وكالة أنباء الحوزة - التقى آية اللّه محسن فقيهيّ، عضو جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة بقم، بمجموعةٍ من المديرين والطالبات في الحوزات النسائيّة بمحافظة جيلان الإيرانيّة، بمناسبة ذكرى مولد السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، حيث أعرب في مستهل هذا اللقاء عن شكره وتقديره لجهود الأساتذة والسيّدات الحاضرات.
وأشار سماحته إلى الآية الكريمة ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾، موضحًا أنّ اللّه تعالى جعل العلم مبدأ جميع الخيرات والبركات، وأنّ الإنسان ما لم يميّز بين الخير والشرّ لا يمكنه اختيار الطريق الصحيح ولا القيام بالعمل الصالح، ومن ثمّ فإنّ أوّل واجبٍ على كلّ طالب علمٍ هو زيادة الوعي والمعرفة.
وأكّد أستاذ الحوزة العلميّة في قم أهمّيّة العلم في العصر الراهن، مُضيفًا أنّ عالم اليوم بما فيه من اضطرابٍ واتّساعٍ لفضاءات التواصل الإفتراضيّ، قد اختلط فيه الحقّ بالباطل، فإذا لم يتمتّع الطلّاب بالكفاية العلميّة فلن يتمكّنوا من تمييز الحقّ عن الباطل، لافتًا إلى أنّ انحراف كثيرٍ من الشباب نابعٌ من هذا الجهل والانخداع بالمظاهر.
وتابع آية الله فقيهيّ حديثه، مُشيرًا إلى أهمّيّة الأركان الثلاثة لسعادة الإنسان، وهي: العلم، وتهذيب النفس، والبصيرة السياسيّة. ووضّح سماحته أنّ العلم الحوزويّ لا يؤتي ثماره من دون تهذيب النفس؛ فإنّ الجهد العلميّ ينبغي أن يقترن بالتهذيب الأخلاقيّ وبتحصيل البصيرة السياسيّة ليبلغ الإنسان المراتب العالية. وأوضح سماحته أنّ الظروف الراهنة المليئة بالأحداث تستدعي من الطالب الحوزويّ أن يكون يقظًا كي لا يقع فريسة الخداع، مبيّنًا أنّ البصيرة تعني معرفة العمل المطلوب في الوقت والظرف المناسبَين، وهو ما شدّد قائد الثورة الإسلاميّة مرارًا على ضرورة التحلّي بها.
وفي جزءٍ آخر من حديثه، أشاد عضو جماعة المدرّسين بقدرات النّساء العلميّة ومواهبهنّ، مصرّحًا بأنّ النتائج العلميّة في البلاد تظهر تفوّق النساء في العديد من التّخصّصات العلميّة. وأوضح سماحته أنّ المرأة في ظلّ النظام الإسلاميّ المقدّس قادرةٌ على بلوغ المراتب العلميّة العليا بل ومرتبة الاجتهاد، مؤكّدًا أنّ الحضارة الإسلاميّة تريد للمرأة الخير والكمال والسعادة، لا أن تكون أداةً للانحراف كما هو الحال في النموذج الغربيّ.
واعتبر آية اللّه فقيهيّ، هداية المجتمع هي الرّسالة الاجتماعيّة للطالبات الحوزويّات، مبيّنًا أنّ دراستهنّ ليست لمجرّد النموّ الفرديّ، بل ليكنّ قدوةً في الأسرة والمنطقة والمجتمع، وليدعون النساء إلى الخير والصلاح بلغةٍ يسودها الودّ والرأفة والعطف.
وأشار آية اللّه فقيهيّ إلى مسألة العفّة والحجاب، مبيّنًا أنّ التفريط فيهما لا يحمل عواقب حميدةً للمجتمع، وأنّ هذا السلوك لا يُعدّ معصيةً فرديّةً فحسب، بل يدخل في نطاق حقّ الناس، لما يسبّبه من انحرافٍ للشباب وإضرارٍ بالأُسر. وأوضح سماحته أنّ التجارب أثبتت أنّ الانفلات في هذا المجال في المجتمعات الغربيّة قد أدّى إلى تفشّي اضطراباتٍ اجتماعيّةٍ وسلب الهدوء والاستقرار من الحياة الأسريّة.
وشدّد عضو جماعة المدرّسين على تأثير حضور النساء المتديّنات في إصلاح المجتمع، مبيّنًا أنّ وجود المرأة المؤمنة الملتزمة بالحجاب يضفي على محيطها روح الصلاح والعفّة، معربًا عن توقّعه من الطالبات أن يسهمن، بلغة النصح والمحبّة، في إصلاح المجتمع وتحسين وضع العفّة والحجاب.
وفي مستهلّ هذا اللقاء، قدّم حجّة الإسلام والمسلمين حبيبيّ، رئيس مركز إدارة الحوزات العلميّة النسائيّة في محافظة جيلان، تقريرًا عن الأنشطة والبرامج الخاصّة بالحوزات النّسائيّة في هذه المحافظة.





لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك