وكالة أنباء الحوزة_ طالب خطباء جمعة لبنان في خطبة صلاة الجمعة، قيادة المملكة العربية السعودية بالتعاون والتحاور مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والوقوف بوجه المستعمر الجديد الذي يتحالف مع الكيان الصهيوني لضرب كل الشعوب العربية والاسلامية.
السيد فضل الله: نحن نجدد دعوتنا لإطفاء كل بؤر التوتر والتصعيد في المنطقة وخصوصا الأزمة اليمنية
ألقى السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين، في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به أمير المؤمنين واليه مالك الأشتر عندما ولاه مصر، فقال له: "فالجنود، بإذن الله، حصون الرعية، وزين الولاة، وعز الدين، وسبل الأمن، وليس تقوم الرعية إلا بهم، ثم لا قوام للجنود إلا بما يخرج الله لهم من الخراج الذي يقوون به في جهاد عدوهم، ويعتمدون عليه فيما يصلحهم، ويكون من وراء حاجتهم قول من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك، وأنقاهم جيبا، وأفضلهم حلما ممن يبطئ عن الغضب، ويستريح إلى العذر، ويرأف بالضعفاء، وينبو على الأقوياء، وممن لا يثيره العنف، ولا يقعد به الضعف، ثم الصق بذوي الأحساب، وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة، ثم أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة، فإنهم جماع من الكرم، وشعب من العرف، ثم تفقد من أمورهم ما يتفقده الوالدان من ولدهما".
وتابع: "هذه هي الصفات التي أرادها الإمام علي للجيش، وهذا هو الأسلوب الذي أراد للحاكم أن يتعامل به مع الجنود، ليقوموا بدورهم في حفظ الوطن وحمايته ومنع الأعداء من أن يكيدوا له. ومتى حصل ذلك، فسنبني المجتمع القوي القادر على مواجهة التحديات، وما أكثرها!"
والبداية من لبنان، الذي تستمر فيه معاناة اللبنانيين على الصعيد الاقتصادي، مع ما يتركه ذلك من آثار كارثية على حياتهم ومتطلبات عيشهم الكريم، من دون أن تلوح في الأفق بوادر خروجهم من هذا النفق المظلم سوى وعود يراهن عليها من الخارج، والتي أصبح من الواضح بعد الكلام المكرر أن الخطوات الإصلاحية المطلوبة من الدول المساعدة للبنان لم ترتق إلى المستوى المطلوب. وقد عبر عن ذلك أحد المسؤولين الغربيين، في إشارة إلى أسلوب تعامل الدولة مع الواقع الاقتصادي في لبنان. إن هذا الواقع كواقع المريض الذي يحتضر، ويبدو أن كل ما تقوم به الدولة اللبنانية هو العمل على تغطية شحوب وجهه ببعض المساحيق.
واضاف فضل الله: "في هذا الوقت، بدأ النقاش في مجلس الوزراء حول موازنة العام 2020. وهنا لا بد من التنويه بتقديم الموازنة، ولأول مرة منذ سنوات طويلة، قبل وقت صرفها، وسط مخاوف اللبنانيين من أن لا تؤدي هذه الموازنة إلى نقلة نوعية في الوضع المالي والاقتصادي، إن بقيت العقلية التي حكمت موازنة السنة الجارية تحكم موازنة العام المقبل، وما لم تكن هناك إرادة سياسية صلبة ومعالجة جادة وحقيقية للأسباب التي أدت إلى وصول البلد إلى ما وصل إليه، حيث بات على شفير الانهيار، كما يتحدث عن ذلك الكثيرون، وقد أصبحت هذه الأسباب واضحة، ولا تحتاج إلى مزيد من البحث، بعد أن كثر الكلام حولها من الخبراء الاقتصاديين أو حتى من النواب أثناء مناقشة موازنة العام 2019، والتي أشير إليها في اجتماع بعبدا أخيرا".
واردف: "ويبقى لنا، وفي ظل البحث الجاري حول الموازنة، أن نجدد موقفنا بالتحذير من تحميل الطبقات الشعبية عبء ما أفسدته سياسات المسؤولين وممارساتهم لحساب استمرار الفساد، ومصالح الرساميل الكبرى، ومواصلة التوظيف العشوائي، وعدم مكافحة التهرب الضريبي والجمركي، أو القيام بإصلاحات جدية في قطاعي الكهرباء والاتصالات، وكذلك على صعيد الصناعة ودعم القطاعات الصناعية التي تفتقر إلى أي دعم حقيقي من الدولة، كما لا بد من العمل لتطوير الدور الرقابي على أجهزة الدولة ومؤسساتها، وتحصيل حقوق الدولة في الأملاك البحرية وغيرها".
ونتوقف عند الإضراب التحذيري لأصحاب المحطات، لندعو الدولة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذا المرفق الحيوي الذي يمس احتياجات المواطنين، ومعالجة الأسباب التي أدت إلى توقف العمل فيه. وقد أصبح واضحا معاناة هذا القطاع الذي يتعامل بالعملة الوطنية، فيما المطلوب أن يشتري من الشركات بالعملة الأجنبية، وبالدولار الأميركي، في وقت لا تتوافر هذه العملة لأسباب لم تعد خافية على أحد، مشيرا الى ان "الدولة مسؤولة عن حماية هذا القطاع، وعن القطاعات الصناعية والقطاعات الأخرى، كالقمح والدواء، حفظا لها، ولعدم الوصول إلى حائط مسدود قد تضطر معه إلى إيقاف خدماتها، والذي نعرف جميعا آثاره السلبية في الوطن كله".
وإلى ملف العمالة مع العدو الإسرائيلي، حيث نرى أهمية الخطوات التي أقدم عليها القضاء بتوقيف العميل الفاخوري، وعدم الخضوع لأي ضغوط وتدخلات داخلية أو خارجية أو لحسابات طائفية، حفظا لحقوق من عانوا طغيان هؤلاء العملاء، ولعدم استسهال العمالة مع عدو لا يزال يعتدي على البلد في بره وبحره وجوه.
وعن الملف اليمني قال فضل الله: "ما حدث من استهداف لمرفق حيوي في المملكة العربية السعودية، وهو استهداف منشآت "أرامكو". إننا في الوقت الذي أعربنا ونعرب دوما عن ألمنا وحزننا لكل استهداف يطال أي بلد عربي وإسلامي، لأنه خسارة لشعوب هذه المنطقة واقتصادها، نرى أن المعالجة تكمن بإزالة الأسباب التي أدت إلى ذلك. ونحن نجدد دعوتنا لإطفاء كل بؤر التوتر والتصعيد في المنطقة، وخصوصا الأزمة اليمنية، والتي كنا قد حذرنا من تداعياتها على دول الجوار، بعد أن تحولت إلى حرب عبثية أكلت الأخضر واليابس، وتسببت بمآس كبيرة للشعب اليمني، والحل هو أن تتوقف هذه الحرب، وأن يعمل المعنيون لذلك بكل طاقاتهم، قبل أن تتوسع تأثيراتها السلبية والخطيرة".
وختم فضل الله قائلا: "لقد أثبتت التجارب أن حماية المنطقة، وخصوصا منطقة الخليج، لا تتم من خلال الرهان على حماية دولية، بل من خلال التفاهم والتوافق بين دول المنطقة نفسها، وهو أمر ممكن، وهذا ما ندعو إلى المسارعة إليه، عبر فتح أبواب الحوار المباشر بدلا من إغلاقه ومن إبقاء مسارات الابتزاز مفتوحة لمصلحة الدول الكبرى لكي تتحكم بالمشهد العام، وتفسح في المجال للفتن لكي تتحرك في الواقع الإسلامي كله تحت عناوين مذهبية، أو تحت عنوان الصراع الفارسي - العربي، وليتم سحب عنوان الصراع مع العدو الإسرائيلي، وفي ذلك خطورة كبيرة، فضلا عن تزييف الحقائق والتاريخ".
الشيخ الخطيب: نرفض سياسة العقوبات ونطالب الدولة برفض التدخلات الاجنبية في شؤوننا
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة في مسجد لبايا - البقاع الغربي، واستهلها بالحديث عن "معاناة اللبنانيين الذين باتوا في اغلبيتهم في دائرة الفقر بفعل الازمة المعيشية الصعبة والاوضاع الاقتصادية المتردية التي نحمل مسؤوليتها الى سياسات العهود السابقة الحافلة بالفساد والهدر واغراق البلد في الديون وفوائد خدمتها".
وقال: "ما يزيد اليوم من معاناة اللبنانيين سياسة الحصار والعقوبات الاقتصادية لبيئة المقاومة ورموزها التي جعلت من هذا الحصار عقوبات تطال كل اللبنانيين المجمعين على خيار مقاومة الاحتلال الاسرائيلي والتصدي لعدوانه ورفض الاملاءات والضغوط الاميركية ضد اللبنانين. ولبنان المتضامن المتمسك بالمعادلة الذهبية التي حمت ارضه وشعبه سيبقى صخرة صلبة تتحطم على جوانبها مؤامرات وتهديدات العدو، والتمسك بهذه العادلة شكل وما يزال افضل رد على تهديدات اسرائيل. ونحن اذ نطالب اللبنانيين بأن يظهروا اسمى آيات التضامن والتكافل من خلال التعاون في ما بينهم وتعميم ثقافة الاخوة التي تستدعي ان يساعد الاغنياء الفقراء ويكون اللبنانيون اخوة متحابين عاملين بصدق وتفان للخروج من الازمات المستفحلة".
وأضاف الخطيب: "إذ نجدد رفضنا واستنكارنا لسياسة العقوبات الجائرة بحق اللبنانيين، فإننا نطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها في رفض التدخلات الاجنبية في شؤوننا الداخلية وتركيز اهتماماتها لخدمة مواطنيها وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية من خلال التخفيف عن كواهل المواطنين، وهنا نلاحظ حركة النزوح الطلابي من المؤسسات التربوية الخاصة الى المؤسسات الرسمية التي تستدعي اهتماما ودعما من الدولة اللبنانية ولاسيما ان طلاب الثانويات الرسمية حققوا نجاحات باهرة في الامتحانات الرسمية لهذا العام. وفي حين تدعم الدولة بعض المؤسسات التعليمية الخاصة، فإننا نرى ان هناك مدارس وثانويات تعمد الى تغيير مناهجها كل عام مما يحمل ذوي الطلاب اعباء مالية يعجزون معها عن دفع الاثمان المرتفعة لهذه الكتب".
وإذ طالب الحكومة اللبنانية "برفع التقديمات الصحية والرعائية"، قال: "على وزارة الصحة ان تدعم المستشفيات الحكومية لتكون مؤهلة لاستيعاب المرضى وتوفير الرعاية الطبية لهم، وبدل ان تدعم وزارة الصحة المستشفيات الخاصة التي تخضع المرضى الى سقوف مالية محددة تنتهي مع مطلع كل شهر، فإننا نطالبها بتفعيل المستشفيات الحكومية وتوفير الاجهزة المطلوبة لها لتوفر العلاج المجاني لكل مواطن لأننا نريد ان نخرج المريض الفقير من استجداء المسؤولين للحصول على الاستشفاء. وهنا نسأل الدولة اللبنانية عن مصير البطاقة الصحية التي تمنح كل مواطن الحق بالعلاج المجاني".
ورأى الخطيب ان "الدولة اللبنانية مقصرة في دعمها القطاع الزراعي الذي يحد من الهجرة الريفية ولا سيما ان لبنان بلد غني بثرواته المائية وارضه الخصبة مما يستدعي ان تدعم الدولة المزارع اللبناني بتوفير المبيدات الزراعية والشتول والارشادات المجانية وتقدم له التسهيلات لتصريف المنتوجات وفتح اسواق خارجية جديدة لتصديرها".
وطالب الحكومة اللبنانية "بالتعاون والتنسيق مع الحكومة السورية لحل ازمة النازحين السوريين بما يوفر لهم العودة السريعة، ولاسيما ان هذا النزوح يلقي بتبعات ثقيلة تزيد من حدة وخطورة الوضع المعيشي ويشكل عامل ضغط على الداخل اللبناني". وقال: "على الحكومة اللبنانية ان تفعل اتفاقيات التعاون المشترك مع الحكومة السورية لتشجيع الاستثمار في البلدين ومساهمة لبنان في اعادة اعمار سوريا فضلا عن تسهيل تصريف الصادرات اللبنانية بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين".
وقال: "لبنان ومحور المقاومة مستهدف بحصار استعماري جائر يفرض عقوبات اقتصادية على دولنا وشعوبنا بغية اخضاعنا واضعاف بيئة المقاومة بتجويعها وتهديدها في لقمة عيشها حتى تتخلى عن المقاومة وتذعن لارادة المستعمر الجديد الذي يريد اخضاعنا لمشروعه. ونحن اذ ننوه بحكمة وشجاعة قيادة هذا المحور التي اثبتت انها متمسكة بحقوق الشعوب العربية والاسلامية وملتزمة بالدفاع عن قضايا الامة ونصرة القضية الفلسطينية التي كانت وما تزال قضية العرب والمسلمين الاولى، فإننا ندين ونشجب بشدة العدوان الاميركي على الجمهورية الاسلامية الايرانية التي اثبتت انها قوية وتتصدى بصلابة للحصار والعقوبات الجائرة التي نعتبرها حربا مفتوحة سيكون النصر فيها حليفا للجمهورية الاسلامية الايرانية".
وطالب الخطيب قيادة المملكة العربية السعودية بالتعاون والتحاور مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والوقوف بوجه المستعمر الجديد الذي يتحالف مع الكيان الصهيوني لضرب كل الشعوب العربية والاسلامية"، وقال: "نحن نريد ان يجلس الطرفان على طاولة الحوار لانتاج تفاهمات وصيغ حل للازمات، بدل استدعاء القوى الاجنبية الى المنطقة لتزيد من حدة التوتر فيها وتضرب مصالحها فضلا عن نشوء تحالفات جديدة تكون اسرائيل جزءا منها، ما ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية ويدعم الغطرسة الاسرائيلية في الامعان في قتل وتهجير الفلسطينين واقامة المستوطنات وتهويد المقدسات، لذلك فإننا نعتبر ان الحوار الايراني السعودي حاجة ضرورية لاستعادة التضامن الاسلامي في مواجهة اعداء الامة وشعوبها".
الشيخ النابلسي: أميركا تهدد بلدنا بالعقوبات والفوضى والعملاء
لفت الشيخ صادق النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مجمع السيدة الزهراء في صيدا إلى أن "الإدارة الأميركية تتجه لإثارة المشاكل في لبنان عبر سلسلة من الإجراءات منها تفعيل قرار المحكمة الدولية وعقوبات على قياديين في حزب الله ، وعقوبات على بعض المصارف اللبنانية ثم العمل على تسهيل عودة العملاء إلى لبنان ، وأخيراً وليس آخراً إرسال مدمرة أميركية لتهديدنا بترسيم الحدود البحرية والبرية وفق الرؤية الإسرائيلية ، وكذلك فيما يتعلق بالمستثمرين وهويتهم".
وأشار إلى ان "الإدارة الحالية تقول لنا إما أن ترضخوا لشروطنا وإلا الخراب لاقتصادكم والفوضى لمجتمعكم وهي بذلك تجمع بين الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية وبين سياسة القوة والتهديد وهذا ما يجب أن يتنبه له المسؤولون في لبنان لمنع الولايات المتحدة من العبث ببلدنا ، ونحن قادرون فيما لو توافرت الإرادة للعثور على الصيغة التي تحمي اقتصادنا وغازنا وأمننا"، لافتاً إلى أن "أميركا لم تكن إلا تلك الدولة المتآمرة المغتصبة المخربة الناهبة. هذه حقيقة أميركا الاستكبارية التي يجب أن تترسخ في عقول اللبنانيين ، ويجب أن نعمل بقوة على إجهاض مخططاتها من خلال الوعي والشعور بالعزة الوطنية بأننا قادرون على إفشال كل مجهوداتها في لبنان".
وأضاف "إن ثقافة السلطة مع العملاء قائمة على التسامح والتغطية ، وهذا ما لا يجب أن يسمح به اللبنانيون وهذا البلد دفع ثمناً غالياً نتيجة التعاطي السيء والرخو مع العملاء ونحن نحتاج إلى ثقافة وطنية ثقافة تحمي البلد من هؤلاء الذين عاثوا فساداً وخراباً وقتلاً للبنانيين".
المفتي قبلان: الأوضاع صعبة والخروج منها يتطلب قرارات جريئة تطال كل عصابات النهب
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة، في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، قال فيها: "نسمع الكثير عن خطط طوارئ اقتصادية وإصلاحية، وعن أوراق من هنا وهناك، ولكن لا نرى قرارات ولا إجراءات ولا نيات تنفيذية؛ الناس في قلب المعاناة والبلد واقتصاده وماليته في مآزق كبرى وخطيرة، والمسؤولون على نهجهم في المزايدات السياسية؛ الناس في بطالة والاقتصاد في تدهور مستمر، ومالية الدولة تنتهب وتهدر والإنفاق العشوائي حدث ولا حرج؛ البلد يسير مسرعا إلى الانهيار وأهل السلطة على صراعاتهم ونزاعاتهم ومحاصصاتهم وكأنهم في كوكب آخر".
اضاف: "الدولة شبه غائبة إلا على الضعفاء والفقراء، بل مغيِّبة نفسها عن هموم الناس وقضاياهم الحياتية والاجتماعية، وخصوصا التربوية، حيث انعدمت قدرة اللبنانيين على إدخال أولادهم إلى المدارس وتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم المدرسية، بسبب جنون الأسعار، وارتفاع الأقساط، وفلتان مافيا الدولار، وفاقدي الضمير الذين استغلوا الواقع، وراحوا يبتزون المواطنين من دون حسيب أو رقيب".
ووصف المفتي الجعفري الواقع المرير بالقول: "نعم، بالنفوذ والهيمنة والتسلط تدار الدولة، ويحكم اللبنانيون الذين انعدمت ثقتهم بالدولة، ولم يعد لديهم أي أمل بإصلاح شأنها، ما دامت سلطة المنافع والمناصب هي من تعد بالإصلاح ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين وتطبيق القانون. إنها سلطة عاجزة وغير قادرة على أي إنجاز إنقاذي تقدمه إلى اللبنانيين، لأن فاقد الشيء لا يعطيه".
أضاف: "يقول أمير المؤمنين عليه السلام "ما جاع فقير إلا بما متع به غني"، لقد جاع اللبنانيون أيها الساسة بما متعتم به، وبما جمعتم من أموال، وبما تملكتم من مؤسسات وعقارات وشركات، وبما قمتم به من صفقات، نعم لقد جاعوا بسبب أطماعكم وجشعكم وشراهتكم، وباتت الدولة جمعية للاستجداء وطلب المساعدات. فإلى متى الصبر عليكم وعلى سياساتكم؟ وإلى متى أنتم مستمرون بهذا النهج من انعدام المسؤولية الذي أوصل الدولة وماليتها واقتصادها وكل مؤسساتها إلى هذا الواقع المأساوي وبالخصوص مؤسسة كهرباء لبنان التي تحولت إلى لغز من الألغاز التي لا حلول لها، في ظل منظومة نهب وسرقة وهدر وصفقات وسوء إدارة، لم يعد مقبولا على الإطلاق السكوت عنها. وعلى هذه الحكومة أن تجد حلا لهذه المعضلة بأسرع وقت، والعمل على اتخاذ كل الإجراءات والقرارات الجذرية والكفيلة بإقفال هذا المزراب المخيف، وكل المزاريب الأخرى من المرفأ إلى المطار إلى الاتصالات، إلى كل مؤسسة وإدارة غير فاعلة وغير منتجة، وتشكل عبئا على خزينة الدولة وماليتها".
واعتبر أن "الأوضاع صعبة والخروج منها بات يتطلب جهودا نوعية، وقرارات جريئة، تطال كل عصابات النهب في هذا البلد، وتحملهم المسؤولية الكاملة عما هو قائم، وتضع موازنة مدروسة ومحسوبة جيدا، تكون على حساب من سرق المال العام، لا ضرائب فيها ولا مساس بجيوب الفقراء".
وعن الوضع في الخليج قال المفتي قبلان: "لا شك أن الوضع في الخليج يكاد يتحول إلى كارثة إقليمية ودولية، في ظل إدارة أميركية تستثمر بالتدمير والخراب والتفرقة والخصومة والنزاع، بدل اللجوء إلى الحلول السلمية، وتسوية الأوضاع والمشاكل المصطنعة بالدبلوماسية الواعية والعادلة، التي تنصف الجميع وتضع حدا للتوترات والعداوات التي تصطنعها هذه الإدارة من خلال التحريض وإثارة النعرات بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج بهدف ابتزازها وسلب أموالها".
واعتبر "أن المؤامرة أميركية إسرائيلية بامتياز، والكل يقر ويعترف بذلك، ويدرك أنها مؤامرة مدمرة للمنطقة، وعليه، فإننا نناشد كل القيادات العربية والإسلامية وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية التنبه الشديد لما يدبر للمنطقة ولشعوبها، والمسارعة فورا إلى المهادنة وإجراء الحوارات والمصالحات حفاظا على أمتنا العربية والإسلامية، وإنقاذا للمنطقة وحماية لشعوبها من طواحين الحرب والخراب القادمة إليهم".