قال نائب الامين العام لجمعية العمل الإسلامي في البحرين الشيخ «عبدالله الصالح» خلال مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الحوزة: حرب دينية عقائدية على الإسلام والمسلمين ينفذها أعداء الدين الغرب الملحد والصهيونية العالمية على يد الكيان الغاصب ومستوطنيه بين الفينة والأخرى، كحملة ممنهجة لحرب الإسلام وطمس معالم الهوية الإسلامية، ومسح تاريخ الإسلام وآثاره لدعم أكاذيبهم في العالم عامة والأرض المقدسة بشكل خاص. أما واجب المسلمين فبلا شك الدفاع عن المقدسات وتخليص المسجد من يد الصهاينة الغزاة؛ لأن بدون طرد الجرثومة الفاسدة المزروعة في قلب عالمنا الإسلامي لن يبرء جسم الأمة ويطيب من أمراضه ومعاناته، وعند التقصير في ذلك -بلا شك- فلن يسامحنا الله عن هذا التفريط، وسيحل علينا غضب الله وعذابه ونقمته.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: ما سبب تسمية اليوم العالمي للمسجد، وما الغرض منه؟
يصادف يوم 21 اب/ أغسطس الذكرى السنوي لقيام الصهاينة بإحراق المسجد الأقصى المبارك في عام 1969م، وكان منفذ هذا الإعتداء الخطير المتطرف اليهودي البريطاني (أو الأسترالي) مياكل روهان. وحسب اقتراح من الجمهورية الإسلامية الايرانية سمّت منظمة المؤتمر الإسلامي هذا اليوم باسم اليوم العالمي للمسجد؛ لكي تبقى هذه الذكرى حية وتظل البوصلة بإتجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. والغرض من هذه التسمية هو عدم القبول بالمخطط الصهيوني الغربي وفرضه كأمر واقع، وإبقاء ذكرى حرق المسجد الأقصى ماثلة في القلوب للعمل على إعادته وعدم نسيان قضيته.
الحوزة: اشرحوا سماحتكم أهمية المسجد الأقصى في الآيات والأحاديث؟ وبرأيك لماذا أخذ الرسول نفسه من مكة إلى فلسطين ومن هناك إلى المعراج؟ فما هي الحكمة المختبئة فيها؟
تأتي أهمية المسجد الأقصى لدى المسلمين نظراً لقيمته الدينية فهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، فضلاً عن كونه ثاني مسجد بني في الإسلام بعد المسجد الحرام. ومع أنه لا يعرف بشكل دقيق متى بُني المسجد الأقصى لأول مرة، حيث اختلف المؤرخون فيما بينهم على من وضع اللبنة الأولى لبناء المسجد الأقصى، فمنهم من قال إن النبي آدم (أبو البشر) عليه السلام هو من بناه، ومنهم من قال أن سام بن نوح عليهما السلام، وآخرون ذهبوا إلى أن النبي إبراهيم عليه السلام هو من عمد إلى بناء المسجد الأقصى، وكل ذلك لا يؤثر في المكانة السامية لهذا المسجد العظيم أما لماذا أخذ الرسول نفسه من مكة إلى فلسطين ومن هناك إلى المعراج؟
فهو الأمر الإلهي أولاً، والرسول صلى الله عليه وآله عبدٌ مطيعٌ لله وقد نفذ أمر الله عز وجل، وثانياً؛ ولعل هناك سبب مهم أيضاً هو أن الجميع يعرف أن النبي صلى الله عليه وآله لم يزر المسجد الأقصى وعندما يصفه بدقة متناهية فهذا اثبات على صدق رسالته ودعوته ومن زاوية أخرى هو إعلان عملي لنهاية حقبة اليهود والنصارى الدينية وانتقالها للمسلمين بشكل عملي وواقعي خاصة مع تبنيهم لتعظيم هذا المسجد ومكانته، حيث كان قبلة المسلمين الأولى. إضافة إلى أنها تكون رسالة تقريب لأهل الكتاب ويشعرون أن الدين الإسلامي قريباً منهم وليس معادياً كون المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى أما الحكمة من الإسراء من فلسطين وليس مكة المكرمة؛ فزيادة في تصديق رسالة النبي صلى الله عليه واله وفتح الطريق لأهل الكتاب للإلتحاق بالدين الإسلامي الحنيف.
الحوزة: ما هو هدف الكيان الصهيوني من نشر التهديدات للمسجد الأقصى؟ وما هو واجب العالم الإسلامي في حماية المسجد الأقصى؟ هل يمكن أن يؤدي التقاعس عن هذا الأمر إلى عقاب إلهي؟
حرب دينية عقائدية على الإسلام والمسلمين ينفذها أعداء الدين الغرب الملحد والصهيونية العالمية على يد الكيان الغاصب ومستوطنيه بين الفينة والأخرى، كحملة ممنهجة لحرب الإسلام وطمس معالم الهوية الإسلامية، ومسح تاريخ الإسلام وآثاره لدعم أكاذيبهم في العالم عامة والأرض المقدسة بشكل خاص. أما واجب المسلمين فبلا شك الدفاع عن المقدسات وتخليص المسجد من يد الصهاينة الغزاة؛ لأن بدون طرد الجرثومة الفاسدة المزروعة في قلب عالمنا الإسلامي لن يبرء جسم الأمة ويطيب من أمراضه ومعاناته، وعند التقصير في ذلك -بلا شك- فلن يسامحنا الله عن هذا التفريط، وسيحل علينا غضب الله وعذابه ونقمته.
الحوزة: رغم إنشاء منظمة التعاون الإسلامي بعد حريق المسجد الأقصى بهدف التعامل مع التهديدات الوجودية لهذا المسجد. لكن من الناحية العملية، هذه المنظمة ليست نشطة في هذا الصدد. لماذا؟
مشكلة العالم الإسلامي بعده عن الدين وقيم الدين، وحلول المصالح الذاتية بدا المصلحة العامة الدين، فطبيعي هناك انظمة تربطها مصالح واتفاقيات خاصة مع الدول المستكبرة والمهيمنة والتي تضع مصلحة ربيبتها إسرائيل في رأس الأولويات لنجاح مشاريعها في تفتيت المنطقة وإشغالها بنفسها حتى لا تتفرغ للدفاع عن مصالحها والتحرر من سيطرتهم عليها. وكذلك حب الدنيا والبقاء في كراسي الحكم وحب الراحة والدعة والبعد عن آلام المواجهة مع الأعداء وأثمانها، وقد تكون العمالة عند بعضهم والتواطىء مع أعداء الدين. فدون حصول الاستقلال عن الغرب والنظام الدولي الظالم لا يمكن لهذه الدول أن تحقق طموحها ومشاريعها وأخذ مكانها الطليعي.
الحوزة: ما هو دور المساجد في توعية الشباب وتربية الأجيال المقاومة؟؟
المساجد هي المدارس الحقيقية للتعليم والإدارة والتوعية وادارة شؤون الأمة، ومنها كان النبي وأمير المؤمنين عليهما وآلمها أفضل الصلاة والسلام يديران شؤون البلاد والعباد من جميع الجهات؛ التعليم، التربية، التدريب، الجهاد، والسياسة والاقتصادية، وكل شؤون الحياة. ونحن اليوم نحتاج لوضع الخطط والمشاريع لوضع المساجد في دورها الطليعي والتربوي والقيادي الذي تستحقه. نسأل الله أن يبصرنا أمور ديننا ودنيانا ويجعلنا ممن ينتصر بهم لدينه ولا يستبدل بنا غيرنا إنه سميع مجيب، وصل اللهم على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
اجری الحوار: محمد فاطمي زاده