الوکالة أنباء الحوزة - تأتي زيارة البابا ، وبحسب ادعائه أنه حج الى أرض الأنبياء ، الى مسقط رأس النبي أبراهيم ، على نبينا وآله وعليه السلام ، وهذا ما صرح به . لكن لماذا في هذا التوقيت تحديداً ؟ علما أن البابا السابق قد عزم المجيء الى العراق في وقت سابق أيام حكم الطاغية الهالك صدام ، وكان ذلك في عام ٢٠٠٠ . ووقتها كان الوضع الأمني قياساً بالحاضر أفضل . وقد غمز البابا فرنسيس قبل زيارته ، البابا يوحنا بولس الثاني ، البابا السابق لعدم اهتمامه بالمسيحيين في العراق ، وذلك في محاوله منه لألقاء اللوم على يوحنا بولص الثاني ، و (الانتقاص) من قداسته.
ما يعنينا زيارة البابا اليوم . نعتقد أن لهذه الزيارة شقان ، أحدهما معلن والآخر غير معلن . الشق الأول المعلن هو إبرام مشروع ، ظاهره ديني وقد أطلق عليه مشروع أبراهام ويعنى بتلاقح الأفكار الدينية السماوية الثلاث ، الأسلامية واليهودية والمسيحية من خلال هذا المشروع ، الذي ظاهره يدعو الى السلام وتقبل العيش مع الآخر ، وصهر الديانات الثلاث في مصهر دين النبي أبراهيم (ع) وهذا يذهب بنا الى الاعتقاد بأن المشروع سيعطي فسحة أضافية ، ومشروعية للاحتلال الصهيوني لأرض المقدسات باعتبار أن الديانه اليهودية قد سبقت الديانتين المسيحية والإسلامية ، مما يعطي أحقية دينية لليهود ، وبالتالي شرعنة الاحتلال من خلال مشروع أبراهام.
والشق الثاني من المشروع يتلخص بتوثيق السلام بين هذه الأديان ، وأنا أرى فيه محاولة لتطبيع العراق بمعاهدة سلام مع الكيان الصهيوني ، الذي يتزعم كاذباً الديانه اليهودية . أن صح ما ذهبنا إليه فإن زيارة البابا تقع ضمن دائرة مؤامرة دولية تحاول أبتزاز الشعب العراقي ، وتذهب به الى التطبيع مع الكيان الغاصب الذي يرفضه جل الشعب العراقي.
من ضمن مفردات منهاج زيارة البابا، اللقاء مع المرجع الديني سماحة السيد علي السيستاني ، وهذا يذهب بنا الى تبني النظرية الثانية ، كون المكون الشيعي متمثلاً بسماحة السيد السيستاني يرفض رفضاً قاطعاً التطبيع مع قوات الأحتلال الصهيوني ، لذا نتوقع هناك مسودة عمل سوف تطرح أمام السيد السيستاني بهذا الخصوص ، ( هذا اذا كان هناك لقاء سيتم مع سماحة السيد)
يفترض بقداسة البابا وهو رجل محبة وسلام كما يدعي ، أن يشير الى بلد السلام الذي لايحمل من السلام سوى اسمه ، الذي يتعرض لاحتلال قبيح من قبل الجيش الأمريكي ، والذي يدين أغلبه بدين المسيح ابن مريم عليه السلام . كان المفروض أن يشير ولو إشاره بسيطة الى حصار الجمهورية الأسلامية الأيرانية الظالم من قبل أمريكا وحلفائها في المنطقة.
أعتقد من الانصاف أن يتذكر رجل السلام والمحبة شعب فلسطين الذي يرزح تحت احتلال ظالم من قبل قطعان الصهاينة ، الذين أساءوا حتى لكنيسة المهمد في بيت لحم . كان من المفروض أن يشير الى رجال المقاومة الذين دفعوا حياتهم بنيران غادرة من قبل طيران القوات الأمريكية المحتله ، أؤلئك الأبطال الذين أعادوا الحياة الى المسيحين قبل المسلمين عندما صدوا المجماميع الأرهابية الداعشية وحرروا مناطق المسلمين والمسيحيين على حد سواء . كان المفروض أن يتذكر شعب اليمن العزيز وهو يراق دمه على أرضه بيد أعتى قوات متسلحة بسلاح أمريكا والغرب.
رجل المحبة والسلام من المفترض أن يلتقي المرجع الديني في النجف الأشرف ، وأعتقد أن تم هذا اللقاء ، وهو شرف كبير لقداسته حيث سيتبرك بأرض الأنبياء الطاهرة ، أقول يجب استثمار هذا اللقاء لتبيان مظلمة الشعب العراقي على يد الجبابرة الغربيين والذين يدينون بدين المسيحية ، بحسب إدعائهم.
نعتقد أنه لشرف كبير للزائر أن تطأ قدماه مدينة النجف الأشرف وليس للمزور كما يتوهم بعض المطبلين لزيارة البابا ، وكأنه سينزل من أعلى سماء النجف الأشرف ، والتي تعني زيارة أي شخص لها بشرف ما بعده شرف.
قاسم سلمان العبودي