الأربعاء 4 يونيو 2025 - 20:15
آية الله العظمى جوادي الآملي: يجب تعزيز الروابط الأسرية بعقد جلسات أسبوعية لتعميق معارف أهل البيت (ع)

وكالة الحوزة - أكد آية الله جوادي الآملي على ضرورة تعزيز الروابط بين الأولاد ووالديهم، مشددًا على أهمية عقد جلسات أسبوعية لتعميق معارف المجتمع بعلوم أهل البيت (عليهم السلام).

وكالة أنباء الحوزة - في جلسة درس خارج الفقه، قدم المرجع الديني آية الله عبد الله جوادي الآملي تعازيه بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الباقر (عليه السلام)، مؤكدًا على ضرورة تقوية صلة العلماء بالناس، واستمرارية عقد الجلسات المعرفية، وشرح المعارف السامية لأهل البيت (عليهم السلام).

وأشار سماحته إلى الظروف الثقافية والاجتماعية الراهنة، قائلًا: «كثير من الشباب يتوجهون إلى عتبات أهل البيت (عليهم السلام) من مختلف المناطق، ويُظهرون محبتهم بتقبيل جدران العتبات، [ومع أنه ينبع من مفاهيم روحية سامية]، إلا أن هذه المحبة وحدها لا تكفي، بل يجب الحفاظ على الروابط الأسرية وتعزيز العلاقة بين الأولاد ووالديهم.»

وأضاف: «لا ينبغي الاكتفاء بالخطب في المساجد أو الحضور في المناسبات الموسمية مثل ما ينعقد في أشهر رمضان والمحرم وصفر، بل من الضروري عقد جلسات أسبوعية، حتى لو كانت في مجالس صغيرة تضم شخصين أو ثلاثة، في البيوت والأحياء، لتعميق معارف المجتمع بعلوم أهل البيت (عليهم السلام).»

وتابع آية الله جوادي الآملي: «اليوم أكثر من أي وقت مضى، يحتاج المجتمع إلى أن تضيء كلمات أهل البيت (عليهم السلام) طريقه، لتصبح منهجًا حاكمًا.»

واستشهد بقول الإمام الباقر (عليه السلام): «لا معرفة كمعرفتك بنفسك» (1)، مؤكدًا على أهمية معرفة الذات في طريق الهداية، وقال: «إذا عرف الإنسان نفسه، فلن يضل؛ نحن كائنات خالدة، لا نزول، بل ننتقل إلى مصير أسمى. الموت ليس نهاية، بل هو رحيل.»

وأضاف: «المعاد هو الرجوع إلى الأصل، ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾. هذه الحقيقة يجب أن تحتل مكانة بارزة في الخطاب العام وفي مجالسنا، ليعرف الناس أنفسهم ولا يلهثوا وراء الباطل.» مردفًا أن «تقبيل جدران عتبات أهل البيت (عليهم السلام) ينبع من هذه المفاهيم التي لا توجد في مكان آخر.»

وفي جزء آخر من كلمته، استذكر آية الله جوادي الآملي الرواية المشهورة عن تحية النبي (صلى الله عليه وآله) للإمام الباقر (عليه السلام) عبر جابر بن عبدالله الأنصاري، معتبرًا هذا الموقف نموذجًا تربويًا ودعويًا، وقال: «كان جابر لسنين يجوب شوارع المدينة مناديًا: "أدبوا أولادكم على حب علي" (2) .»

وفي الختام، دعا العلماء والوجهاء إلى تنظيم جلسات تعليمية ودعوية منتظمة لمختلف شرائح المجتمع، مؤكدًا: «عليكم بعقد جلسات أسبوعية للكبار، والشباب، والأخوات والإخوة، لتعريفهم بمعارف أهل البيت (عليهم السلام). اعلموا أن السعادة لا تتحقق إلا بمعرفة النفس، وطريقُ أهل البيت (عليهم السلام) هو الطريق الواضح والمستدام.»

يُذكر أن هذه الجلسة التي عُقدت في 12 خرداد 1404 هـ ش (الموافق 2 يونيو/ حزيران 2025 م) في المسجد الأعظم بمدينة قم، كانت آخر جلسة درس خارج الفقه للعام الدراسي الحالي لآية الله جوادي الآملي.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسية اضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة


(1) ميزان الحكمة، ج 3، ص 1876

(2) بحار الأنوار، ج 29، ص 300

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha