الأحد 13 أبريل 2025 - 13:01
"كيف نُربي أبناء جيل التسعينات على تحمّل المسؤولية؟"

الحوزة/ الجيل المولود في عقد التسعينات الهجري، المعروف بـ"الجيل الرقمي"، يتميّز بأسلوب حياة مختلف واحتياجات مغايرة، مما يستدعي اعتماد مقاربات تربوية جديدة تتلاءم مع واقعه المتغيّر. فكيف يمكن تنشئة هذا الجيل ليكون مسؤولًا وذا أهداف واضحة؟ للإجابة عن هذا التساؤل، أجرينا حوارًا مع حجة الإسلام محمد تقيان، الخبير في شؤون الأسرة والمراهقين.

وكالة أنباء الحوزة بحسب ما أوردته فإن تربية الجيل الجديد، لا سيّما أولئك المولودين في عقد التسعينات، باتت تُعدّ من أبرز التحديات في العصر الراهن؛ فهم وُلدوا في ظل تحولات تكنولوجية وثقافية واجتماعية كبرى، واكتسبوا صفات فريدة تتطلب مقاربات تربوية حديثة.

لذا، فإن فهم خصائص هذا الجيل واحتياجاته يُعدّ خطوة ضرورية في سبيل تربية فعّالة وهادفة. وفي هذا السياق، كان لنا هذا اللقاء مع الشيخ محمد تقيان، لاستجلاء رؤاه حول هذا الموضوع الحيوي.

– بدايةً، نشكركم على إتاحة هذه الفرصة لوكالة الحوزة، ونود أن نسأل: كيف ينبغي أن تتم تربية أبناء جيل التسعينات؟ وما أبرز السمات التي تميزهم والتي يجب أخذها في الاعتبار عند تربيتهم وغرس روح المسؤولية فيهم؟ تربية أبناء جيل التسعينات تتطلب فهمًا عميقًا لطبيعتهم.

فإذا أردنا أن نؤثر فيهم تربويًا بصورة إيجابية، فعلينا أولًا أن ندرك خصائصهم واحتياجاتهم بدقة.

هؤلاء الأطفال والمراهقون نشأوا في عصر تغيّرت فيه التكنولوجيا والثقافة الاجتماعية بشكل جذري، فامتلكوا سمات فريدة تميّزهم عن غيرهم. إنهم يختلفون كثيرًا عن أقرانهم في العقود السابقة، سواء من حيث نمط الحياة، أو أدوات التواصل، أو أساليب التربية، وبالتالي فإن التعرف على هذه الفروقات يساعدنا في تصميم أساليب تربوية ملائمة لهم.

– ما أبرز السمات التي يتميّز بها أبناء جيل التسعينات؟

إلمام واسع بالتكنولوجيا: أطفال هذا الجيل على تماس مع الأجهزة الذكية والتطبيقات الرقمية منذ سن مبكرة، مما أكسبهم مهارات تقنية تفوق الأجيال السابقة. هم يعيشون في بيئة رقمية، ويتلقّون المعلومات بسهولة وسرعة عبر الإنترنت ووسائل التواصل.

وعي وقدرة تحليلية: بسبب انخراطهم اليومي في عالم التكنولوجيا، تطورت لديهم قدرات التحليل واتخاذ القرار السريع.

لديهم وصول متنوّع إلى مصادر المعرفة ويستطيعون تطوير أنفسهم في مجالات متعددة، ما يجعلهم أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر.

أسلوب تواصل مختلف: يفضلون الرسائل الفورية، المكالمات المصوّرة، والتفاعل عبر الشبكات الاجتماعية، على عكس الأجيال السابقة التي اعتمدت بشكل أساسي على اللقاءات الواقعية.

كما أنهم يمتلكون قدرات إبداعية في إنتاج المحتوى الرقمي من صور وفيديوهات. توقعات مرتفعة من الحياة: نظرًا لتعرضهم المبكر لكمّ هائل من المعلومات، فإنهم يدركون قضايا المجتمع والعالم بشكل أسرع، ولديهم تطلعات أعلى تجاه الحياة. كما أنهم يميلون إلى التساؤل والبحث عن الأسباب بدلًا من القبول الأعمى بالقواعد. تحديات تربوية خاصة:

يتأثرون بشخصيات الإنترنت ومؤثري مواقع التواصل، ما قد يُغيّر سلوكهم وأسلوب حياتهم. كما أنهم يفضلون أساليب التعليم الرقمية والتفاعلية على الطرق التقليدية. انفتاح ثقافي واسع: بفضل اطلاعهم على العالم الرقمي، أصبحوا أكثر تقبّلًا للتنوع الثقافي والاجتماعي، ويبدون اهتمامًا بالتجارب العالمية ويحبون مشاركة تجاربهم مع الآخرين

. تحديات نفسية وعاطفية: أحيانًا يعانون من ضغط المقارنات على وسائل التواصل أو التحديات العاطفية الناتجة عن بيئة الإنترنت.

وهم بحاجة إلى دعم نفسي ومشورة أكثر مما كانت تحتاجه الأجيال السابقة.

– ما الذي يميز هذا الجيل عن الأجيال التي سبقته؟

أطفال الأجيال الماضية كبروا في بيئة تعتمد على اللعب الحركي والتفاعل الواقعي، بينما أطفال جيل التسعينات يعيشون في عالم افتراضي. كما أن الأجيال السابقة كان لديها موارد تعليمية محدودة، في حين يواجه أبناء اليوم سيلًا من المعلومات في كل لحظة.

الآباء والمربّون اليوم مضطرون لمواكبة أدوات وأساليب جديدة في التربية، بينما كانت الأساليب التقليدية كافية في السابق. وبسبب خصائصهم الفريدة، فإن أبناء هذا الجيل بحاجة إلى مناهج تربوية وتعليمية مختلفة كليًا.

– مع هذه الخصائص، كيف يمكن تنمية روح المسؤولية لدى أطفال ومراهقي جيل التسعينات؟

تعليم مفهوم المسؤولية: يجب شرح مفهوم المسؤولية بلغة بسيطة، مع استخدام أمثلة قريبة من واقع الطفل، مثل ترتيب غرفته أو العناية بأغراضه. إشعار الطفل بالملكية: الطفل لا يتحمل مسؤولية شيء لا يشعر بأنه يخصه، لذا يجب إسناد مهام بسيطة إليه، مثل ترتيب مكتبه أو سقاية نبتة، وتشجيعه على الاهتمام بممتلكاته.

القدوة السلوكية: الأطفال يكتسبون السلوك من مشاهدة الكبار. حين يرون والديهم ينجزون مهامهم بجدية، يقلدونهم تلقائيًا. ويمكن الاستعانة بشخصيات محببة أو قصص مُلهِمة لتعزيز هذا السلوك.

تقسيم المهام: ينبغي أن تكون المهام واضحة وقابلة للتنفيذ، ومن الأفضل أن تُعرض في شكل قائمة جذابة تتناسب مع جدول الطفل اليومي، دون تحميله فوق طاقته. التشجيع والمكافأة.

يحتاج الأطفال إلى الحوافز، سواء مادية أو معنوية. يمكن تقديم وقت لعب إضافي، أو هدية صغيرة، أو كلمات تشجيعية مثل: "أحسنت!" أو "أنا فخور بك". تحفيزهم بالتحديات.

إدخال المهام في إطار ألعاب ومسابقات يرفع الدافعية، مثل تنظيم مسابقة لترتيب الغرفة. ومن الأفضل تنفيذ المسؤوليات ضمن فريق مع الأصدقاء أو الأسرة. شرح العواقب: يجب توضيح نتائج عدم تحمّل المسؤولية، مثل ضياع الأغراض أو تلفها، والسماح للطفل بتجربة بعض العواقب البسيطة حتى يتعلم من خلالها. الحوار والتواصل: فتح المجال أمام الأطفال للتعبير عن آرائهم ومناقشة المهام الموكلة إليهم يعزّز شعورهم بالثقة والانتماء.

تهيئة بيئة مناسبة: يجب أن يكون البيت منظّمًا ليكتسب الطفل حب النظام والمسؤولية. ويمكن استخدام أدوات مثل جداول المهام أو ملصقات تشجيعية. الاستفادة من التكنولوجيا: يمكن استخدام التطبيقات التعليمية أو أدوات تنظيم المهام الرقمية لجعل المسؤولية أكثر جاذبية. كما يمكن تكليفهم بإدارة أجهزتهم الإلكترونية أو

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha