وكالة أنباء الحوزة ـ قال خطباء جمعة لبنان في خطبة الجمعة: نحن نؤكد ان فلسطين ارض عربية اسلامية ومسيحية وعاصمتها القدس واللاجئين الفلسطينيين ضيوف عند اهلهم واخوانهم ولا حل للقضية الفلسطينية الا بعودة اللاجئين الى ديارهم في دولة فلسطينية موحدة عاصمتها القدس.
السيد فضل الله: المصلحة الوطنية تقتضي اعتماد الخطاب العقلاني والخروج من كل ما من شأنه شد العصب الطائفي
ألقى السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين، في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نغتنم فرصة هذا الشهر؛ شهر ذي القعدة. ويتميز هذا الشهر بأنه من الأشهر الحرم، وهي الأشهر التي يحرم فيها القتال، فلا يجوز أن يبدأ المسلم فيها بقتال، وإذا كان قد بدأ، فلا بد من أن يتوقف إلا دفاعا عن النفس، وهي الأشهر التي يتضاعف فيها الثواب لمن يعمل الحسنات، ويتضاعف العقاب لمن يعمل السيئات. وقد سمي بذي القعدة، لأنه كان يقعد فيه عن القتال وعن الظلم.
وتابع: "وقد وردت فيه العديد من المناسبات التي لا بد من إحيائها، ففي أول هذا الشهر ولادة السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم، والتي لقبت بالعديد من الألقاب، منها الطاهرة والتقية، ولكن لقبها الأبرز، والذي تذكر به، هو المعصومة. وجاء أن الإمام الرضا لقبها به، وقد كان لها مكانتها العلمية، فكانت مقصدا لطالبي العلم. وورد أنها كانت تجيب على الأسئلة والاستفسارات خلال غياب أبيها الإمام الكاظم، وقد توفيت وهي في الطريق إلى زيارة أخيها الإمام الرضا في خراسان، ودفنت حيث هي في قم المقدسة. وفي الحادي عشر من هذا الشهر، كانت ولادة الإمام الرضا. وفي التاسع والعشرين منه، ذكرت وفاة الإمام محمد بن علي الجواد.
واضاف فضل الله: "فلنغتنم هذا الشهر، ليكون شهر سلام وأمان وعبادة وتزود من معين هؤلاء الأطهار الأصفياء، لنأخذ من طهارتهم ومن صفائهم صفاء، ومن مسؤوليتهم مسؤولية، وبذلك نكون أقدر على مواجهة التحديات".
"والبداية من لبنان، الذي كان في نهاية الأسبوع الفائت على موعد مع جولة جديدة من الأحداث الدامية التي دارت رحاها في الجبل، وذكرت اللبنانيين بشيء من الأيام السوداء التي عاشوها خلال الحرب الأليمة. وقد تركت هذه الأحداث تداعياتها داخل مجلس الوزراء، وعلى الساحة السياسية العامة، وهزت الاستقرار الداخلي على أبواب هذا الصيف، وزادت من قلق اللبنانيين وخوفهم على واقعهم ومستقبلهم، في ظل الأزمات الخانقة التي لا تزال تلاحقهم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والصحي والبيئي".
واردف: "لقد كشفت هذه الأحداث مدى هشاشة الواقع الداخلي، ومدى التوتر الذي يحكم علاقة الجهات السياسية بعضها بالبعض الآخر، والتي يفترض أنها تدير البلد، وعليها يقع عبء إخراجه من كل الأزمات التي يعانيها، بين من يخاف من الإقصاء وكيد الآخرين له، ومن يشعر بالغبن، وبأن هناك انتقاصا من حقوقه، وأنه لم يأخذ ما يستحق".
ورأى "إن المشاكل التي تحدث بين القوى السياسية والهواجس المتبادلة، لا بد من أن تعالج داخل المؤسسات، لا أن تنزل إلى الشارع الذي هو أحوج ما يكون إلى الهدوء وإلى تعزيز علاقته ببعضه البعض، وأن يعمل على معالجة أسباب المشكلة لا أعراضها، بدلا من أن تنتهي إلى تسويات آنية سرعان ما تعود إلى الاشتعال ما دامت أسبابها لا تزال موجودة. وهذا لا يعني عدم تحمل المسؤولية عن النتائج، بل لا بد من أن تأخذ العدالة مجراها في ملاحقة المتسببين بما حصل من دون أي تمييز".
