الجمعة ٧ فبراير ٢٠٢٥ - ١٠:٣١
تربية المجتمع يجب أن تكون وفقًا لفطرة الإنسان

وكالة الحوزة/ إن أول حل للإصلاح هو التعامل الفطري، و لا ينبغي اللجوء إلى التدابير الصارمة إلا عندما لا تحقق هذه الأساليب نتائجها المرجوة. يجب تربية المجتمع وفق الفطرة، فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، إذا ما تمّ بأساليب فطرية صحيحة، فإنه سيكون أكثر تأثيرًا و فعالية.

بحسب وكالة الحوزة، عُقدت اليوم (الأربعاء) الجلسة الأسبوعية لمجلس الأخلاق الذي يلقيه آية الله العظمى جوادي آملي في مسجد الأعظم في قم، بحضور مختلف شرائح المجتمع، حيث قام سماحته بشرح الحكمتين ١٥٧ و ١٥٨ من نهج البلاغة.

و أشار سماحته إلى قول أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة ١٥٧ من نهج البلاغة:

{ قَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَقَدْ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ }

ثم أوضح قائلاً: لقد تمّ توضيح المسارات و الطرق لكم، و ما يجب أن ترونه قد رأيتموه، و ما يجب أن تسمعوه قد سمعتموه،

و لكن قبول هذه الحقائق و استيعابها يعتمد على إرادة الإنسان نفسه.

و أضاف أن مضمونًا مشابهًا ورد في الخطبة ٢٠ من نهج البلاغة، مما يؤكد أن رسائل الهداية الإلهية قد بُيّنت بوضوح، و يبقى الأمر بيد الإنسان ليختار أن يستمع و يتبصّر.

و في الحكمة ١٥٨ قال أمير المؤمنين عليه السلام:

{ عَاتِبْ أَخَاكَ بِالإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَارْدُدْ شَرَّهُ بِالإِنْعَامِ عَلَيْهِ }

و أشار سماحته إلى أن ردّ الإساءة بالإساءة هو سلوك طبيعي للإنسان، لكن ردّ الإساءة بالإحسان هو سلوك فطري راقٍ.

و أضاف: عندما يتصرف شخص ما بسوء تجاهك، فإن الردّ بالمثل هو تصرف طبيعي، لكن الردّ بالإحسان يعكس الفطرة السليمة. فبدلاً من مجابهة السوء بالسوء، ينبغي التصدي له بالأخلاق و اللطف و الإحسان، لأن هذا الأسلوب أكثر تأثيرًا و فعالية من المواجهة القاسية.

و شدد سماحته على ضرورة تربية المجتمع وفق الفطرة، مؤكدًا: يجب أن يتم تهذيب المجتمع بالفطرة، لا بالغريزة، و لا بالقمع، و لا بسوء الأخلاق، و إنما بالتسامح و العظمة و الكرامة و الإحسان.

و أضاف: إن أمير المؤمنين عليه السلام أوصى بأنه عند مواجهة الإساءة، ينبغي ردّها بالأدب و الإحسان و الكرامة و المحبة.

و أكد سماحته أن الأسلوب الأول للإصلاح هو النهج الفطري، و لا ينبغي اللجوء إلى الأساليب الصارمة إلا عند الضرورة. فالمجتمع إذا تربى وفق الفطرة السليمة، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيصبح أكثر تأثيرًا.

و أضاف: إن نهج البلاغة و القرآن الكريم يقدمان إرشادات لإصلاح المجتمع على أساس الفطرة البشرية، و ينبغي تطبيق هذه التعاليم في الممارسات الاجتماعية و الأخلاقية.

و في جانب آخر من الجلسة، شدد سماحته على أهمية معرفة الذات و الالتفات إلى الفطرة في العبادات و العلاقة مع الله، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون للإنسان اتصال روحي خاص بالله في صلاته و عباداته ليصل إلى النموّ المعنوي.

كما أشار إلى أهمية السير و السلوك وفق الفطرة البشرية، و أثر الأشهر المباركة في هذا المسار، قائلاً: على جميع الناس أن يستغلوا بعض الأشهر و السنوات الخاصة لتعزيز عباداتهم و التقرب من الله، مضيفًا أن شهر شعبان يمثل فرصة عظيمة للتقرب إلى الله و تقوية الارتباط المعنوي بالنبي (ص) و أهل بيته (ع).

و شدد على أهمية اغتنام هذه الفرصة الروحية للوصول إلى شهر رمضان، حيث يمكن للإنسان أن يرتقي في مسيره المعنوي من خلال إدراك حقيقة العبادة و تعزيز علاقته بالله.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha