وكالة أنباء الحوزة - في اللحظات التي ينقطع فيها الرجاء، تلوذ القلوب النقيّة بالحرم المطهّر، فذلك الذي يدخل باكيًا ومتوسّلًا، لا يخرج إلّا مكرّمًا مشمولًا بالعناية الإلهيّة. وفي هذا السياق ينقل العالم المتقيّ الحاج الميرزا محمّد صدر البوشهريّ قصّةً عجيبةً حدثت معه في طفولته، وفيما يلي تفاصيلها:
«حينما سافر والدي الحاج الشيخ محمّد علي من النجف إلى الهند، كنتُ في سنّ السابعة وأخي الشيخ أحمد في السادسة من العمر، واتّفق أن طال سفر والدي بحيث نفد المبلغ الذي تركه لدى والدتنا للمصاريف، فأصبحنا في حالةٍ من العجز والضياع.
وفي مساء يومٍ من الأيام، كنّا نبكي من الجوع ونتشبّث بوالدتنا، فأمرتنا أن نتوضّأ وطهّرت ثيابنا، ثمّ خرجت بنا إلى مقام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقالت: أنا أجلس في الإيوان، وادخلا أنتما إلى مضجع أمير المؤمنين (عليه السلام) وقولا له إنّ والدنا غائبٌ ونحن جياعٌ هذه الليلة، واطلبا منه مصروفكما وأتيا به إليّ حتّى أعدّ لكم العشاء.
فدخلنا الحرم، ووضعنا رؤوسنا على الضريح، وقلنا: والدنا غائبٌ، ونحن جياعٌ. ثمّ أدخلنا أيدينا داخل الضريح وقلنا: أعطنا مصروفنا لتعدّ والدتنا عشاءنا. مضى وقتٌ قصيرٌ ورُفع أذان المغرب وسمعتُ صوت (قد قامت الصلاة)، فقلت لأخي: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) يريد أن يصلّي (وكان هذا تخيّلًا طفوليًّا منّي بأنّ الإمام يصلّي جماعةً). فجلسنا في زاويةٍ من الحرم ننتظر فراغه من الصلاة.
ولم تمضِ ساعةٌ حتّى وقف شخصٌ أمامنا وأعطاني كيسًا من المال وقال: أعطِ هذا لوالدتك وأخبرها بأن تأتي إلى المحل الفلانيّ عند الحاجة إلى المال طوال غياب الوالد. وبالجملة، لقد طال سفر والدي أشهرًا، وخلال تلك المدّة عشنا في أفضل حالٍ، كما يعيش أبناء الأعيان والأشراف في النجف، حتّى عاد والدي من سفره».
المأخذ: كتاب «القصص العجيبة» للشهيد آية اللّه السيّد عبد الحسين دستغيب.
لمراجعة القصة باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك