وكالة أنباء الحوزة - قال «صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح خلال مقابلة مع مراسلنا: كانت حركة النبي الاكرم نحو المسجد الأقصى جهادية وتحريرية وتثبيت للمسؤولية التي يحملها هذا المسجد، " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" وقد اهتم القرآن الكريم بالإسراء ولم يذكر قضية المعراج.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: ما سبب تسمية اليوم العالمي للمسجد، وما الغرض منه؟
في يوم 21 أوت 1969، قام أحد الصهاينة البريطانيين الغاصبين روهان، بإشعال حريق في المسجد الأقصى المبارك، مما أدى إلى تخريب مساحة كبيرة من المسجد، حيث التهمت النيران أيضا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى وتبين أن المادة الحارقة الشديدة الاشتعال سكبت من داخل المصلى القبلي ومن خارجه. بينما قام الاحتلال بقطع الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، هرع الفلسطينيون إلى إخماد النيران بملابسهم وبالمياه الموجودة في المسجد واتخذت منظمة التعاون الإسلامي ذلك التاريخ يوما عالميا للمسجد، تخليدا للذكرى الأليمة وإبرازا لمسؤولية الأمة الإسلامية تجاه المسجد الأقصى وعموم المساجد.
الحوزة: اشرحوا سماحتكم أهمية المسجد الأقصى في الآيات والأحاديث؟ وبرأيك لماذا أخذ الرسول نفسه من مكة إلى فلسطين ومن هناك إلى المعراج؟ فما هي الحكمة المختبئة فيها؟
المسجد الأقصى هو المسجد الذي خصه القرآن الكريم بالحديث عنه وعن مكانته إلى جانب المسجد الحرام في مكة للمكرمة، فهو القبلة الأولى التي صلى نحوها المسلمون لسنوات، وهو مسرى النبي محمد صلى الله عليه وٱله وسلم، ويحمل هذا المسجد الأقصى كثيرا من الرمزيات الروحية، حيث تم اختياره ليكون المكان المبارك الذي يسمح للنبي الاكرم بدخول عالم الغيب فكأنه بمثابة البرزخ والرابط بين عالم الغيب وعالم الشهادة، وهو المكان الذي أجتمع فيه الأنبياء عليهم السلام ليؤمهم إمام المرسلين محمد صلى الله عليه وٱله، فهو يحمل رسالة عالمية انسانية ويحمل رسالة الوحدة بين الناس وبين الرسل، فكانت حركة النبي الاكرم نحو المسجد الأقصى جهادية وتحريرية وتثبيت للمسؤولية التي يحملها هذا المسجد، " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" وقد أهتم القرآن الكريم بالإسراء ولم يذكر قضية المعراج.
الحوزة: ما هو هدف الكيان الصهيوني من نشر التهديدات للمسجد الأقصى؟ وما هو واجب العالم الإسلامي في حماية المسجد الأقصى؟ هل يمكن أن يؤدي التقاعس عن هذا الأمر إلى عقاب إلهي؟
إن الكيان الصهيوني الغاصب، يحمل في داخله صفة الغدة السرطانية التي تستهدف فلسطين والعرب والمسلمين والمستضعفين، ولن يتوقف خطرها عند حدود معينة والمتابع لتاريخ الحركة الصهيونية وجذورها التاريخية في مجتمع بني أسرائيل يلاحظ نزعة الإفساد في الأرض، و الرغبة في تحدي موازين القسط الالهي والجرأة على جميع مقدسات الفطرة الإنسانية والرسالة الالهية، فهم قتلة الأنبياء عليهم السلام وهم مستعدون دوماً لربط مصيرهم مع الظالمين والعمل على تحقيق الربح المادي بانتهاج جميع السبل المحرمة وهجوم الحركة الصهيونية على فلسطين والمسجد الأقصى ليس دفاعا عن اليهودية كما يدعون فهم عمليا حركة علمانية اشترك فيها اليهود الملحدون والذين لا يؤمنون بالقيم الدينية وإنما استهدافهم للمسجد الأقصى في إطار القضاء على القلعة المعنوية العظيمة الكامنة في مساجد الأمة الإسلامية كلها، فالمعركة الأساسية بين المنظومة الربوية كما يسميها القرآن الكريم أو المنظومة الرأسمالية الليبرالية كما تسمي نفسها، هي معركة حفظ المعنى الالهي في الإنسان، و حفظ الصلة الروحية والأخلاقية بين الإنسان وربه وخالقه وٱخرته.