الأحد ١٦ فبراير ٢٠٢٥ - ١٢:٢٠
بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية و المسار الذي سلكناه

وكالة الحوزة/ صرّح رئيس مكتب الشؤون الاجتماعية والسياسية في الحوزات العلمية بأن بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية هو في الحقيقة ميثاق مسيرة الشعب الإيراني في الأربعين سنة الثانية من الثورة الإسلامية، حيث أضاء قائد الثورة الطريق لنا بالمصباح الذي حمله بيده.

بحسب تقرير وكالة الحوزة، أشار حجة الإسلام و المسلمين محمد استوار ميمندي، رئيس مكتب الشؤون الاجتماعية و السياسية في الحوزات العلمية، في حوار مع وكالة الحوزة، إلى الذكرى السنوية لنشر بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية، حيث أوضح أبعاد هذا البيان، و تناول دور الحوزة و الشباب في تطبيقه.

صدر بيان الخطوة الثانية للثورة في ۲۲ بهمن ۱۳۹۷هـ.ش (۱۱ فبراير ۲۰۱۹م) و أُعلن رسمياً في ۲۵ بهمن ۱۳۹۷هـ.ش (۱۴ فبراير ۲۰۱۹م).

يُعتبر بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية نقطة تحول في تاريخ الثورة الإسلامية. فقد صدر البيان في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة، في وقت كان العدو قد استخدم جميع أدوات الضغط ضد إيران. آنذاك، كان دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة، و انتهج سياسة "الضغط الأقصى"، حيث أدّت سياسات وزرائه إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية في البلاد، ما جعل الشعب يعاني من أزمات كثيرة، فيما كان الأعداء يروّجون لانهيار النظام من الداخل.

في ظل هذه الظروف، أصدر قائد الثورة الإسلامية بيان الخطوة الثانية، الذي شكّل ردًّا قوياً على الحرب النفسية التي شنها الأعداء. فقد وجّه رسالة إلى أمريكا مفادها أن الجمهورية الإسلامية لن تنهار، بل إنها تمضي قدماً نحو المرحلة الثانية من الثورة. و كان المخاطَب الرئيسي في هذا البيان هم الشباب، الذين سيحملون مسؤولية البلاد في المستقبل.

أبرز النقاط الجديدة في بيان الخطوة الثانية

لم يضف البيان مفاهيم جديدة إلى الخطاب السياسي و الاجتماعي والثقافي في البلاد فحسب، بل كان أيضًا عملاً فكريًا متكاملًا يوجّه مسيرة الثورة. و كما كان "ميثاق الروحانية" الذي أصدره الإمام الخميني في عام ۱۳۶۷هـ.ش (۱۹۸۹م) موجهاً للحوزة العلمية، فإن بيان الخطوة الثانية هو ميثاق موجّه للشباب في مسيرة الثورة الإسلامية.

إن البيان لم يكن وليد أسبوعين فقط من التأليف و المراجعة، بل هو خلاصة سبعين عامًا من المنظومة الفكرية لقائد الثورة الإسلامية، المليئة بالمعارف الدينية والتاريخية العميقة، ما يجعله وثيقة استراتيجية تستند إلى أسس قرآنية وإسلامية.

المفاهيم الفريدة في البيان

تضمّن البيان مصطلحات جديدة لم تكن متداولة من قبل، مثل مصطلح "بناء المجتمع". فقد أشار قائد الثورة إلى أن الثورة الإسلامية دخلت مرحلتها الثانية من "تهذيب الذات" و"بناء المجتمع"، مما يؤكد على الحاجة إلى تطوير الأفراد و الهياكل و المؤسسات بما يتماشى مع أهداف الثورة.

و قد أشار إلى أن بناء المجتمع يعتمد على ثلاثة محاور: الفردي، و البنيوي، و البرمجي، مما يستوجب إعادة تعريف العديد من المفاهيم، مثل الاقتصاد و نظام التعليم و السياسات الداخلية و الخارجية.

الشباب: المخاطَب الرئيسي في البيان

ركّز قائد الثورة في بيانه على الشباب، دون أن يخاطب عامة الشعب أو المسؤولين بشكل مباشر. و ذلك لأن الشباب هم الذين سيحملون راية الثورة في العقود القادمة، كما أن لديهم طاقة و حافزًا أكبر للمخاطرة و التغيير مقارنة بالكبار.

الإنجازات السبعة الكبرى للثورة الإسلامية

في الجزء الثاني من البيان، أشار قائد الثورة إلى سبعة إنجازات رئيسية للثورة، تشمل:

استقرار الأمن و الحفاظ على وحدة الأراضي الإيرانية: على مدار القرنين الماضيين، خسرت إيران أجزاءً من أراضيها في كل حرب، لكن خلال الحرب المفروضة (۱۹۸۰-۱۹۸۸)، لم يُقتطع أي جزء من أراضيها رغم الحصار و الهجمات المتواصلة.

التقدم العلمي و التكنولوجي: حيث أصبحت إيران من الدول الرائدة عالميًا في مجالات مثل الفضاء، و الخلايا الجذعية، و التقنيات النووية.

تعزيز روح المشاركة الشعبية في الحكم و الخدمة الاجتماعية: إذ أُجريت انتخابات سنوية تقريبًا منذ انتصار الثورة، مما يعكس استمرارية الديمقراطية.

رفع مستوى الوعي السياسي لدى الشعب: حيث أصبح لدى الإيرانيين إدراك عميق للسياسات العالمية، مما يساعدهم على التمييز بين الأصدقاء و الأعداء.

العدالة الاجتماعية و توزيع الثروات: رغم أنه لم يتم تحقيق العدالة الكاملة، إلا أن الثورة أحرزت تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال مقارنة بما كان عليه الحال قبلها.

تعزيز القيم الدينية و الأخلاقية: إذ شهدت البلاد انتشارًا واسعًا للممارسات الدينية مثل الاعتكاف، و الزيارة الأربعينية، و المجالس الحسينية.

الصمود في مواجهة القوى الاستكبارية: حيث استطاعت إيران التصدي للضغوط الدولية و تعزيز استقلالها.

دور الحوزة العلمية في تنفيذ البيان

أكد حجة الإسلام استوار ميمندي على أن الحوزة العلمية تتحمل مسؤولية عدم السماح لهذا البيان بأن يُنسى، من خلال تدريسه في الدروس الحوزوية، و تفسيره في الخطب و المحاضرات، و الاستفادة منه كمصدر فكري في الأبحاث العلمية.

كما أن من واجب الحوزة تسهيل فهم البيان لعامة الناس، كونه يعكس عقودًا من الفكر العميق لقائد الثورة.

أخيرًا، أشار إلى ضرورة تطوير "البرمجيات الفكرية" اللازمة لإدارة المجتمع الإسلامي وفق رؤية قائد الثورة، سواء في الاقتصاد، أو نمط الحياة، أو الأخلاق، من أجل تحقيق أهداف البيان في بناء حضارة إسلامية حديثة.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha