وكالة أنباء الحوزة - التقى حجة الإسلام والمسلمين حبيب الله غفوري، ممثل الولي الفقيه الإمام الخامنئي في محافظة كرمانشاه الإيرانية (الواقعة في غربي البلاد)، ومَنوتشِهر حبيبيّ محافظ كرمانشاه، بآية الله السيد هاشم الحسيني البوشهري في مكتب جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم، وقد رافقهما في هذه الزيارة جمعٌ من مسؤولي المحافظة، حيث تبادلوا معه الحديث.
وأشار آية اللّه الحسينيّ البوشهريّ إلى أهمّيّة التضامن والتعاضد بين مسؤولي المحافظة وسائر مناطق البلاد في معالجة المشكلات، مبيّنًا أنّ التعاون الحقيقيّ بين مسؤولي محافظةٍ ما يرفع المشكلات في المنطقة تدريجيًّا، ويؤدّي إلى مواكبة الناس ورؤيتهم الإيجابيّة تجاه المسؤولين، وإلى مزيدٍ من الفعّاليّة في المجتمع.
وفي إشارةٍ إلى زيارته لمحافظة كرمانشاه، ذكر سماحته أنّ الحضور الجماهيريّ الواسع لأهالي هذه المحافظة في المراسم والمسيرات يدلّ على روحهم الثوريّة ودعمهم لهذا النظام والثورة، مؤكّدًا ضرورة تقدير هذا الشعب الشريف وبذل المزيد من الجهود لخدمتهم وتوفير الراحة والطمأنينة لهم.
وتابع نائب رئيس مجلس خبراء القيادة حديثه بالإشارة إلى إدارة البلاد خلال أيّام الحرب المفروضة [الإسرائيلية الإيرانية] التي استمرّت اثني عشر يومًا، موضحًا أنّ أحد المظاهر الملحوظة في هذه الأيّام كان إدارة قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئيّ، وقد تجلّى بوضوحٍ الدور الحاسم للوليّ الفقيه في إدارة الأزمات الأخيرة.
قائد الثورة الإسلاميّة؛ رجل الميادين الصعبة والمنعطفات المصيرية
وأضاف آية اللّه الحسينيّ البوشهريّ أنّ الشعب الإيرانيّ شهد في فترة الدفاع المقدّس [حرب نظام صدام على إيران للفترة 1980-1988] عظمة الإمام الخمينيّ (رضوان اللّه عليه) في قيادة حرب السنوات الثمانيّة، وفي هذه الحرب الأخيرة أيضًا، برز الدور الفريد لولاية الفقيه وتدابير قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئيّ في إدارة شؤون البلاد. وأكّد أنّ الأداء الحكيم والحاسم لسماحة القائد الأعلى، إبّان هجمات العدوّ الصهيونيّ، أثبت مكانته ليس فقط للشعب الإيرانيّ، بل للعالم أجمع، مضيفًا أنّه إذا كنّا نتحدّث اليوم عن ولاية الفقيه، فيجب أن نعلم أنّ قائد الثورة الإسلاميّة هو رجل الميادين الصعبة والمنعطفات المصيرية، وأنّ القرارات الكبيرة والصعبة في مثل هذه الظروف تُتّخذ بهدايته.
دعم الدولة؛ عامل استقرار البلاد
وأوضح إمام جمعة قم أنّ قائد الثورة الإسلامية قد دعم الحكومات الإيرانية المتعاقبة في جميع الفترات، ولاسيما في الظروف الراهنة، حيث يدافع عن الحكومة الحالية ويساندها؛ لأنّ الأعداء يسعون إلى زعزعة الاستقرار وإثارة التوتر لإضعاف إيران. وصرّح بأنّ أيّ نقص يمكن إصلاحه، ولا ينبغي إضعاف الهياكل الأساسية لها، معتبرّا هذا المبدأ أمرّا محوريّا واستراتيجيّا.
وشدّد على ضرورة الاهتمام بالتصريحات الدقيقة والحكيمة لسماحة القائد الأعلى، خاصّةً في الظروف الحسّاسة، مُبيّنًا أنّ نهج سماحته قائمٌ على العقلانيّة، وبُعد النظر، والمصلحة، والحرص على الشعب.
وفي جانبٍ آخر من حديثه، أشار أستاذ الحوزة العلميّة في قم إلى التاريخ العلميّ والثقافيّ لمحافظة كرمانشاه، مبيّنًا أنّها لطالما كانت موطنًا للعلماء الكبار، ومركزًا علميًّا وثقافيًّا مهمًّا في تاريخ الفقاهة.
محافظة كرمانشاه؛ المضيف الدائم لزوّار العتبات العاليات
وأشار رئيس جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة بقم إلى المكانة الخاصّة لمحافظة كرمانشاه في طريق الزيارات، موضحًا أنّ كرمانشاه كانت منذ القدم مركزًا مهمًّا لاستقبال الزائرين المتوجّهين إلى العتبات أو العائدين منها.
وفي مستهلّ هذا اللقاء، قدّم ممثّل الإمام الخامنئي في محافظة كرمانشاه، وإمام جمعة مركزها مدينة كرمانشاه، حجّة الإسلام والمسلمين حبيب الله غفوري، تقريرًا عن سير البرامج وتقدّم المشاريع العمرانيّة والثقافيّة في المحافظة، إضافةً إلى مستوى التضامن والتلاحم بين المسؤولين، وكذلك التخطيطات المنجزة للتواصل المنتظم مع الطلّاب والفضلاء والأساتذة من أبناء كرمانشاه المقيمين في مدينة قم المقدّسة.
وفي السياق نفسه، أشار منوتشهر حبيبيّ، محافظ كرمانشاه، إلى الإجراءات المتّخذة في محافظة كرمانشاه، مضيفًا أنّ هذه المحافظة تعرّضت، خلال أيّام الحرب ذات الاثني عشر يومًا، لـ110 غاراتٍ، وقدّمت 66 شهيدًا وتكبّدت خسائر واسعةً، غير أنّ الشعب ظلّ ثابتًا كما في فترة الدفاع المقدّس، مؤكّدًا أنّ حضور ممثّل الوليّ الفقيه وإمام جمعة كرمانشاه والمسؤولين بين الناس كان له دورٌ بارزٌ في بثّ الطمأنينة خلال تلك الأيّام.
وأفاد محافظ كرمانشاه أيضًا بنجاح إقامة مراسم الأربعين الحسيني، موضحًا أنّ حركة العبور شهدت هذا العام زيادةً بنسبة 13%، حيث سُجّل أكثر من 1,100,000 عبورٍ عبر منفذ خسرويّ الحدوديّ [المعروف باسم منذرية على الجانب العراقي]، مشيرًا إلى أنّ البنى التحتيّة الحدوديّة قيد الاستكمال والإعداد لاستقبال قوافل العتبات على مدار العام.
كما شدّد على الظروف الخاصّة للبلاد والمحافظة، مُبيّنًا أنّ كرمانشاه تتمتّع بتنوّعٍ قوميٍّ ومذهبيٍّ، وموقعٍ حدوديٍّ وحسّاسيّاتٍ متعدّدةٍ، مما تتطلّب إدارة هذه الظروف نقطة اتّكاءٍ راسخةٍ، وقد كان لحضور إمام جمعة كرمانشاه كمرساة للهدوء دورٌ حيويٌّ في استقرار هذه المحافظة.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك