۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
رمز الخبر: 362631
٩ مارس ٢٠٢١ - ٠٨:٢٩
اسد قصير

وكالة الحوزة - على خلفية الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان لسماحة المرجع الديني السيد السيستاني كتب سماحة الشيخ أسد محمد قصير مقالا بعنوان ( ظهور المسيح مرتين على السيدين العليين ).

وكالة أنباء الحوزة - وفيما نص المقال:

قبل سنوات قصد الرئيس بوتين زيارة ايران لمصالح سياسية واقتصادية وكانت اول زيارة لقيصر روسي لأيران فكان اللقاء التاريخي بسماحة الامام السيد علي الخامنئي وكانت علامات الانبهار على وجه بوتين طوال الوقت، وطلب تمديد اللقاء أكثر من مرة، وقبل أن يخرج خاطب سماحته دام ظله قائلا ، إنني وزوجتي سمعنا بالمسيح ولكن اليوم رأيت المسيح الحقيقي في زهدك وتواضعك ورحمتك وايمانك ووعيك وبصيرتك ومواقف الشجاعة في وجه الامبرياليين، وتجلى في وجهك نور المسيح.
ثم التفت الى الحضور وقال لهم إن كان هذا هو الإسلام فإنني اطلب منكم ارسال الاف من مبليغكم ومبشيركم الى المسلمين في بلدي.
ولم تمض سنوات حتى اشتاق الى أن يرى المسيح مرة أخرى، وطلب أن ياخذوه من الطائرة الى سماحته دام ظله مباشرة وطال اللقاء مرة أخرى، وقدم القرآن الكريم هدية له.
بالأمس تكرر المشهد بين زعيم المسيحية وسماحة المرجع الديني السيد على السيستاني الذي كان يعلم خلفيات الزيارة، ولكنه بوعيه العميق كان يدرك انها ستكون الفرصة التاريخية؛ لتلتقي المحمدية و المسيحية في مدينة صوت العدالة الإنسانية ومجسد المدنية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والرحمة العالمية، و ليشاهد العالم أن هناك اسلاما اخر ووجها لمحمد (صلى الله عليه واله) اخر.
وهو اسلام المحبة والسلام والتسامح والعفو ونصرة المستضعفين وحماية المظلومين ولو كانوا غير مسلمين ،ومواجهة المستكبرين ولو كانوا غير مسلمين، و إسلام الكرامة الانسانية ( ولقد كرمنا بني آدم )، والتعامل بالبر والقسط (أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) مع نظرائهم في الانسانية.
إسلام محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الذين هم المثل الاعلى للقيم الإنسانية ومكارم الاخلاق وخدمة الفقراء والمحرومين والعطف عليهم والرحمة للعالمين.
فما نقلته وسائل الإعلام ابطلت وافشلت مشروع اسلام فوبيا وتشويه حقيقة محمد صلى الله عليه واله.
ومن حيث لا يشعر لقد اراق الغرب كل ما حلبوه ممن دعموه طوال ازيد من قرنين؛ لتشويه الاسلام الاصيل في اذهان الغربين، بل المسلمين، وهو الاسلام الاموي الوهابي التكفيري الوحشي، فخسروا كل جمعوه من كيدهم على الدين.
بالأمس شاهد العالم زعيم المسيحية في العراق المقاوم للمستكبرين وادواته من التكفيرين، يقدم شكره إلى بيتٍ صدرت منه فتوى الحشد والدفاع عن المستضعفين من كل الأديان والمذاهب، والذي عمَّدَ بدم عشرات الالاف من ابنائه، وعرفت كل شعوب العالم الصورة الحقيقية للإسلام الاصيل التي بذل الغرب جهودا كبيرة حتى لا يصل فكره إلى أذهان شعوبهم ولا يتسلل نوره إلى قلوبهم.
وبالأمس جاء البابا بنفسه ليشكر العراق دولة وحشدا ومرجعية على انقاذهم الانسانية في كل العالم، وعلى تضحيات لولاها لعم التفجير والتدمير والتقتيل الوهابي حتى في الدول التي صنعت وأسست ودعمت داعش واخواتها.
وبالأمس حول سماحة المرجع دام ظله الزيارة الى فرصة تاريخية ثمينة، عرفت الشعوب من خلاله أن المثل العليا ليست في بحمدون ولا في دبي ولا في الرياض ولا في المنامة ولا في عواصم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأن عقَدَتْ المؤتمرات الكثيرة للإخوة الإبراهيمية والوحدة الاسلامية، فما هي إلا شعارات أرادوا أن يتستروا بها ويخفوا جرائمهم بحق الإنسان في اليمن وفي فلسطين وغيرها من بلدان المنطقة.
بل الإخوة الإبراهيمية والوحدة الإنسانية؛ هي في النجف الاشرف وفي قم المقدسة وفي مدرسة علي عليه الصلاة والسلام، وعند حفيديه السيدين العليين، وعند احفاده من الامام الخميني والشهيدين الصدريين رضوان الله عليهم، وعند حفيدي الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها سماحة السيد نصر الله وسماحة السيد عبد الملك الحوثي.
وبالأمس شاهد العالم وخصوصا المسيحيون مرة أخرى المسيح في السيد علي السيستاني دام ظله، رحمة وحبا وسلاما وزهدا وتواضعا ومدافعا عن المحرومين والمحاصرين والمظلومين في اليمن وفلسطين و في كل العالم، ورأوا صلابة المسيح وشجاعته و سمعوا صوته صارخاً في وجه لصوص الهيكل الجدد والامبراليين المتوحشين، الذين ومنذ قرن ينهبون خيرات الشعوب ويمارسون القتل والوحشية والفتك ويستخدمون اسلحة الدمار الشامل؛ لأجل الهيمنة عليهم.
بالأمس انقلب سحرهم عليهم كما قلب المسيح عليه السلام السحر على اليهود المنحرفين.
بالأمس خرج البابا من بيت لا يملكه النازل فيه، وأثاثه بسيط متواضع جدا ومساحته لا تتجاوز ال 80 مترا مربعا، وهو يقول في نفسه كما قال بوتين بلسانه لقد ظهر لي المسيح على السيد علي السيستاني .

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .