وكالة أنباء الحوزة - ألقى المرجع الديني سماحة آية الله عبدالله جوادي الآملي ظهر اليوم (15 مايو 2025) خطاباً رفيعاً أمام مسؤولي وخدّام العتبة العباسية في مدينة كربلاء المقدسة، حيث تحدّث عن مقام القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) ودورهم الريادي في تأیید الحق ونصرة الرسالة الإلهية.
أهل البيت (ع) هم قرآن ناطق
وافتتح سماحته كلمته بالإشارة إلى سرمدية الله تعالى، قائلاً: «إن الله سبحانه وتعالى هو الأزلي والأبدي، والقرآن الكريم هو كلام هذا الإله السرمدي، وهو مهيمن على سائر الكتب السماوية، وحاكم ورقيب عليها. وأما أهل البيت (عليهم السلام) فهم القرآن الناطق، يصدّقون الأنبياء السابقين وهم مهيمنون عليهم».
وأضاف سماحته موجّهاً خطابه إلى الحضور: «نتوقع منكم – أيها الإخوة الكرام – أن تكونوا من حاملي هذه الهيمنة العلمية، وأن تنشروا العلم الصائب والصالح من هذه العتبات المقدسة إلى العالم أجمع».
العباس (ع) رمز القوة والبصيرة في نهضة كربلاء
وتطرّق سماحته إلى مقام أبي الفضل العباس (عليه السلام)، مشبّهاً إياه باليد القوية والبصر الثاقب في مواجهة الظلم والجهل فقال: «من لا عين له لا يستطيع السير ويحتاج إلى هادٍ بصير، كما أن المقطوع اليد يحتاج إلى صاحب اليد. والقرآن الكريم قد مدح أولي الأيدي والأبصار بقوله: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ). إن صاحب اليد والبصر هو من يملك القوة والبصيرة وإرادة تحطيم الأصنام، ولذلك نخضع لمقام العباس بن علي (عليه السلام)، لأنه نافذ البصيرة وصاحب يد وبتار أصنام كجدّه إبراهيم الخليل (عليه السلام)».
وأضاف: «نحن نُظهر أسمى معاني الاحترام والتقدير لأولئك الذين وصفهم القرآن بأنهم أولوا الأيدي والأبصار، ونقبّل أعتابهم بخشوع وإجلال، وهذا هو سر ولائنا لأهل البيت (عليهم السلام)».
وفاء العباس (ع) فوق طاقة البشر
وأشار سماحته إلى موقف خالد من وفاء العباس (عليه السلام)، قائلاً: «لمّا مدّ العباس (ع) يده إلى الماء، تذكّر عطش أخيه الحسين (ع)، فصار ذكرُ ظمأ الحسين حاجزاً بينه وبين الشرب، فرمى الماء على الماء، وعاد عطشاناً من الشريعة، محققاً أسمى درجات الوفاء. إن هذا المقام أرفع من أن يدركه العقل البشري!».
دعاء الختام
واختُتمت هذه المحفلة الروحية بدعاء سماحة آية الله جوادي الآملي، وسط أجواء ملؤها الخشوع والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام)، حيث دعا الله تعالى أن يقبل أعمال خدّام العتبة العباسية، ويرفع مكانة الإسلام، ويزيل الاستكبار، ويعجل فرج مولانا صاحب العصر (عجّل الله فرجه الشريف).
المحرر: أ. د
المصدر: وكالة أنباء الحوزة (نقلا عن مركز الإسراء باللغة الفارسية)
تعليقك