وكالة أنباء الحوزة - في رحاب التاريخ الإسلامي، يقف العلماء كمنارات هدى، يحملون رسالة النبوّة الخالدة. ومن بين هذه الصور المشرقة، تبرز شخصية الشيخ المفيد الفذّة، الذي حوّل المجالس العلمية إلى محاضن فكرية، والمناظرات إلى دروسٍ تتناقلها الأجيال.
محطّة مصيرية
درس الشيخ المفيد في مطلع شبابه عند أبي ياسر الذي عجز عن البحث معه، فأشار إليه بالمضي إلى علي بن عيسى الرمَّاني أعظم علماء الكلام، فذهب إلى مجلسه فاتفق أن رجلاً من أهل البصرة دخل وسأل الرماني: ما تقول في حديث الغدير وقصة الغار؟ فقال الرماني: خبر الغار دراية وخبر الغدير رواية، والرواية لا تعارض الدراية، فإذا بالشيخ المفيد ينتفض قائلاً للرماني: ما تقول فيمن خرج على الإمام العادل فحاربه؟ فقال كافر ثم استدرك فقال: فاسق، فسأله الشيخ مرة أخرى: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقال الرماني: إمام، فسأله المفيد: ما تقول في حرب طلحة والزبير في حرب الجمل؟ فقال: إنهما تابا، فقال له المفيد: خبر الحرب دراية والتوبة رواية، فتعجب الرماني من ذكائه ولقبه "بالمفيد".
شهادات خالدة
أثنى عليه علماء الشيعة والسنة فقال عنه العلامة الحلي"قدس سره": "من أجلّ مشايخ الشيعة، ورئيسهم وأستاذهم، وكل من تأخر عنه استفاد منه، أوثق أهل زمانه وأعلمهم". وقال عنه علماء العامة: "هو شيخ مشايخ الإمامية، رئيس الكلام والفقه والجدل، وكان يناظر أهل كل عقيدة".
تعليقك