۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
مصاحبا با حجت الاسلام والمسلمین سبحانی

وكالة الحوزة - صرّح الدكتور سبحاني بأنّ هناك خمسة ميادين فكرية وكلامية أمام الحوزيين لم يتمّ تناولها وأضاف: دور الحوزة العلمية لا يُذكر في حرب الخمسين سنة بين الإلحاد والمؤمنين. لقد أكّد أهل البيت (عليهم السلام) بأنّ العلم القيّم هو العلم الذي ينفع الناس والعلم الذي لا يُنتفع به فضل.

وكالة أنباء الحوزة - وتابع الدكتور سبحاني تصريحه قائلاً: العلم النافع يتحدّد بالتناسب مع الأوضاع والعصر٬ فمن الممكن أن يكون علم ما مفيداً في عصر معين ولكن يفقد فائدته وأهميته في العصر الحاضر٬ لذا علينا أن ننتبه جيداً إلى ما نتعلّمه والوقت الذي ننفقه على تعلّم العلوم النافعة حتى لا تضيع سنوات العمر هدراً.

وأضاف رئيس مؤسسة البيان للتواصل والتأصيل: في الوقت الحاضر لا مفر من الجهد العلمي والمعرفي والتربية السليمة للإنسان من أجل تحقيق التنمية والتقدّم٬ ويجب علينا أن نبني شخصية متعدّدة الأبعاد لأنفسنا وللذين نتواصل معهم وأن لا نغفل أمر التربية.

ضرورة إحداث تحوّل في الرؤى البنيوية الإلهية

وقال حجة الإسلام والمسلمين سبحاني أنّ الفقه الشيعي ماضياً وحاضراً رهن بالأسس الفكرية والعقدية وأضاف: في العصر الحاضر نعتقد بأنّ العلوم الإنسانية العلمانية غير قادرة على تلبية احتياجات الناس في مجتمعنا ذلك أنّ الرؤية الكونية لهذه العلوم مفرغة من الدين.

وتابع تصريحه: ما لم تتغيّر رؤانا البنيوية الإلهياتية لن نظفر بشيء اسمه علم نفس إسلامي وعلم اجتماع إسلامي وعلم اقتصاد إسلامي لذلك علينا أن نتلمّس بُنانا المعرفية في العلم الذي نريد ننجح فيه.

وقال رئيس محور تعميق الإيمان الديني: يجب على الباحث المقتدر أن يمتلك رؤيتين٬ رؤية إلى التراث الذي خلّفه الماضون ورؤية إلى المستقبل وإلى الاحتياجات والميادين التي ينبغي أن ننشط في دائرتها. لا يجوز لنا أن نتجاهل هويتنا الماضية٬ وفي الوقت نفسه لا ينبغي أن نتخلّف عن الاهتمام بالمستقبل.

وبيّن حجة الإسلام والمسلمين سبحاني أنّ كل إنسان بمقدوره أن يطلق طلقة واحدة خلال عمره ويحدث تحوّلاً كبيراً وأضاف: على كل فرد أن يتعرّف على حصّته ودوره التاريخي٬ فمن الممكن أن ينتج في حقل فكري معين وأن يقدّم فكرة أو مشروعاً تستفيد منه عدّة أجيال قادمة٬ أمّا كيف لنا أن نتعرّف على دورنا فهذا رهن بالمعرفة الصحيحة للميادين العملية التي تواجهنا.

ولوج مجالات التحدّي؛ ضرورة حتمية بالنسبة للنظام التعليمي في الحوزة

علينا أن نتعرّف على أولويات واقتضاءات عصرنا الحاضر لنتمكّن من بلورة رؤية مستقبلية٬ بيد أنّنا نفتقد لمثل هذه الرؤية٬ للأسف٬ في بيئتنا الحوزوية الأمر الذي يفسّر عقم الكثير من الجهود وافتقادها للنتائج والفوائد المرجوة بالنسبة للمجتمع.

واعتبر حجة الإسلام سبحاني أنّ التعريف بالاحتياجات والولوج في ميادين المواجهة والتحدي من بين الضرورات الحتمية للنظام التعليمي في الحوزة٬ وأضاف: لما كانت سرعة التحولات في العالم المعاصر كبيرة للغاية٬ فإنّنا نجد أنفسنا أحياناً متخلّفين عن عجلة هذه التحولات٬ والإحاطة بهذه الميادين٬ أو إنّنا نفتقد إلى التركيز اللازم للمبادرة في الوقت المناسب.

وفي هذه الإطار شدّد الشيخ سبحاني على ضرورة تعرّف الحوزويين على خمسة ميادين مهمة في مجال المواجهة الفكرية والكلامي قائلاً: تشكّل الإلهيات وعلم الكلام بالمعنى الأوسع ميداناً لتأمين ودعم وتصحيح الأسس النظرية والفكرية والتوعوية٬ واليوم يواجه علماؤنا في مجال الكلام والفلسفة وكل الذين يمتلكون نظرة عميقة في مجال اختصاصهم خمسة ميادين كبرى.

الميدان الأول هو ميدان مفاهيم الإيمان في مسرح الحياة والبيت وهو الميدان الذي نحيا فيه وحياتنا مرتبطة به٬ وإذا لم نتمكّن من بناء مجتمعنا طبقاً للضوابط الفكرية والمعرفية٬ نكون قد فشلنا عملياً٬ ولن يكون لانطلاقنا نحو آفاق أبعد أيّ معنى٬ وإذا لم تستطع الحوزة أن تلعب دورها التاريخي بشكل صحيح فسوف نواجه عواقب مريرة في المستقبل.

