وفقًا لوكالة أخبار "الحوزه" بمناسبة ولادة الإمام ولي العصر (عج)، قام حجّة الإسلام والمسلمين محمد رضا فؤاديان، الخبير في مسائل المهديّة، بإجراء مقابلة متخصّصة مع وسائل الإعلام التابعة للمجموعة للرد على الشبهات المتعلقة بالمهديّة، والتي ستُعرض على حضراتكم في أعداد متتالية.
*السؤال
كيف يمكننا أن نميّز بين الادعاءات العديدة المتعلقة بالاتصال بالإمام المهدي (عج) و بين الطريق الصحيح من الطريق الخاطئ؟
*الجواب
في الجواب يجب أن نقول إن هذه الظاهرة ليست محصورة في الشيعة فقط، بل هناك أيضًا مدّعون كاذبون في الأديان والمذاهب الأخرى.
*المدّعون الكاذبون المرتبطون بالمهديّة في الأديان المختلفة
في أوساط أهل السنة أيضًا هناك من ادّعى المهدوية. في التحوّلات الأخيرة في المنطقة، شاهدنا أن بعض الأشخاص قد ادّعوا زيفًا ارتباطهم بـ "المهدي السوداني". وهذا يُظهر أن ظاهرة المدّعين الكاذبين موجودة أيضًا في صفوف أهل السنة.
و في المسيحية، هناك أيضًا حالة مشابهة. العديد من الأفراد ادّعوا كذبًا أنهم المخلص المسيحي أو المسيح الموعود. حتى في الوقت الحاضر في روسيا، هناك شخص يدّعي أنه المسيح الموعود.
و في الديانة اليهودية أيضًا تظهر هذه الظاهرة بشكل واضح. و من أبرز الأمثلة "شبتاي زفي"، الذي ادّعى أنه المسيح اليهودي، و كان يزعم أنه قادر على قيادة اليهود إلى أرض الميعاد.
و قد شجّع الناس على بيع بيوتهم و أراضيهم ليتبعوه، و عندما اتبعوه، أوقعهم في فخ غرقوا فيه بعد أن أخذ أموالهم، معتمدًا على تقليد معكوس لمعجزة النبي موسى (ع).
هذه الظاهرة تحدث بسبب الطابع الفريد للفكرة المسيانية و اشتياق الناس لظهور المخلص.
في جميع المذاهب، هناك من يدّعي كذبًا الاتصال بالمخلص أو يعتبر نفسه هو المخلص الموعود. و تطرح هذه الادعاءات بسبب الجاذبية الخاصة لفكرة المخلص في عقول الناس.
معايير التمييز بين المدّعين الكاذبين في قضية المهديّة
السؤال المهم هو: ما هو المعيار لتمييز الادعاءات الصحيحة من الباطلة؟
المدّعون الكاذبون عادة ما يتّصفون بعدة خصائص مشتركة:
1- لا يعتمدون على الأسس و الاستدلالات القوية، بل يعتمدون على الأحلام و الرؤى. يجب أن نلاحظ أن الرؤى و الأحلام لا يمكن أن تكون معيارًا لتمييز الحق من الباطل.
2- يصفون الآخرين بالجهل و ينهون الناس عن الرجوع إلى العلماء.
3- يتبعون الإباحة، و يُعلقون الأحكام الدينية مثل الخمس و الصلاة، و يدعون الناس إلى التخلي عن الدين.
وفقًا للروايات، يجب علينا عند مواجهة هذه الادعائات أن نرجع إلى العلماء الدينيين.
العالم الديني هو من يستند إلى الكتاب و السنة و الإجماع و العقل في اجتهاده و بيان دين الله.
إذا رأينا شخصًا يعارض أصول الدين و يخالف العلماء في آرائهم، و يظهر كلامه ضعيفًا و غير مدعوم سوى بالأحلام و الرؤى، يجب أن نعلم أن هذا الشخص قد يكون من المدّعين الكاذبين.
هذه المعايير تساعدنا على البقاء بعيدين عن شباك المدّعين الكاذبين و اتباع الطريق الصحيح للانتظار، و هو الالتزام بتعاليم الدين و طاعة العلماء الأتقياء.
تُعتبر هذه القضية ذات أهمية خاصة، لأن التمييز بين الحق و الباطل و الحفاظ على العقائد الصحيحة يُعد من أهم واجبات المنتظرين الحقيقيين في عصر الغيبة.
تعليقك