وتابع: "إن من المحزن أن يحصل كل ما حصل من قوى سياسية معنية بإدارة شؤون هذا البلد، في الوقت الذي نسمع التقارير الدولية التي تتحدث عن تراجع التصنيف الائتماني أو ما تحدثت به بعثة صندوق النقد الدولي عن أن البلد يحتاج إلى القيام بعملية تعديل مالي وإصلاحات هيكلية كبيرة، أو في ظل تهديدات العدو المستمرة للبنان والمنطقة، وفي عدوانه المتكرر، ومن داخل لبنان، على سوريا، كما في الغارات الأخيرة التي سقط فيها عدد من المدنيين، وفي تدريباته ومناوراته المتواصلة التي تحاكي عدوانا على لبنان، وفي المواقف الأخيرة لرئيس وزراء العدو الذي قال: "إسرائيل دولة صغيرة الحجم. لذلك يتعين توسعة أرضنا عند الحاجة"، إضافة إلى التطورات الناجمة عن الحصار الأميركي الظالم على إيران وسوريا والسعي المستمر لإثارة الفتن في المنطقة.
وختم فضل الله: "إن هذه الأطماع وهذه التهديدات تبعث على القلق الشديد، ونحن نريد لها أن تدفعنا في لبنان للتفرغ لتحصين هذا البلد، وهذا لا يتم إلا بتعزيز وحدته، حتى لا نكون مطمعا للعدو الذي يتحفز لاستغلال أي ثغرة داخلية للعبث بوطننا وإضعاف قوته وتحقيق أهدافه في النيل من ثرواته النفطية وأرضه، وهو ما يظهر في محاولاته فرض شروطه، وخصوصا إبعاد الأمم المتحدة عن أداء دور أساسي في رعاية المفاوضات وإصراره على ترسيم عدواني للحدود يستجيب لأطماعه التي لا حدود لها".
الشيخ الخطيب: الاستقرار الداخلي خط احمر وعلى اللبنانيين الاتعاظ مما جرى في الجبل
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة في مسجد لبايا - البقاع الغربي، حذر فيها من "الفتن المتنقلة والاضطرابات وحملات التهويل والتضليل وبث الاشاعات التي ينسجها اعداء لبنان والامة العربية والاسلامية لادخال بلادنا في دائرة الفوضى بغية اخضاع شعوبنا لما يسمى صفقة العصر التي تهدف بالدرجة الاولى الى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس التوطين كأمر واقع".
وقال: "من هنا نرى ان الضغوطات والاملاءات التي تفرضها الادارة الاميركية وحلفاؤها على شعوبنا في ظل استمرار العقوبات الجائرة على الجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا وقوى المقاومة تندرج في اطار الحرب الاستعمارية الجديدة بشقيها الصلبة والناعمة، ما يستدعي ان نتحلى بالصبر والحكمة والوعي التمسك بمقومات القوة التي نمتلكها، وفي طليعتها الوحدة والمقاومة وعدم التفريط بالحقوق التي كانت ولا تزال عنوانا لقضايانا المصيرية. ونحن نؤكد ان فلسطين ارض عربية اسلامية ومسيحية وعاصمتها القدس واللاجئين الفلسطينيين ضيوف عند اهلهم واخوانهم ولا حل للقضية الفلسطينية الا بعودة اللاجئين الى ديارهم في دولة فلسطينية موحدة عاصمتها القدس، ونعتبر ان السبيل الوحيد لاستعادة فلسطين وانقاذ مقدساتها يحتم الالتزام بالنضال والمقاومة والصمود، فطريق فلسطين عبدته دماء الشهداء وتضحيات المقاومين ولا بد من المضي في هذا الطريق لتحصيل الحقوق، وقد قال الامام علي بن ابي طالب: ما ضاع حق وراءه مطالب".
وحيا الخطيب "الشعب الفلسطيني المضحي والصامد بوجه الاحتلال وغطرسته"، منوها بالموقف الفلسطيني "الموحد والرافض لصفقة القرن"، وقال: "نحن اذ نطالب الاخوة الفلسطينيين بتعزيز تضامنهم من خلال المصالحة الشاملة بين قوى وفصائل المقاومة بما يحصن وحدة الصف الفلسطيني ويخدم القضية الفلسطينية التي نعتبرها قضية الامة الاولى التي تستدعي ان تتجند لنصرتها الشعوب العربية والاسلامية المطالبة بالضغط والتحرك الجاد لقطع كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني".
واكد "ان العقوبات الاميركية الجائرة على الجمهورية الاسلامية الايرانية محكومة بالفشل، وهي لن تثني ايران عن المضي في دعمها للمقاومة ونصرتها للشعب الفلسطيني، فهذه الدولة المباركة التي جعلت من نصرة الحق وحفظ الاسلام والانتصار للمستضعفين شعارا لمسيرتها المقاومة للاستعمار لن تخضع مهما بلغت الصعوبات، وستنتصر على قوى الشر والظلم بعون الله تعالى وحكمة وشجاعة قيادتها ومجاهديها ووعي وصبر شعبها".
ودعا اللبنانيين الى "ان يتحلوا بالوعي والاتعاظ مما جرى في الجبل من حوادث مؤلمة كادت ان تشعل فتنة، لولا تداعي الحكماء والعقلاء لوأدها في مهدها"، وقال: "نحن اذ نستنكر كل اقتتال داخلي بين اللبنانيين فاننا نؤكد ان الاستقرار الداخلي خط احمر لا نسمح لاحد بتجاوزه، فكل مناطق لبنان هي وطن وملاذ كل اللبنانيين الذين نعتبرهم اهلنا واخوتنا وما يصيبهم يصيبنا، ولا نقبل بتعريضهم للاذى ولا نقبل ان يهتز الاستقرار في اي منطقة من لبنان، ولا سيما اننا نملك من المشاكل والازمات ما يعجز اي شعب عن تحمله".
وطالب الخطيب "الحكومة اللبنانية بالتضامن الداخلي وحل كل المشاكل على طاولة مجلس الوزراء وعدم السماح باستخدام الشارع لايصال رسائل سياسية، فالجميع مستهدفون من العدوين الصهيوني والتكفيري، ولا بد من تشكيل شبكة امان وطنية تحمي الاستقرار الامني وتوفر الامن الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي لكل اللبنانيين الخائفين على مستقبل ابنائهم وتدهور اوضاعهم الاقتصادية والمعيشية جراء استمرار الفساد والصفقات والتعيينات التي نخشى ان تتم بالتراضي على حساب النزاهة والشفافية والكفاءة، وندعو المجلس النيابي الى اقرار الموازنة المنصفة التي تراعي اوضاع المواطنين الاقتصادية فلا تحملهم المزيد من الضرائب والرسوم".
الشيخ ياسين: يجب اعتماد خطاب سياسي نهضوي جامع ينقذ البلد
رأى رئيس "لقاء علماء صور ومنطقتها" الشيخ علي ياسين العاملي في تصريح "ان المشروع الصهيو - اميركي يعيد خلط الاوراق في المنطقة، فبعد فشله في سوريا، رفع وتيرة التصعيد ضد الجمهورية الاسلامية في ايران عبر اعتراضه سفينة شحن مدنية ايرانية في المياه الدولية".
اضاف :" اننا نرى ترابطا بين اثارة القلاقل الامنية في لبنان مع توتير الاجواء في المنطقة كما جرى بالامس في مضيق جبل طارق".
ودعا "السياسيين في لبنان لاعتماد خطاب سياسي نهضوي جامع ينقذ البلد ويحصنه امام ما يحاك في المنطقة من مؤامرات"، مستنكرا "الخطابات الطائفية المناطقية الضيقة لبعض السياسيين"، ومؤكدا "ان لبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه بكل المناطق والطوائف، وان لا منطقة ممنوعة على احد من اللبنانيين".
الشيخ حمود: لا يحق للوزير باسيل ولا لأي كان ان يفتح ملفات الحرب اللبنانية
اعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في خطبة الجمعة، ان "البعض يزوّر تاريخ الحرب اللبنانية ونحن احياء وتقلب الحقائق، والبعض يسمي الاحتلال وجودا، وآخر يسمي من نصبّه الاحتلال رئيسا، وقد يصل الامر بالبعض الى ان يتهموا المقاومة بالإرهاب"، مشيرا الى ان "لا يحق للوزير جبران باسيل، ولا لأي كان، ان يفتح ملفات الحرب اللبنانية وخاصة الملفات التي تم طيها دون الاتفاق عليها بحجة انه يخاطب جمهوره بما يشده اليه وانه سيصبح اقوى وافعل في الساحة اللبنانية، وان اصبح قويا بجمهوره سيعطي ذلك لحلفائه ثم للوطن". مشددا على "ان هذه طريق محفوفة بالمخاطر ومزروعة بالألغام، لا ندري الى اين تصل بنا، وعلى هذا فانه برأينا ليس خطأ بسيطا ان نتحدث عن الدفاع عن "الشرعية" وفق المفردات التي كانت سائدة في الحرب اللبنانية، خاصة بعد الاجتياح الاسرائيلي الذي افرز معادلات استفاد منها وكرّسها وتلاعب بها وفق ما خطط وتآمر، بل اننا نؤكد ان الاسرائيلي فضلا عن الاميركي وغيره كان موجودا في كافة مراحل الحرب اللبنانية على اختلاف في الدرجات، وكل هذا يحتاج الى اعادة دراسة وتنقيح وما اظن ان لبنان مهيأ لمثل هذا على الاطلاق."
وختم بالتأكيد ان "في ازمة (قبر شمون) هنالك عدة اطراف مسؤولون عما حصل وليس جهة واحدة، ونتمنى على الجميع ان يعترف بأخطائه لنضع الوطن على سكة المستقبل الواعد.