وتابع رئيس مؤسسة البيان حديثه قائلاً: ميدان تهديد الإيمان والمعنوية هو الميدان الأول الذي ينبغي أن يحوز على اهتمامنا حيث شهد الغرب في القرن التاسع عشر نهضة اعتقدت بانتهاء عصر الدين والمعنوية واستعاضت عنهما بالعلمنة بذريعة العقلانية وقامت على هذا الأساس بحصر المعنوية ضمن سور الأفكار العلمانية.

بروز الأخلاق العلمانية في العالم الحديث

أضاف سبحاني: في القرن العشرين شهدت البشرية بوادر تبشر بالعودة إلى الدين والمعنوية٬ وقد شكّلت الثورة الإسلامية في إيران رمزاً لهذه الحركة والعجيب أنّ هذه الظاهرة لم يكن لها أيّ موقع في رؤية علماء الاجتماع العلمانيين٬ وبدأ الباحثون يلمسون شيئاً فشيئاً بأنّ الحال ينزع نحو المعنوية.

وتابع سبحاني حديثه: لقد بات واضحاً اليوم بأنّ نظرية علمنة المجتمع الحديث ليست نظرية متكاملة٬ خصوصاً وأنّ البعض يعتقد بأنّ العالم يتّجه نحو الأخلاق.

وما يزال الكلام لرئيس محور تعميق الإيمان الديني حيث بيّن أنّه قد ظهر في عالمنا المعاصر شيء اسمه الإيمان والمعنوية العلمانية وأضاف: البعض بدأ يطرح نوع من التجارب الداخلية والنفسية في مقابل النزوع نحو الله لكي تحلّ محلّ الأديان السماوية٬ كما قاموا بصنع الآداب والأخلاق المعنوية العلمانية.

وقال الشيخ سبحاني أيضاً: لقد واجهت الكنيسة المسيحية هذه الأزمة بشكل أبكر مما واجهنا نحن٬ وأنجزت دراسات وبحوثاً واسعة في هذا المجال وأسّست للاهوت التطبيقي بفروعه المختلفة.

وبيّن سبحاني بأنّ الإيمان اليوم لم يعد مقولة يحتاج إلى إثبات من الناحية النظرية البحتة فقط٬ وقال: إنّ الإيمان هو مفهوم حيّ نابض في الحياة الشخصية والاجتماعية حيث يمكن أن يتعرّض للضرر كما يمكن أن تفتح أمامه مجالات للتطوّر ويجب البدء بالرعاية السريرية للإلهيات لإخراجه من المجال الأكاديمي إلى مسرح الحياة٬ وهناك الكثير من الفلاسفة والمتكلمين الذين يعملون بجدّ في الحقل العملي.

غموض موقع الاقتصاد وإنتاج الثروة في الحكومة الإسلامية

وقال رئيس محور تعميق الإيمان الديني بأنّ الميدان الثاني فهو مجال حاكمية الدين والحكومة الدينية  وأضاف: من المباحث الرئيسية عندنا هو مبحث الإمامة والتي تعني القيادة والإدارة الاجتماعية٬ ولدينا في هذا الحقل قضايا مهمة٬ حيث ما تزال قضايا من قبيل التعامل مع الأفراد٬ وموقع الثروة والاقتصاد أي موقع الثروة الحلال في الحكومة الإسلامية ما تزال تشكّل من القضايا والمشاكل الرئيسية.

وتابع سبحاني: ما لم نقم بتعريف الأطر والباراديغمات النظرية للحاكمية الدينية٬ تظلّ وظائفنا تجاه الكثير من القضايا مجهولة وغامضة٬ من هنا فإنّ على الحوزات العلمية أن تعمل بجدّ على هذا الموضوع .

أمّا مجال الأسرة وأسلوب الحياة فهو الميدان الثالث المهم من وجهة نظر الشيخ سبحاني الذي بيّن: لم يعد للأسرة التقليدية وجود في العصر الحاضر٬ وعلى الحوزة العلمية أن تقوم بتعريف نماذج أسلوب الحياة الإسلامية في الظروف الجديدة٬ وينبغي لنا أن نعلم بأنّه إذا كان الانفعال أمام الظروف الجديدة أمر خاطئ٬ فإنّ اعتزال هذا الأمر أيضاً أمر مرفوض.

وأشار رئيس جمعية الكلام إلى صدور مئات الكتب حول الشيعة بمختلف اللغات في الوقت الحاضر وقال: توجد في إنجلترا وفرنسا وإسرائيل مراكز فعالة للدراسات الشيعية وتقو بإحياء التراث الشيعي وإن كان عمهم هذا لا يخلو من رؤية مغرضة إلّا أنّنا سوف نسهد في المستقبل٬ مكرهين٬ مجموعة من الأعمال الشيعية التي قام الآخرون بكتابتها وينطوي هذا الأمر على مخاطرة كبيرة للغاية حيث سوف يتم عرض الفقه والكلام الإسلامي من وجهة نظرهم.

ثلاثة تيارات فاعلة ومؤثرة في العالم الإسلامي وضرورة التعرّف عليها

وفي ضوء ضحالة المعلومات التي يملكها الحوزويون الإيرانيون عن العالم الإسلامي قال سبحاني: يجب علينا معرفة العالم الإسلامي وأن نشخّص نقاط التعاطي والتواصل وأن نبحث ونحقّق في مختلف التيارات الفكرية ومبادئها وأسسها.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .