وكالة أنباء الحوزة - في معرض تبيينه لأهمّيّة المكانة التاريخيّة والعقائديّة لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، تزامنًا مع قرب حلول ذكرى ميلاده الميمون (13 رجب 1447 الموافق لـ 3 يناير 2026)، أشار حجّة الإسلام والمسلمين حسن آقاخرّميآراني إلى أنّ موسوعة «الغدير» الضخمة للعلّامة الأمينيّ تمثّل إرثًا علميًّا خالدًا جرى تدوينه بهدف الدفاع عن مظلوميّة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والبرهنة على خلافته بلا فصل، مبيّنًا أنّ النقطة الجوهريّة في هذا الأثر تكمن في استقاء كافّة مصادره ومراجعه المعتمدة من أمّهات كتب علماء أهل السنّة.
وسلّط أستاذ الحوزة العلميّة الضوء على الأبعاد الاستثنائيّة للجهود البحثيّة التي بذلها العلّامة الأمينيّ، مشيرًا إلى أنّه كان يكرّس ما يقارب 17 ساعةً يوميًّا للبحث والمطالعة من أجل إنجاز هذا العمل الضخم؛ حيث عكف على قراءة نحو 10 آلاف مجلّدٍ قراءةً كاملةً، فيما نافت مراجعاته المتكرّرة على 100 ألف مجلّدٍ. وأشار فضيلته إلى الأثر البالغ لهذا الكتاب، مؤكّدًا ما نُقل عن اهتداء عددٍ كبيرٍ من أبناء أهل السنّة في لبنان واعتناقهم مذهب التشيّع الحقّ، وذلك عقب انتشار مجلّدٍ واحدٍ فقط من هذه الموسوعة، نتيجة تأثّرهم بمحتواها المستند إلى الدليل والبرهان.
وتطرّق حجّة الإسلام والمسلمين خُرَّميآرانيّ إلى هيكليّة موسوعة «الغدير» وحجمها، مبيّنًا أنّ هذا الكتاب في مخطّطه الأصليّ يتألّف من 20 مجلّدًا، نُشر 11 مجلّدًا منها حتّى الآن، فيما لم تُطبع بعد 9 مجلّداتٍ أخرى. وذكر أنّ العلّامة الأمينيّ كان يؤكّد أنّ المباحث الجوهريّة والأساسيّة قد أُدرجت في تلك المجلّدات التسعة، وأنّ المجلّدات الإحدى عشرة المنشورة تُعدّ بمثابة مقدّمةٍ لتلك القضايا العميقة، وكان يعتقد أنّ نشر هذه الموسوعة كاملةً سيحدث أثرًا بالغًا في العالم الإسلاميّ.
وشدّد فضيلته على الرصانة العلميّة التي يتمتّع بها كتاب «الغدير»، مبيّنًا أنّ محتوى هذا الأثر - وإن لم يرق لبعض التيّارات- ظلّ عصيًّا على النقد أو الردّ العلميّ طيلة ستّة عقودٍ من انتشاره؛ إذ لم يستطع أيّ شخصٍ أو جماعةٍ تفنيد صفحةٍ واحدةٍ منه نظرًا لاستناده الوثيق إلى مصادر متواترةٍ ومعتبرةٍ. وأوضح أنّ هذا الكتاب لم يقتصر صداه على علماء الشيعة فحسب، بل حظي بحفاوةٍ بالغةٍ وإشادةٍ من كبار الفقهاء والمحدّثين، بل وحتّى الشخصيّات السياسيّة من أهل السنّة، الذين سطّروا تقاريظ عديدةً في مدحه والثناء عليه.
وصرّح أستاذ الحوزة العلميّة بأنّ العلّامة الأمينيّ قد أوصد بكتابه «الغدير» كافّة أبواب الإنكار أو التأويل أمام حديث الغدير وولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، متمًّا بذلك الحجّة على الجميع؛ حيث استقصى في هذا الكتاب رواية الغدير عن 110 من صحابة النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)، و84 من التابعين، و360 راويًا، من كتب أهل السنّة، ضمن حقبةٍ زمنيّةٍ بدأت من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر الهجريّ، مبيّنًا أنّ هذا الحجم الهائل من الأسانيد يبرهن بجلاءٍ على تواتر حديث الغدير برهنةً لا تقبل الشكّ.
وأضاف حجّة الإسلام والمسلمين خُرَّميآرانيّ بأنّ العلّامة الأمينيّ كان يؤكّد أنّه سيحاجّ أعداء أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم القيامة، لأنّهم استنزفوا وقته وعمره في إثبات الإمامة، ولولا ذلك لكرّس جلّ جهوده في بسط المعارف العلويّة النقيّة ونشرها. ووصف فضيلته العلّامة الأمينيّ بأنّه الشخصيّة التي وقفت بمفردها في مواجهة محرّفي التاريخ، حيث استطاع بمداده السيّال ومنطقه الرصين وقلمه الثائر، هتك الأستار عن الحقائق المغيّبة في غياهب التاريخ المظلمة، مبرهنًا للعالم أجمع على حقّانيّة الخلافة المباشرة للإمام عليّ (عليه السلام).
واختتم فضيلتُه بالإشارة إلى حديث الغدير «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ»، مؤكّدًا على الدور المحوريّ لهذه الواقعة في تبيين مسألة خلافة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).
لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك