وكالة أنباء الحوزة - نقلا عن مرآة البحرين؛ قال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد صنقور، في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز أمس 7 يونيو/حزيران 2024: "إنّ السفر للسياحة وإنْ كان مباحاً في نفسه إلّا أنَّه لا ينبغي أن يكون على حساب السياحة الدينية المندوب إليها شرعاً"، مضيفاً أنّه "ينبغي لمَن اختار السياحة للترويح عن النفس الرعاية للآداب الدينيَّة في لباسه وبرامجه ونشاطاته ومواضع ارتياده، والمحاذرة من الاختلاط بين النساء والرجال في المطاعم والطلعات وطبيعة المواضع التي يختارونها".
ودعا رواد الحملات ومكاتب السياحة إلى "الحرص على عدم الترويج للمواضع المنافية للآداب الإسلامية والمنافية لما يليق بالمؤمنين وعدم وضع برامج لا تراعى فيها الضوابط الشرعية والأعراف الاجتماعية والآداب الدينيَّة".
وعبّر عن "تطلُّع أقارب السجناء وقطاعٍ واسع وعريض من المواطنين في أنْ يتمَّ استكمال الخطوة المقدَّرة التي وقعت في أيام عيد الفطر المبارك والتي كان لها صدىً إيجابي مفعم بالتفاؤل"، موضحاً أنّ "المنتظَر هو أنْ يتمَّ الإفراج عن بقية السجناء أيّام عيد الأضحى المبارك وإغلاق هذا الملفِّ الإنساني، لتسود بذلك أجواء يستحقُّها الوطن ويستريح من ملفٍ مؤرِّقٍ وثقيل".
وتطرق الشيخ صنقور إلى ذكرى النكسة وحرب الأيام الستة التي "تمخَّضت عن احتلال الكيان الصهيوني لما تبقَّى من أرض فلسطين، القدسِ الشرقيَّة وقطاع غزة والضفة الغربية، وتمخضت عن احتلال أراضٍ عربيَّة هي سيناءُ والجولان، وتمَّ فيها التهجيرُ القسريُّ لما يقرب من 300 فلسطينيّ من الضفة وقطاع غزة"، فقال الشيخ صنقور: "كانت نكسة بكلّ المقاييس امتلأت عندها جوانح العدوّ الصهيوني بمشاعر النشوة والزهو والخيلاء فتوهَّم أنّه القوَّة التي لا تُغلَب، والجيش الذي لا يُقهر فأغراه ذلك بالتمادي في بغيه وعدوانه، فكان يبطش بوحشية متناهية بمَن تحت يده وكان يبطش بمَن هم حوله لا يرعى في ذلك حدوداً ولا عهوداً".
وتابع قوله: "كانت نكسة في العقل العربي وفي الضمير العربي وفي السلوك العربي استمرأ بها الهوانَ وتملَّكه اليأسُ والإحباط، فصار يستجدي السلام ويدفع في قباله الأرض والمقدَّرات والكرامةَ والقيم، ورغم ذلك لا يحظى بقبولٍ مطلق أو عهدٍ مأمون". وأضاف أنّ "ذلك امتدَّ عقوداً مظلمة إلى أنْ انبرى رجال من أبناء هذه الأمَّة آمنوا بأنّ المقاومة هي طريق الخلاص من آثار النكسة، فأحدثوا زلزالاً في العقل والضمير والسلوك تمخَّضَ عنه إرغامُ العدو على الانسحاب المذلِّ من الجنوب وقطاع غزَّة"، فـ "جاءت حرب تمُّوز المظفرة لتُبدِّدَ اسطورة الجيشِ الذي لا يُقهَر وتنعشَ الأمل، وتشدَّ على عزائم الرجال، فمِن طريقها جاء طوفان الأقصى ولن يهدأ قَبْل أنْ يُغرق العدو الغاصب وأطماعه ويجرف به حيث مزابل التاريخ، فهو الموضع الذي يستحقُّه وإليه مآلُه".