وكالة أنباء الحوزة: وفي تصريح له نقله موقع ، قال آية الله الأعرافي: "رغم الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية لتأسيس دروس اجتهادية في علمَي الصرف والنحو، ورغم إدراج التخصصات الأدبية في المستويين الثالث والرابع ضمن شجرة التخصصات الحوزوية، إلا أننا لم نحقق بعد النتائج المرجوة.

لذا، فإننا نرحّب بإقامة دروس اجتهادية أدبية تتمحور حول تلبية حاجات الفقه والاستنباط من النصوص الدينية."

ضرورة الاجتهاد اللغوي

وأضاف سماحته: "على الحوزات العلمية أن تنخرط في إنتاج المعرفة والتنظير في المجالات الأدبية واللغوية. نحن بحاجة إلى باحثين متخصصين في هذه العلوم يثرون الحوزة بالمقالات والدراسات العلمية الرصينة. إذ تُعد العلوم الأدبية من المقدمات الأساسية للاجتهاد، ولها أثر مباشر في فهم النصوص الشرعية. ومع اختلاف الحاجة إلى كل علم من علوم اللغة

– كالصرف، والنحو، واللغة، والمعاني، والبيان، والبديع –

إلا أن الحوزة التي تضم عشرات الآلاف من الطلبة ينبغي أن تضم عددًا من النخب التي تتقن هذه العلوم على أعلى مستوى."

بين الأدب والفقه: جدلية التأثير وبيّن عضو مجلس صيانة الدستور أن الحاجة إلى الصرف والنحو واللغة في عملية الاجتهاد أمرٌ لا يختلف عليه العلماء، إلا أن هناك من يرى أن ضيق نطاق استخدام علوم المعاني والبيان والبديع يقلل من أهميتها في الاستنباط.

وأرجع هذا الرأي إلى التشابه بين نصوص المعصومين (عليهم السلام) والنصوص القانونية التي لا تُعنى غالبًا بالأساليب البلاغية.

لكنه أشار إلى وجود موارد عديدة في القرآن الكريم والروايات الشريفة تتضمّن دلالات بلاغية تؤثر على فهم الأحكام.مشددًا على ضرورة إيلاء هذه الدلالات مزيدًا من الاهتمام.

وضرب مثالًا بالآية الكريمة: "قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"، موضحًا أن تعبير "أهليكم" قد يُفهم منه شمول الحكم للابن بالتبنّي أو أبناء الزوجة. آفاق بحثية في القواعد اللغوية وأشار آية الله أعرافي إلى أن هناك قضايا اجتهادية أوسع في المجال اللغوي تحتاج إلى دراسة معمقة، مثل: دلالات الحروف والأفعال، ومسألة الاشتراك اللفظي في معاني الحروف، وهل تُستخدم على وجه الحقيقة أم المجاز؟

وقال: "الاهتمام بهذه المسائل لا يساهم فقط في الثراء العلمي للحوزة، بل له دور كبير في تنمية قدرات الطلبة والباحثين الشباب.

ختامًا: دعوة إلى تأسيس بيئة علمية بحثية وختم إمام جمعة قم حديثه بالتأكيد على أهمية إنشاء بيئة مناسبة للبحث العلمي في هذه المجالات، دعمًا لمسار الاجتهاد وتطوير أدواته في العصر الراهن.