۷ مهر ۱۴۰۳ |۲۴ ربیع‌الاول ۱۴۴۶ | Sep 28, 2024
راشد

وكالة الحوزة - قال الناشط السياسي البحريني الدكتور راشد الراشد: استمرار الأزمة السياسية العالقة منذ أكثر من 13 عاما في البحرين يُوصل النظام إلى قناعة بأنه من دون الجمهورية الإسلامية في إيران لا يمكن تجاوز هذه الأزمة التي أوصلت الأوضاع إلى مأزق سياسي واقتصادي واجتماعي.

وكالة أنباء الحوزة - تردّدت في الأيام الأخيرة أنباء عن تصريحات ملك البحرين في اللقاء مع رئيس روسيا ورئيس جمهورية الصين الشعبية بشأن تطبيع العلاقات بين هذا النظام و الجمهورية الإسلامية في إيران؛ وذلك على الرغم من أن شعب البحرين لم يحصل على حقوق المواطنة خلال 13 عاماً من ثورته الشعبية ويريد الديمقراطية والعدالة.

وفي هذا الصدد، أجرت المراسلة الدولية لوكالة أنباء الحوزة حوارا مع الناشط السياسي البحريني الدكتور راشد الراشد.

إليكم ما جاء في الحوار:

وكالة الحوزة: ما هو رأيكم في اللقاءات الأخيرة لملك البحرين مع رئيس روسيا ورئيس جمهورية الصين الشعبية بشأن إصلاح العلاقات السياسية مع إيران؟

تصريحات (ملك) البحرين في لقائه مع الرئيس الروسي بوتين وكذلك مع رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية لإصلاح العلاقات الدبلوماسية بين نظامه وجمهورية إيران الإسلامية؛ هذا التكرار يدل دلالة قاطعة على حجم الضغط أو المأزق السياسي الذي يعيشه نظام حكم آل خليفة في البحرين خاصة وإذا عرفنا بأن نظام البحريني هو الذي قام بقطع العلاقات الدبلوماسية والتي لم يكتف بقطعها ولكنه قاد حملة موتورة ضد الجمهورية وأعطى الضوء الأخضر لوسائل الإعلام ونخبه الإعلامية بتوجيه الاتهامات في كل ما يحصل في البحرين متجاوزا حدود اللباقة في العلاقات الدبلوماسية بين الدول، وقام بالتطاول على كل نظام الجمهورية الإسلامية برموزه وقياداته، وتحميلها مسؤولية فشله وإخفاقاته في الساحة المحلية، وليعطي لنفسه مبررا لقمع الحراك الشعبي المطلبي في البحرين بكل شراسة ووحشية

نحن نعلم جميعاً الظروف والحيثيات التي قام النظام البحريني بموجبها بقطع العلاقات الدبلوماسية وتوتير الأجواء ضد الجمهورية الإسلامية، ومنها ليس فشله في التعايش مع شعب البحرين الأصيل وإنما في فشل كافة المشاريع التي قام بها نظام حكم آل خليفة في المرحلة السابقة، وتكشف عن حاجته الملحة للخروج من المأزق السياسي والاستراتيجي الذي تورط فيه من خلال تهدئة الأوضاع والتنفيس عن الإحتقان السياسي الداخلي والضغط السياسي الكبير الناتج عن إخفاقات مشاريع الغربيين في المنطقة خلال العقدين المنصرمين.

لماذا يسعى نظام آل خليفة إلى تطبيع العلاقات مع إيران؟

وكالة الحوزة: لماذا لم يتوسّل نظام آل خليفة إلى الدول العربية وجيرانه بدلا من الصين وروسيا؟

إن الأسباب الحقيقية للتوسل لإصلاح العلاقات من خلال روسيا والصين يجعلنا نتساءل لماذا لم يلجأ نظام آل خليفة إلى منظمة مجلس التعاون الخليجي أو لماذا لم يلجأ إلى عمان أو إلى دولة الكويت أو إلى قطر لإعادة تطبيع العلاقات مع إيران، وهذه نقطة بحد ذاتها جديرة بالتأمل وتثير تساؤلات كثيرة حول المأزق الذي وصل إليه نظام الحكم في البحرين في علاقاته الإقليمية وفي ما يرتبط بالعلاقات مع الجمهورية الإسلامية.

إن استمرار الأزمة السياسية العالقة منذ اكثر من 13 عاما في البحرين يُوصل النظام إلى قناعة بأنه من دون الجمهورية الإسلامية في إيران لا يمكن تجاوز هذه الأزمة التي أوصلت الأوضاع إلى منطقة أقل ما يقال فيها بأنها مأزق سياسي واقتصادي واجتماعي.

وكالة الحوزة: في رأيك، كيف يمكن لنظام آل خليفة أن يعوّض عن الاتهامات والأخطاء التي ارتكبها ضد إيران؟

عندما قام نظام الحكم في البحرين بمهاجمة إيران سياسياً واتهامها واصطفافه ضد الجمهورية في كل المواجهات والأزمات الإقليمية التي حدثت خلال العقود الماضية فإنه لم يكن أحسن التقدير في الآثار والنتائج ربما لثقته المفرطة بإدعاءات من ورطوه وفشله في تقدير التداعيات التي يمكن أن تحدث في حال فشل كل من المغامرات والمقامرات السابقة والأكبر من حجمه وقدراته وإمكاناته، وبالتالي وجد اليوم أنه لا خلاص ولا فكاك من تخفيف أو الحد دفع فواتير كل المغامرات السابقة اليوم.

إن هناك معوقات أساسية استراتيجية تقف بوجه نظام الحكم في البحرين لتطبيع علاقاته مع الجمهورية الإسلامية، ومن أهمها بأن النظام يعيش أزمة شعبيه وأزمة شرعية وأزمة مطالب شعبية واسعة وأن الجمهورية الإسلامية تحترم حركة المطالب الشعبية العادلة والمشروعة في البحرين، والإمتحان الحقيقي في ترميم هذه العلاقة تكمن بالإضافة الى مجموعة العوامل الموضوعية الآخرى في ماذا يمكن أن يقدم نظام الحكم في البحرين من أجل إصلاح العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، حيث تعتبر الجمهورية الإسلامية أن جزء من الأزمة التي ترتبط بردة فعل النظام هو المطالب الشعبية الواسعة وتنتظر إيران من النظام اتخاذ خطوات جدية في إصلاح هذا الخلل لكي لا تتأزم العلاقات مجددا وهو المعوق الثاني الاستراتيجي في اتجاه النظام لترميم العلاقة مع الجمهورية الإسلامية.

لماذا يسعى نظام آل خليفة إلى تطبيع العلاقات مع إيران؟

وكالة الحوزة: من خيانات نظام آل خليفة للأمة الإسلامية -وليس فقط إيران والبحرين- هو إقامة التطبيع مع النظام الصهيوني؛ فكيف يمكن لنظام آل خليفة أن يطبّع علاقاته مع إيران في نفس الوقت الذي يقيم فيه علاقات مع إسرائيل؟

العامل الأكثرة خطورة هو قضية ذهاب النظام البحريني إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني وقيامه بتجنيس بعض الصهاينة في البحرين والذي يعتبر ناحية إستراتيجية بمثابة تقديم تسهيلات الحركة والتنقل للعصابات الصهيونية في المنطقة وما يشكله من خطر مباشر على الأمن القومي في إيران؛ وهذا لا يمكن تغافله في حال من الأحوال بالنسبة للجمهورية الإسلامية.

تبقى الإشارة إلى أن نظام الحكم في البحرين تصرف تصرفات أكبر بكثير من قدراته وامكانياته الفنية والاستراتيجية تجاه إيران.

ربما من المفيد الإشارة هنا إلى أن تكرار محاولة (ملك) البحرين هي نتيجة طبيعية لوضع صعب لا يحسد عليه نظامه الضعيف، وما هو مهم هو أن يعرف كل طرفٍ حجمه ومقداره في هذه المعادلات وان يتصرف ويقدر الأمور وفق حساباتها الدقيقة.

وكالة الحوزة: بشكل عام، هل أنت -كناشط سياسي بحريني- متفائل بتصريحات ملك البحرين بشأن تطبيع العلاقات مع إيران؟

لست متفائلا بهذه التصريحات وكل ما ننتظره هو أن يقوم نظام حكم آل خليفة باتخاذ خطوات إجرائية وعملية في اصلاح أوضاعه السياسية داخليا والمبادرة بعد ذلك إلى اصلاح علاقاته مع دول الإقليم والجوار خاصة مع الجمهورية الاسلامية في إيران.

مجرية الحوار: وجيهة سادات حسيني

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .