قال الدكتور "طلال عتريسي" الأستاذ الجامعي و رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في بيروت في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الحوزة:
وفيما يلي نص الحوار:
الحوزة: كيف ترى سعادتكم تداعيات الإنتهاكات الأخيرة للصهاينة في القدس وحي الشيخ جراح وأهدافها لطرد سكانه؟
هذه الانتهاكات ليست جديدة دائما الصهاينة يحاولون طرد السكان من بيوتهم واحتلالها وتحويلها الى مستوطنات جديدة؛ ولهذا السبب المستوطنات طوال السنوات الماضية تضاعفت بآلاف المرات، ولايكون هناك أي رد واعتراض دولي. هذه المرة توقع الصهاينة أن يفعلوا الأمر نفسه، ولكن حصل مالم يتوقعوا والشعب قام ومنعهم من تنفيذ هذا المخطط وفوجئت الصهاينة.
الحوزة: ما هو تعليقكم عن ردود المقاومة الفلسطينية ضدالصهاينة والمستوطنات الإسرائيلية ومستقبل التوترات الحالية؟
رد فعل المقاومة كان بالنسبة الاحتلال الصهيوني في داخل القدس أو خارجها لأكثر من سبب: أولا التضامن مع سكان الشيخ جراح كان واسعا في كل مناطق الفلسطين المحتلة، وهذا لم يكن في حساب العدو الصهيوني. ثانيا أن المقاومة وجهت التهديدات والتحذيرات للعدو الصهيوني ونفذت تهديداتها باستخدام الصواريخ للدفاع عن سكان الفلسطينيين لمنع الاستيطان، وهذا لأول مرة يحصل أن غزة تدخل في المعركة بسلاحها وصواريخها الى جانب سكان القدس وهذا يعني أن المعركة أصبحت معركة كل فلسطين في وجه الاحتلال، والتي لم تكن في حسابات القيادات العسكرية والأمنية والسياسية في الكيان الصهيوني.
مستقبل هذه المواجهات طبعا يتوقف على طبيعة المعركة واستمرارها ومن خلال استمرار القصف الجبهة المقاومة على مختلف المدن الاسرائيلية يتبين أن المقاومة حققت انجازات استراتيجية الكبيرة والأصوات والتحليلات الاسرائيلية تتحدث عن معركة وجود يعني ما حصل هو تهديد وجودي للكيان الصهيوني، وهذه مسألة استراتيجية وأول مرة تتحدث الصهاينة عن تهديد وجودي من داخل فلسطين وليس من خارجها وهذه سيؤخذ بالاعتبار في معارك المقبلة تجاه العدو الصهيوني.
الحوزة: ما هو رأيكم عن الصمت الدولي خاصة الحكومات الغربية تجاه العدوان الصهيوني وهل ترى أمل في تحرك وإجتماع العربي الخليجي لكبح جماح الصهاينة؟
الصمت الدولي تجاه مايجري متوقع؛ أولا العالم يصمت في الأيام الاولى وهو ينتظر تقوم اسرائيل بماتريد سواء تحتل مناطق جديدة، ولا أحد يتكلم والبعض ينتظر أن توجه اسرائيل ضربة قوية الي المقاومة في غزة وتنتهي بسرعة، ويصمت العالم، لكن ماحصل أن المقاومة توسعت في الرد وأربكت كل الحسابات الاسرائيلية ماجعل العالم الغربي يتكلم عن وقف الحرب لانقاذ اسرائيل ومنع المقاومة لتحقيق انجازات كبيرة أما الاجتماعات العربية والخليجية اجتماعات شكلية؛ لأن الشعب الفلسطين جعلهم في موقف حرج وقدم أكثر من مئة شهيد ويقصف المستوطنات ويواجه اسرائيل مواجهة قوية والعالم كلهم يشاهد أن الصواريخ تنطلق من غزة الي مناطق المحتلة في فلسطين والاجتماع الخليجي ليس هو المطلوب في هذه المرحلة والمطلوب الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني واعلان دعم عن المقاومة الفلسطينية واعلان الادانة الكاملة لما تقوم دولة الاحتلال الاسرائيلي.
الحوزة: ما هو دور الجبهة المقاومة الضغط على العدو الإسرائيلي عبر الدعم عن فلسطين أو تحركات دبلوماسية ضدالصهاينة؟
جبهة المقاومة تقف صفا واحدا، وتعلن الدعم للشعب الفلسطيني والوقوف خلف الشعب الفلسطيني، ومايجري في فلسطين من قدرة ومن مواجهة هو نتاج هذا الدعم السابق للمقاومة في فلسطين. طبعا مايجري سيشكل نقطه قوة اضافية في المقاومة في فلسطين ولمحور المقاومة في الخارج بحيث تصبح نقاط القوة أكثر وسيكون العدو الصهيوني في وضع أضعف ورأي العام العربي والاسلامي أكثر تمسكا بدعم الشعب الفلسطين، وكلما تحرك الشعب الفلسطيني زاد الوعي العربي والاسلامي في دعمه ووقوف الى جانبه. وأعتقد كل مشروع التطبيع الذي حصل في العام الماضي بين بعض الدول العربية والخليجية في العام الماضي قدسقط، وانتهى وأن انتفاضة الصواريخ في فلسطين أسقطت هذه الاتفاقيات السلام والتطبيع، ونحن الآن ندخل مرحلة جديدة وهي قدرة وتقدم المرحلة المقاومة وتراجع مشروع التطبيع، وتراجع قدرة الرد عند الكيان الاسرائيلي والبحث الجدي سواء من داخل اسرائيل أو خارجها في مستقبل هذا الكيان. اليوم نسمع الكلام الواضح من داخل الكيان أن مانتعرض له هو تهديد وجودي وتهديد لمستقبل اسرائيل وهو نتاج المقاومة في فلسطين ونتايج محور المقاومة في منطقة.