الأربعاء 14 مايو 2025 - 17:03
آية الله العظمى جوادي الآملي: "العلم والعقل والتهذيب" ثلاثية النجاة للحوزات العلمية والجامعات الإسلامية

وكالة الحوزة - أوضح سماحة آية الله جوادي الآملي أن الثلاثية المنجية «العلم، العقل، والتهذيب» هي الطريق الأمثل لازدهار الفرد والمجتمع في الحوزات العلمية والجامعات الإسلامية.

وكالة أنباء الحوزة - في كلمة ألقاها مساء الثلاثاء الموافق 13 مايو 2025، بحضور جمع غفير من الأساتذة وطلبة الحوزة العلمية في دار العلم للإمام الخوئي بمدينة النجف الأشرف، تطرق سماحة آية الله الشيخ عبدالله جوادي الآملي، المرجع الشيعي البارز، إلى الدور المحوري الذي تضطلع به الحوزات العلمية والجامعات في بناء المجتمع الإسلامي ونهضته الحضارية.

وافتتح سماحتُه كلمتَه بتكريم مكانة الحوزة العلمية العريقة في النجف الأشرف، قائلاً: «إن هذه الحوزة تُعد نموذجاً حياً لقوله تعالى: ﴿أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى﴾، فقد تربى فيها رجال عظام من أمثال الشيخ الطوسي وآية الله الخوئي، الذين تجسّد فيهم قوله تعالى: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا﴾، وكل هذه البركات هي من بركات ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.»

وقسّم سماحتُه محاضرتَه إلى محورين رئيسيين: «الواجبات الإيجابية» و«الواجبات السلبية» للطلبة والعلماء.

المحور الأول: طلب العلم فريضة واجبة على الجميع

وأشار سماحة آية الله جوادي الآملي إلى أن «طلب العلم فريضة»، موضحاً: «لقد سخّر الله تعالى السماوات والأرض وما فيهما لعباده، فلا عذر لأحد في التخلف عن طلب العلم. نظام الكون بمثابة مكتبة إلهية شاملة، والإنسان مكلف بالتعلم والتسخير.»

وأوجب على الحوزات العلمية أن تتمتع بفهم عميق ودقيق للقرآن الكريم وسنة أهل البيت عليهم السلام، بينما أكد على ضرورة أن تعمل الجامعات على دراسة الطبيعة والكون والأبعاد المادية للعالَم، حتى تصبح الأمة الإسلامية مستقلة عن الشرق والغرب.

المحور الثاني: التحرر من الجهل والجاهلية

وأكد سماحته أن العلم وحده لا يكفي، بل يجب على المجتمع أن يكتسب العقلانية إلى جانب المعرفة. وقال: «وظيفتنا ليست فقط القضاء على الجهل النظري والجهل العملي، بل أيضاً مواجهة الجهل الهيكلي والنظم الجاهلي. فالإمام ليس فقط معلماً للدين، بل هو مسؤول عن تطهير المجتمع من الجاهلية الحضارية.»

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، مؤكداً أن المجتمع الذي لا يعترف بالإمامة والنظام الولائي يبقى غارقاً في الجاهلية.

كما تطرق إلى أحداث معركة صفين وفتنة التحكيم، مشيراً إلى أن الإمام علي عليه السلام صرّح بعد تلك الفتن بأن المجتمع قد رجع إلى الجاهلية، ليس بسبب جهل الأفراد فقط، بل بسبب سقوطه في نظام جاهلي.

حثّ الطلبة على الاجتهاد والابتعاد عن التقليد

وفي جزء مهم من كلمته، شدد سماحته على ضرورة تخريج مجتهدين حقيقيين قادرين على استنباط الأحكام من المصادر الأصلية، قائلاً: «التقليد لا يحل مشاكل المجتمع، فمن يمتلك القدرة يجب أن يجتهد، ويردّ الفروع إلى الأصول، ويواكب متطلبات العصر.»

وفي ختام كلمته، بيّن سماحته أن ثلاثية "العلم والعقل والتهذيب" هي السبيل الأمثل لنجاة الحوزات العلمية والجامعات في العالم الإسلامي، ودعا للأمة الإسلامية بالنماء والتقدم والازدهار.

آية الله العظمى جوادي الآملي: "العلم والعقل والتهذيب" ثلاثية النجاة للحوزات العلمية والجامعات الإسلامية

لقراءة النص باللغة الفارسية في وكالة أنباء الحوزة اضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة (نقلا عن مركز الإسراء باللغة الفارسية)

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha