وكالة أنباء الحوزة - في إطار الجهود الداعمة للبرامج القرآنية الهادفة، وتقديرًا للأعمال الإعلامية الراقية التي تُسهم في تعميق الارتباط بكتاب الله العزيز، تقدّم مدير الحوزات العلمية في جمهورية إيران الإسلامية آية الله عليرضا الأعرافي بخطاب إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون، معربًا فيه عن شكره وتقديره للجهود المتميزة التي بذلها فريق برنامج "محفل" القرآني.
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ (الإسراء: ٩)
فضيلة الدكتور جِبِلّي (زيد عزه)
رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون المكرم
السلام عليكم؛
مع أصدق مشاعر الاحترام، أتقدم لكم وللجهود الثورية المخلصة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، ولاسيما الفريق العامل المتميز في برنامج "محفل"، بالشكر والتقدير على إبداعكم عملاً رصينًا مؤثرًا، قدّم رؤية ذكية لتبيين نور القرآن الكريم لعامة الناس.
استطاع برنامج "محفل" أن يرسم، في زمن الحاجة الملحة إلى جهاد التبيين، صورةً مبتكرة لهذه الفريضة الإلهية على هدي القرآن الكريم، وربط ملايين القلوب المشتاقة بحبل الله المتين. لم يقتصر البرنامج على تقديم صورة جديدة للتعايش مع القرآن في المجتمع فحسب، بل صحح أيضًا، بمحتواه الأصيل وبنيته الجذابة، الفهم الشائع الخاطئ الذي يرى القرآن مجرد كتاب للأجر والثواب، وأثبت عمليًا أن القرآن هو كتاب حياة، وكتاب جهاد ضد الظلم والانحراف، ومصدر للتربية والأمل والتقدم.
وقد أظهر البرنامج فهمًا عميقًا لاحتياجات الأمة الإسلامية في هذه المرحلة الحساسة، من خلال معالجة قضايا العالم الإسلامي المعاصرة بذكاء، وشرح مدرسة المقاومة على ضوء قصص الأنبياء بعلمية ووعي، إضافة إلى المشاركة الثرية لحجة الإسلام والمسلمين الشيخ غلامرضا قاسميان والتغطية الإعلامية الدولية للبرنامج في الدول الإسلامية. كما نجح البرنامج في تقريب القلوب البعيدة عن القرآن، ودفعَ عمليًا الصورة غير الدقيقة عن تقصير الشيعة في الاهتمام بالقرآن.
إلى جانب هذا الإنجاز القيم، يجدر ذكر الحركة الوطنية "الحياة مع الآيات" (بالفارسية: زندگی با آیهها)، وهي مبادرة شعبية بدعم من مؤسسات مختلفة، خاصة الإذاعة والتلفزيون، والتي وفرت خلال شهر رمضان المبارك، باستخدام الإمكانيات الإعلامية والتقنية، فرصةً لتعميق الارتباط بالقرآن لملايين الإيرانيين. أسست هذه الحركة آلاف المجالس القرآنية، ووزعت ملايين الشهادات لحفظ وفهم آيات مختارة، وأنتجت محتويات تعليمية وإعلامية متنوعة، وابتكرت أدوات ذكية لنشر الثقافة القرآنية، فكانت خطوة مؤثرة في تعميم النهج القرآني في المجتمع، وقدمت نموذجًا جديدًا للتعاون الوطني في خدمة القرآن الكريم.
ولحسن الحظ، فإن هذه الإنجازات الراقية، كما شهد بذلك العديد من الخبراء، تُعد من أفضل البرامج القرآنية في السنوات الأخيرة، وقد نالت استحسان وتشجيع قائد الثورة الإسلامية، وجذبت جماهير كبيرة في الدول الإسلامية، وأشاعت موجةً من الارتباط بالقرآن، بل وأحيَتْ همّ حفظ القرآن الكريم في المجتمع.
وأنا واثق بأن استمرار برامج قرآنية ناجحة مثل "محفل"، وتعزيز الحركات الشعبية مثل "الحياة مع الآيات"، بدعاء أهل القرآن وبدعم القيادات الثورية في الهيئة، ستكون تمهيدًا لتحقيق الحضارة الإسلامية الجديدة على أساس معارف القرآن الكريم النورانية.
أسأل الله العلي القدير أن يمنّ عليكم وعلى زملائكم المخلصين بالمزيد من التوفيق في خدمة القرآن الكريم والإسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عليرضا الأعرافي
مدير الحوزات العلمية
يذكر أن "مَحفِل" هو برنامج لاكتشاف المواهب القرآنية، من إنتاج السيد محمد حسين الهاشمي الكلبايكاني، يُبث منذ عام 2024م (1445هـ/1402ش) خلال شهر رمضان المبارك على تلفزيون الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويُعتبر هذا البرنامج أحد أكثر البرامج القرآنية تأثيرًا بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
لقراءة النص باللغة الفارسية اضغط هنا.
المحرر: أ. د
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك