وكالة أنباء الحوزة - أقيمت ندوة علمية تحت عنوان «عقيدة علم الإمام في التراث الكلامي والحديثي الشيعي»، وذلك برعاية مؤسسة البيان للتواصل والتأصيل.
وفيما يلي أهم المحاور التي وردت في هذه الندوة مدير المؤسسة وكذلك حجة الإسلام جبرئيلي:
في هذه الندوة صرّح حجة الإسلام والمسلمين محمد صفر جبرئيلي: معرفة العلوم هي إحدى أبعاد علم الإمام وهي عقيدة يؤمن بها جميع الأشخاص بما فيهم أولئك الذين يسمّون بالالتقاطيين. وعقيدة علم الإمام لها حضور واسع في علم الحديث لكنّها مهجورة في علم الكلام.
بعد ذلك تحدّث حجّة الإسلام والمسلمين سبحاني فقال: موضوع علم الإمام من الموضوعات المعقدة والدقيقة ومتعددة الأبعاد ويعدّ من أهمّ المقولات في البحوث والدراسات الخاصة بالإمامة.
وأضاف مدير مؤسسة البيان للتواصل والتأصيل: ويعزى التعقيد الذي يشوب مسألة علم الإمام إلى ارتباط هذا الموضوع بمختلف أبعاد حياة الإنسان ومن ناحية ثانية فإنّ للآراء العقلية والعرفانية والكلامية والفقهية وغيرها دوراً في تفسير علم الإمام ويفسّر كل من هذه الآراء نطاق علم الإمام بما ينسجم مع إطاره الفكري والعقلي.
وتابع حديثه قائلاً: لقد كان للعناصر الفكرية من خارج الفكر والأصيل للكتاب والسنّة دور في تفسر علم الإمام على مرّ التاريخ. وفي العصر الراهن فإنّ بعض الأفكار الالتقاطية والحديثة بصدد الاستشكال على نطاق علم الإمام من خلال طرح بعض القضايا.
وأضاف مدير مؤسسة معارف أهل البيت (عليهم السلام): لا شكّ في أنّ الكثير من العقد الخاصة بنطاق علم الإمام سوف تحلّ على يد إمام العصر (عج) ولكن هذا لا يعني أنّ الاختلاف في آراء علماء الشيعة يكمن في القضايا الرئيسية لعلم الإمام.
وتابع الدكتور سبحاني: لم تسفر القرون الماضية٬ باستثناء القرنين الأخيرين٬ إلّا عن نتاج ضئيل من الأبحاث الاجتهادية الخاصة بعلم الإمام حيث تجنّب الفقهاء الماضون سبر أغوار هذا الموضوع.
وفي موضع آخر من حديثه قال أستاذ المرحلة العليا في الحوزة العلمية بقم: 90 في المئة من المباحث ذات الصلة بعلم الإمام تندرج ضمن القضايا التعبدية و10 في المئة فقط تصنّف ضمن الأبواب العقلية. من هنا ونظراً لعدم قدرة العقل على ولوج مثل هذه الموضوعات وإثباتها٬ فلا بدّ لنا من الاعتماد على الوحي وتعاليمه في باب علم الإمام.
وما يزال الكلام لمدير جمعية علم الكلام الذي قال: على مدى ألف عام ظلّ موضوع علم الإمام على هامش المباحث المتعلقة بعلم الإمام حيث ركّز الماضون على مسألة العلم والنص في اختيار الإمام في باب بحوث الإمامة فبقي علم موضوع الإمام مهجوراً وكان يطرح في ذيل أفضلية الإمام.
وذكّر الدكتور سبحاني بأنّ هشام بن الحكم كان أول من طرح موضوع الإمامة بالتمحور حول محور العصمة في تاريخ علم الكلام٬ وطبعاً بالاستناد إلى الآيات القرآنية والروايات.
وأضاف المدير التنفيذي لمؤسسة الإمامة الثقافية: الحقيقة هي أنّ متكلمي الشيعة عبر تاريخهم مرّوا مرور الكرام من أمام موضوع علم الإمام وذلك نظراً لمواجهاتهم مع التيارات المخالفة٬ واكتفوا ببيان الأصول العامة للموضوع٬ فالشيخ المفيد رحمه الله قد أدرج موضوع علم الإمام في ذيل باب فضائل الإمامة وضمن الصفات الثانوية٬ وبإزاء علم الكلام السنّي لم تكن هناك حاجة حتى ذلك العصر لأن يتعمّق المتكلمون في هذه المباحث أكثر من ذلك.
وفي معرض إشارته لمبحث علم الإمام في مصنّفات بعض متكلمي الشيعة قال الدكتور سبحاني: من مجموع الأبواب المئة والثلاثين لكتاب أصول الكافي خصّص مؤلفه 93 باباً للمباحث الخاصة بعلم الإمام. بينما ظلّت بقية الموضوعات على الهامش الأمر الذي يفسّر أهمية موضوع علم الإمام.
وأضاف الدكتور سبحاني: إنّ كتاب بصائر الدرجات لابن فروخ الصفار القمّي أيضاً من المصنّفات التي سعى مؤلفها لأن يستعرض من خلاله المنظومة العقدية الشيعية بصورة متقنة تماماً وهذا الكتاب هو من الضرورات التي ينبغي للعلماء والباحثين في عصرنا أن يسعوا إلى تحقيقها.