السبت 8 نوفمبر 2025 - 21:09
شفاء امرأةٍ على شفير الموت ببركة تينةٍ أكلها زوجها

وكالة الحوزة - تُروى عن العارف الإلهيّ الكبير آية اللّه الشيخ حسنعلي الأصفهانيّ، كرامةٌ عجيبةٌ تتحدّث عن شفاء امرأةٍ كانت على شفير الموت، بتينةٍ أكلها زوجها! وهي روايةٌ تجسّد القدرة الخارقة لأولياء اللّه، كما وردت في كتاب «نشان از بي‌نشان‌ها».

وكالة أنباء الحوزة - ورد في سيرة العارف الإلهيّ المرحوم آية اللّه الشيخ حسنعلي الأصفهانيّ (*) أنّ أحد الأشخاص روى قائلًا:

«سافرتُ أيّامًا عديدةً حتى وصلت إلى بلدة «نخودك»، حيث كان الشيخ يقيم، فدخلتُ عليه وعرضتُ عليه أمري قائلًا: سيّدي، إنّ زوجتي في سكرات الموت، أرجو منك دعاءً أو عملًا يُنقذها، افعل شيئًا سيّدي، أرجوك.

فقال لي الشيخ: في جيبك هذا حبّة تين، أعْطِني إيّاها. فقلتُ له متعجّبًا: أين لي بالتّين يا سيّدي؟! فأعاد قوله: أنا أقول لك إنّها في جيبك هذا. قلتُ في نفسي: هذا جيبي، فكيف علم الشيخ بما فيه؟! فأدخلتُ يدي في جيبي، فإذا بتينةٍ صغيرةٍ كنتُ قد نسيتُها منذ أشهرٍ، حين أهداني أحد أصدقائي حفنةً من التين، فأكلتُها كلّها إلّا واحدةً بقيَتْ في جيبي.

وقدّمتُ التينة إلى الشيخ، فأخذها وقرأ عليها سورة الحمد، ونفث فيها، ثمّ قال: أعْطِها لزوجتك، فإنّها ستُشفى بإذن اللّه. فقلتُ له: يا سيّدي، الطريق طويلٌ، ولن أصل إلى زوجتي قبل أن تفارق الحياة. فقال الشيخ: إذن، كلْها أنت. فقلتُ متعجّبًا: يا سيّدي، زوجتي هي المريضة! لكنّه قال: كلْها أنت، وستُشفى هي. فأكلتُ التينة وانصرفتُ، وكنتُ أبكي في طريقي قائلًا في نفسي: الشيخ لم يستطع أن يفعل شيئًا لي، وخجل أن يقول لي إنّ زوجتك ستموت.

وعندما وصلتُ إلى قريتي، وفتحتُ باب المنزل، رأيتُ زوجتي تجلس بجوار حوض الماء وتغسل الثياب. فقلتُ لها باندهاشٍ: ما الذي حدث؟ كيف انقلبت الأمور؟ فأجابتني زوجتي: كنتُ على وشك الرحيل، ولكنّني لا أدري ما الذي حدث قبل يومين، فقد منحني اللّه حياةً ثانيةً. فسألتها: متى بالتحديد؟ قولي لي الساعة بالضبط. فقالت: عندما صارت الساعة كذا وكذا. فوجدتُ أنّها نفس اللحظة التي أكلتُ فيها تلك التينة! التينة أكلتُها أنا، وشُفي بها شخصٌ آخر...

المأخذ: كتاب «نشان از بي‌نشان‌ها» (يعني حرفيًّا: أثرٌ من الذين لا أثر لهم)، سيرة المرحوم الشيخ حسنعلي الأصفهانيّ.


(*) آية اللّه حسنعلي المقداديّ الأصفهانيّ (1279-1361 هـ.ق)، المعروف بـ «النخودكيّ»، هو فقيهٌ وفيلسوفٌ وعارفٌ شيعيٌّ بارزٌ من القرن الرابع عشر الهجريّ. وُلد في أصفهان ودرس الفقه والأصول والفلسفة والعرفان على يد كبار العلماء في أصفهان والنجف الأشرف، منهم آخوند الكاشي وجهانغير خان القشقائيّ. عُرف بزهده وتقواه، وسلوكه العرفانيّ الذي كان يؤكّد على السير في طريق الشريعة والعمل بأحكام الدين وخدمة الناس وتلبية حوائجهم باعتبارهما من أسمى أشكال العبادة. اشتُهر بكراماته واستجابة دعائه، ودُفن بوصيّةٍ منه في الصحن العتيق بالحرم الرضويّ المطهر في مديتة مشهد المقدّسة.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha