإمام الحسين (عليه السلام)، هربت على ظهر حصان حتى وصلت إلى إيران، ثم دخلت إلى أحد الجبال، فانشقّ الجبل و احتضنها.
لكن هذه القصة لا تستند إلى أي دليل تاريخي موثوق، بل تبدو خرافة لا أساس لها. فمن غير المعقول أن تُنجى زوجة الإمام الحسين (عليه السلام)، بينما يبقى الإمام السجّاد (عليه السلام) و باقي أهل البيت في الأسر! فإذا كان هناك من يستحق النجاة، فالأولى بذلك الإمام السجّاد (عليه السلام) أو السيدة زينب (عليها السلام)، مما يُثبت عدم صحة هذه القصة.
موقف الإمام السجّاد (عليه السلام) من الثورات ضد بني أمية
كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يرى أنّ الثورات المسلحة ضد يزيد لا جدوى منها ما لم يحدث تحول فكري و إيماني في المجتمع، و ما لم يصل الناس إلى معرفة حقيقية بأهل البيت (عليهم السلام). لذا، لم يشارك في تلك الانتفاضات، لأنه اعتبرها مجرد ردّ فعل عاطفي غير مدروس، قد يؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء دون تحقيق نتائج فعلية.
كما أراد الإمام (عليه السلام) أن يُفهِم أولئك الذين تخلّفوا عن نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، أنّ تحركاتهم العشوائية الآن لن تُصلح ما فاتهم، بل قد تؤدي إلى تمكين الظالمين بدلًا من إسقاطهم.
المصادر:
"حماسه حسینی" – الشهيد مرتضى مطهري
مقابلة مع الأستاذ رجبی دوانی – وكالة تسنيم للأنباء
تعليقك