۱ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۱ شوال ۱۴۴۵ | Apr 20, 2024
الحوار الثقافي بين إيران والدول العربية

وكالة الحوزة_ بالتحاور نستطيع أن نعرّف بعضنا البعض على ما لا ينفعنا من الثقافات ومن المسائل التي للأسف الشديد علقنا فيها منذ سنين طويلة هي ممارسات جوفاء لو نظرنا إليها نظرة جديدة لربما استطعنا أن نجني منها عطاءها و ثمارها.

وكالة أنباء الحوزة_ استضافت إيران قبل أيام مؤتمر الحوار الثقافي بين إيران والدول العربية بمشاركة ضيوف من مختلف الدول العربية. وفي هامش هذا المؤتمر عقدت ندوة علمية بحضور النخب الثقافية والفكريه من إيران والدول العربية في مركز المصطفى للدراسات (التابع لجامعة المصطفی (ص) العالمية) في مدينة قم المقدسة أدارها الدکتور محمدعلي‌ میرزائي وقد ناقش المشاركون في هذه الندوة السبل والحلول العملية لتنشيط العلاقات بين إيران والدول العربية. وتعمد وكالة أنباء الحوزة إلى نشر المداخلات والمناقشات المطروحة في هذه الندوة في حلقات.

الأزمة التي يعاني منها المسلمون هي أزمة المعرفة

قال الدکتور خميس العدوي المحقق و الأستاذ الجامعي و رئيس منتدي الكتاب من سلطنة عمان خلال مداخلته في هذه الندوة: في الحقيقة هذا الموضوع المطروح هو شغل شاغل للإنسان عموما وليس فقط للمتخصصين وللنخب كما يقال، لأن الموضوع في الحقيقة مطروح على الواقع والواقع متفجر بكل معاني الكلمة سواء بتشتت الأوطان أو الصراعات العسكرية أو في الحركة المستديمة للإرهاب الذي أصبح يغزو البيوت و ليس المؤسسات فقط ولذلك أصبحت الدراسة المعمقة في هذا الموضوع شغلا شاغلا للعقلاء ومن جهة أخرى نرى كثيرا من الدراسات أو الخطابات تتعرض لعوارض المشكلة ولا تتعرض لجذورها. أما أنا في هذه العجالة يمكن أن أذكر نقطتين ولكن أتكلم عن نقطة واحدة و أرجأ الأخرى حتى يكون لها نصيب أكبر في اللقاءات الآتية إن شاء الله.

وتابع العدوي في بيان النقطة الأولى قائلا: في الحقيقة الأزمة التي يعاني منها المسلمون هي أزمة المعرفة التي لا نستطيع أن نقول هي ابنة اليوم، بل إنها ابنة 1400 سنة منذ ابتداء الصراع بين المسلمين عموما و هذا جعلنا نغرق في نقاش بعضنا البعض ومن ضمن ذلك علم الكلام و نظريات علم الكلام بحيث كل طائفة تردّ على الطائفة الأخرى وهكذا حتى نسينا أنّ هناك معرفة تتحرك باستمرار وتُقدم نظرياتها باستمرار وأقصد بها النظرية الغربية؛ فحتى الآن قلّما نجد دراسات علمية وأكاديمية متخصصة لنقد النظرية الغربية.

وأكد رئيس منتدى الكتاب في سلطنة عمان قائلا: الذي يحصل فيما بيننا أننا نقرأ وندرس المناهج الغربية ثم نستورد هذه المناهج لتطبيقها على معارفنا وابتدأنا في نقد الروايات المرفوعة إلى النبي ثم وصل ذلك إلى نقد القرآن ونظريات الأنسنة وغير ذلك. طبعا أنا لست ضد دراسة ناقدة لأي شيء ولكن عندما نستورد هذه النظريات فقط من الغرب الذي ينوي السيطرة على وجود الإنسان، أعتقد أنّا سنكون ظالمين لأنفسنا إذا اعتمدنا فقط على هذه النظريات الغربية، فلذلك نحن نحتاج إلى نقد هذه النظريات الغربية بكل معانيها المتجلية في الليبرالية والديمقراطية والفلسفية وغير ذلك وهذا يستتبع أن توجد أقسام ودراسات وحتى مؤتمرات لدراسة هذه النظريات.

وأشار العدوي في نهاية مداخلته إلى الشق الثاني من كلمته حيث قال: الشق الثاني في هذا الموضوع أن نبني نظريتنا المعرفية أولا ثم من حقنا أن نصدّرها للآخرين كما هم يصدرون إلينا معارفهم و مناهجهم. إلى حد الآن نحن ندور في أنفسنا لنناقش نظرياتنا الفقهية والكلامية والمعرفية بحيث نناقشها دون المناهج الغربية وعلى سبيل الصراع في بيت واحد.

بالتحاور نستطيع أن نعرّف بعضنا البعض على ما لا ينفعنا

محمد اللواتي من سلطنة عمان المحقق في الفقه والمذاهب الإسلامية كان من المشاركين في هذه الندوة حيث قال في كلمته: إن المعرفة في تصوري أساس كل حركة، كما روي عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام: أنك تحتاج لكل خطوة إلى فكرة. في الواقع أنا قبل فترة حضرت في دورة في تركيا في مبدأ "كايزن" للتطوير الإداري. "كايزن" في الوقع مبدأ التنقية والتصفية للتخلص من كل ما لا يوصل ولا يؤدّي إلى الهدف ولا يوصل إلى شيء. وهذا في الواقع مبدأ إسلامي لكن اليابانيين صاغوه بشكل مدروس وعملوا عليه.

وتابع اللواتي قائلا أعتقد أننا نحتاج إلى المعرفة لأنه ما لم نتعرف على الأمور التي لا تنفعنا، عندئذ نبقى نحوم ونطوف حول أنفسنا وندور في حلقة مفرغة. والطريق الموصل إلى هذه المعرفة في تصوري هو الحوار لأن بالتحاور نستطيع أن نعرّف بعضنا البعض على ما لا ينفعنا من الثقافات ومن المسائل التي للأسف الشديد علقنا فيها منذ سنين طويلة هي ممارسات جوفاء لو نظرنا إليها نظرة جديدة لربما استطعنا أن نجني منها عطاءها وثمارها وهذا يعني أننا نستطيع أن نتقارب ونتواصل ونحتك ببعضنا البعض وهذا الأسلوب ينفعنا للتقارب بين إيران والعرب وأيضا للتقارب والتواصل مع البشر كلهم كما يقول القرآن الكريم "لتعارفوا" فهي تخص الجميع ولكن كما قلنا نستطيع أن نسلط الضوء على ما يخصنا نحن كعرب وإيرانيين وبالتالي من خلال المعرفة يمكننا أن نصل إلى التقارب المأمول.

ارسال التعليق

You are replying to: .