وكالة أنباء الحوزة_ قمعت القوات الخليفية المتظاهرين الذين توافدوا زحفا نحو ميدان الشهداء اليوم الجمعة، ١٧ فبراير، استجابة لدعوات أطلقتها القوى الثورية في البحرين تحت شعار “على الوعد” إحياء لذكرى ثورة ١٤ فبراير.
وقد تقاطر المواطنون في المناطق والبلدات المحيطة بالميدان، وتظاهروا انطلاقا من بلدات الديه، جدحفص والسنابس (مثلث الصمود) متجهين نحو الميدان الذي شهدت الشوارع المؤدية إليه انتشارا عسكريا واسعا، إلا أن المتظاهرين انطلقوا نحو الميدان من عدة محاور رافعين شعارات الوفاء للشهداء وهتافات إسقاط النظام الخليفي، ومن الشعارات التي رفعها الزاحفون: “ارحل يا حمد.. أيامك عدد”.
وأطلقت القوات الغازات السامة وسلاح الشوزن لإعاقة تقدّم المتظاهرين نحو الميدان، واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والقوات التي عمدت إلى استعمال المدرعات لملاحقة المحتجين ومحاولة دهسهم. وقام المحتجون بغلق الشارع العام الواصل بالميدان بالإطارات المشتعلة والحواجز لصدّ المدرعات الخليفية، فيما رُصد اعتقال عدد من المواطنين في بلدة السنابس.
وشوهدت مختلف فئات المجتمع وشرائحه وهم يشاركون في تظاهرات الزحف، في حين تقدم الصفوف عوائل الشهداء ونشطاء حقوقيون، كما رصدت الكاميرات مشاركة مواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة والمقعدين. وسجلت المرأة البحرانية حضورها المتميز في التظاهرات، ولاسيما أمهات الشهداء اللواتي رفعن رايات النصر وارتدين أعلام القوى الثورية.
واحتضنت مناطق البلاد اليوم الجمعة تظاهرات متواصلة، ومنها تظاهرة في بلدة الدراز المحاصرة، حيث خرج المواطنون من محيط جامع الإمام الصادق بعد منع إقامة صلاة الجمعة للأسبوع الحادي والثلاثين على التوالي. كما خرجت تظاهرة في بلدة نويدرات تحت شعار “حرية أو شهادة” بادرت القوات الخليفية إلى قمعها بالغازات السامة، وأغلق محتجون في بلدة سند الشارع الرئيسى بالحواجز والإطارات المشتعلة.
وقد شهدت مناطق البلاد خلال الأيام الماضية تظاهرات حاشدة بهذه المناسبة، كما اشتعلت الشوارع والميادين بالمواطنين الذين أبّنوا شهداء “المقاومة الحسينية” الثلاثة الذين قُتلوا قبل نحو أسبوع، وهي التظاهرات التي تقاطعت مع فعاليات العصيان المدني وتظاهرات الاحتفال بمرور ست أعوام على انطلاق الثورة، والتي شكلت “ملحمة صمود جديدة” بحسب ما عبّرت القوى الثورية في رسالة التحية التي وجّهتها إلى البحرانيين، وأكدت فيها “النجاح الكبير” في إحياء الذكرى ما أثبت “للعالم أجمع أن الطاغية حمد لا يمتلك أي شرعية، وأن هذا الكيان الخليفي المجرم لا يمكنه عبر الوحشية والقمع إنهاء ثورة الشعب وتطلعاته”، حيث استعملت القوات الخليفية أسلحة القمع المختلفة وبكثافة، بما فيها الرصاص الإنشطاري، وسُجّلت العديد من الإصابات في صفوف المتظاهرين.
أشاد السيد نصر الله، بصمود البحرانيين واستمرارهم في الثورة رغم القمع والقتل الخليفي
وقد أشاد أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، بصمود البحرانيين واستمرارهم في الثورة رغم القمع والقتل الخليفي المدعوم من نظام آل سعود. وأوضح السيد نصر الله في خطاب أمس الخميس، بأن إقدام الحاكم الخليفي حمد عيسى على تنفيذ جريمة الإعدام وقتل الشبان وسط البحر؛ جاء بأمر من النظام السعودي، وقال إن ذلك يعبّر عن غطرسة حمد وارتهانه لآل سعود، ودعاه إلى الإمعان في مواقف عوائل الشهداء، وخاصة الأمهات، اللواتي اقتيدن بالسيدة زينب (ع) بعد مذبحة كربلاء ورددن عبارتها الشهيرة: “ما رأيتُ إلا جميلا”.
وقال السيد نصر الله بأن مشهد الدفاع الشعبي عن آية الله الشيخ عيسى قاسم “ليس له مثيل”، مع مرور أكثر من ٦ أشهر على حصار بلدة الدراز، واستمرار الاعتصام حول منزل الشيخ قاسم، منددا بالصمت الدولي عما يجرى في البحرين من انتهاكات واسعة.
وقد أنهى المعتصمون اليوم الثاني والأربعين بعد المئتين من الاعتصام، واحتشدوا مساء أمس على الرغم من سوء الأحوال الجوية، رافعين صور الشيخ قاسم وصور الشهداء، وهتفوا باسم الثورة والتمسك بها، ودعوا إلى إسقاط النظام الخليفي، كما أكدوا على القصاص من قتلة الشهداء موجهين الاتهام إلى شخص حمد عيسى الذي جددوا الهتاف بإسقاطه.
وكانت البلاد شهدت هطول أمطار غزيرة على مدى اليومين الماضيين، إلا أن المواطنين لم ينقطعوا عن التظاهرات التي عمت كل البلدات والمدن، وبينها العاصمة المنامة، وفاءا للشهداء وتمسكا بالثورة وبأهدافها الأصيلة، كما أقيمت مجالس التأبين لذكرى شهداء الخميس الدامي الذي وقع في ١٧ فبراير ٢٠١١م بعد هجوم القوات الخليفية الغادر على المعتصمين في الدوار فجرا.
واستمر الحراك الميداني في أكثر من محور، ونفذ المحتجون عمليات ثورية ضد القوات الخليفية التي تستهدف المتظاهرين وتتربص بهم بالغازات السامة ورصاص الشوزن ومحاولة الدهس بالمركبات. وأغلق المحتجون الشوارع بالإطارات المشتعلة، كما اشتبك المتظاهرون مع القوات أثناء قمعها للتظاهرات واندلعت مواجهات وُصفت بالشديدة.