وكالة أنباء الحوزة - صرّح حجة الإسلام والمسلمين حبيب الله فرحزاد في محفل معرفي أُقيمَ في الحرم المطهر للسيدة الكريمة فاطمة المعصومة (عليها السلام) قائلًا: يقول الإمام الجواد (عليه السلام): «ثَلاثُ يَبْلُغَنَّ بِالْعَبْدِ رِضْوَانَ الله كَثْرَةُ الاسْتِغْفَارِ وَخَفْضُ الْجَانِبِ وَكَثْرَةُ الصَّدَقَةِ».
وأضاف فضيلته: نحن لا نؤمن حقاً بأنّنا سنُفارق هذه الدنيا يوماً ما، رغم أنّنا رأينا القبور مرارًا، وشاهدنا دفن الآخرين، إلّا أنّنا لم نصل بعدُ إلى مرتبة اليقين.
وبيّن سماحة حجة الإسلام والمسلمين فرحزاد أنّ من يبلغ مرتبة اليقين والرضا، يصبح كالسيدة زينب (سلام الله عليها)، راضياً بقضاء الله، ولا يرى في الأحداث إلّا الجمال.
وأشار خطيب الحرم المطهر للسيدة الكريمة إلى أنّ مقام الرضوان مقام رفيع وعظيم للغاية، و يتمنّى كل إنسان مؤمن أن يبلغه.
وبيّن سماحته أنّ الاستغفار لا يكفي أن يكون باللسان فقط، بل لا بدّ أن يصاحبه العمل، مؤكّدًا: إنّ علم الإنسان المؤمن يتجلّى في عمله، بينما تقتصر حياة المنافقين كلّها على اللسان ولا تتجاوزه، في حين أنّ استغفار المؤمن يكون عملياً، والاستغفار العملي هو الذي يبلغ الإنسان إلى رضوان الله تعالى.
وأشار الخبير الديني في الحرم المطهر للسيدة الكريمة إلى قول النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً، وَمِنْ كُلِّ هَمَّ فَرَجاً، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» موضحًا أَنَّ الرزق لا يقتصر على المال فحسب، بل يشمل الصحة، والأمان، والنوم الهانئ والطمأنينة، والسعادة، والعلم، والمعرفة، وغيرها من النعم.
وبيّن سماحة حجة الإسلام والمسلمين فرحزاد أنّ الإمام الجواد (عليه السلام) يقول في جواب أحد أصحابه الذي قد لزمه دَين فادِح: «أكثِر من الاستغفار، و رطّب لسانك بقراءة إِنَّا أَنْزَلْناهُ»، مضيفاً: أنّ الاستغفار العملي يعني الندم على الذنب وتعويض الأضرار التي ألحقها الإنسان بالآخرين، وهذا الاستغفار هو الذي يسمو بالإنسان إلى مقام الرضوان.
وتابع خطيب الحرم المطهر للسيدة الكريمة (سلام الله عليها) قائلًا : إنّ لين الجانب أيضاً يرفع الإنسان إلى مقام رضوان الله، وصرّح: إنّ كثيراً من النزاعات والفظاظة في التعامل تنبَع من الجهل، وقد ورد عن الإمام الجواد (عليه السلام) أنّه قال: « لَوْ سَكَتَ الْجَاهِلُ مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ». كما جاء في الروايات: «حتى لو كان الحق معك، فاسكت كي تنتهي الخصومة والنزاع».
واختتم سماحته حديثه بالقول: إنّ ثالث الأمور التي ترفَع الإنسان إلى مقام الرضوان الإلهي هو الإكثار من الصدقة، حيث ينبغي للإنسان أن يُسدي الخير للآخرين بماله ونفسه، وجاهه، وكل ما يستطيع، فكل عمل خير في حق الآخرين يُعدّ صدقة في ميزان الله تعالى.
المحرّر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك